قال الكاتب والباحث السياسي الدكتور خالد باطرفي لبرنامج “هنا الرياض” على شاشة قناة الإخبارية، إن هناك عدة أسباب لفشل الوساطة الأمريكية في مفاوضات هدنة غزة.
وأوضح أنه ليس هناك حسن نية في هذه المفاوضات بين جميع الأطراف، موضحاً: “سواء بين الطرف الفلسطيني الممثل بحماس، أو الطرف الإسرائيلي الممثل بحكومة نتيناهو اليمينية أو الطرف الأمريكي المنحاز تماماً لإسرائيل”، متابعاً أن إسرائيل تريد أن تغتال قادة حماس، والمفاوضين ورئيس المفاوضين، وفي نفس الوقت تتفاوض معهم، متسائلاً باستنكار: “كيف يمكن أن يكون هذا؟ كيف يمكن أن تصعّد مع الطرف الآخر وتستمر في حرب إبادة وتدعي أنك تريد السلام؟!”.
فشل الوساطة الأمريكية
ولفت الباحث السياسي إلى أن إسرائيل لا تريد وقف هذه الحرب، لأن ذلك يعني عدم تحقيق أهدافها، وقال: “الهدف الأول لها هو تفريغ غزة من الفلسطينيين وكان هناك ضغوط على الجانب المصري لاستقبالهم، منذ سنوات بعيدة وفي حقب رئاسية مختلفة منذ عهد الرئيس الراحل حسني مبارك”.
فيديو | لهذه الأسباب لم تنجح وساطة الولايات المتحدة في التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس
وفق رأي الكاتب الباحث السياسي د. خالد باطرفي #هنا_الرياض pic.twitter.com/wa6nGTnnje
— هنا الرياض (@herealriyadh) August 21, 2024
ويكتنف الغموض مصير محادثات القاهرة بشأن الهدنة في قطاع غزة، مع تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالبقاء في محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، رغم تأكيدات أميركية بضرورة الوصول إلى اتفاق، في وقت تزداد فرص الصدام بين إيران وإسرائيل.
ويأتي ذلك يعد جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن العاشرة للمنطقة، وهي الزيارة التي انتهت وعاد منها إلى بلاده “خالي الوفاض” بعد فشل محاولته لـ”سد فجوات” المفاوضات بشأن الهدنة في غزة.
وكان بلينكن قد أعلن موافقة نتنياهو على المقترحات الجديدة. لكن نتنياهو عاد وقال بعد يوم واحد من لقائهما، إنه “ربما أقنع الوزير بلينكن بصفقة تتضمن بقاء الجيش الإسرائيلي في محوري فيلادلفيا (المتاخم للحدود مع مصر) ونتساريم (يقسم قطاع غزة عرضياً)”.
“حليف استراتيجي”
وأشار الدكتور باطرفي إلى أن الولايات المتحدة تُعتبر حليفًا استراتيجيًا لإسرائيل، مما يجعلها غير محايدة في نظر العديد من الفصائل الفلسطينية. هذا الانحياز الأمريكي لإسرائيل يضعف من مصداقية الوساطة الأمريكية ويجعل الفصائل الفلسطينية تشكك في جدوى التفاوض عبر الولايات المتحدة، خاصة عندما لا تتخذ واشنطن مواقف حازمة تجاه السياسات الإسرائيلية التي تُعدّ استفزازية للفلسطينيين.
ثانيًا، أوضح الدكتور باطرفي أن الإدارة الأمريكية تواجه تحديات داخلية وضغوط سياسية قد تجعلها غير قادرة على ممارسة ضغوط فعّالة على إسرائيل للدخول في هدنة حقيقية. كما أن الأولويات الأمريكية قد تكون موجهة نحو قضايا أخرى إقليمية أو دولية، مما يقلل من تركيزها واهتمامها بإنجاح مفاوضات الهدنة. وأشار إلى أن عدم وجود التزام أمريكي قوي بتطبيق حلول جذرية وعادلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يساهم في استمرار تعثر جهود الوساطة.
اقرأ أيضاً: