يواصل وسطاء المحادثات بين الكيان المحتل وفصائل المقاومة الفلسطينية بشأن وقف إطلاق النار في غزة التأكيد على أن الاتفاق بات قريبًا، ومع ذلك، هناك تخوفات دولية من الفشل، حيث أن المفاوضات السابقة التي استمرت لأشهر شهدت الكثير من لحظات الأمل الكاذب.
هدوء المنطقة مرهون بالتوصل لاتفاق
تستهدف الوساطة الأمريكية المصرية القطرية التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار لإيقاف الحرب الأكثر دموية على الإطلاق بين الاحتلال والفلسطينيين، وهو الصراع الذي أدى إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وأثار احتجاجات في جميع أنحاء العالم.
وأدى عدوان جيش الاحتلال إلى مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني في غزة، وفقا لمسؤولي وزارة الصحة.
ونزحت الغالبية العظمى من السكان، ويتكدس مئات الآلاف منهم الآن في مخيمات تفتقر لمعظم مقومات الحياة، فيما انهار القطاع الصحي إلى حد كبير.
وأطلق حزب الله اللبناني طائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل بشكل شبه يومي منذ بداية الحرب، وردت إسرائيل بغارات جوية وقصف مدفعي.
وتوعد حزب الله بشن هجوم أكثر شدة ردًا على مقتل فؤاد شكر، أحد كبار قادته، الشهر الماضي، في غارة جوية للاحتلال في بيروت.
وهاجمت جماعات في سوريا والعراق واليمن أهدافا للاحتلال وأخرى أمريكية تضامنًا مع الفلسطينيين.
وتبادلت إيران وإسرائيل إطلاق النار مباشرة في أبريل، ويخشى الكثيرون تكرار ذلك إذا نفذت إيران تهديدها بالانتقام لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في انفجار في طهران ألقي باللوم فيه على الاحتلال.
وقال حزب الله إنه سيوقف عملياته على طول الحدود إذا ساد الهدوء في غزة.
وقد يقنع اتفاق وقف إطلاق النار أيضاً كلاً من حزب الله وإيران بالامتناع عن شن ضربات انتقامية على الأراضي المحتلة ولو مؤقتًا.
النقاط شائكة في المحادثات
يعمل الوسطاء وطرفا النزاع على صياغة مقترح لعملية من ثلاث مراحل تقوم فيها حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، وانسحاب الاحتلال من غزة ووقف دائم لإطلاق النار.
وأيد الرئيس الأمريكي جو بايدن الاقتراح في خطاب ألقاه في 31 مايو، ووافق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد ذلك بوقت قصير.
ولكن منذ ذلك الحين أصر الاحتلال على إجراء تعديلات، واتهمته حماس بتقديم مطالب جديدة لا يمكنه قبولها.
وتريد حماس ضمانات بأن الاحتلال لن يستأنف الحرب بعد إطلاق سراح الدفعة الأولى من الرهائن.
ويريد الاحتلال ضمان عدم استمرار المفاوضات إلى أجل غير مسمى خلال المرحلة الثانية، التي سيتم فيها إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين، بما في ذلك الجنود الذكور.
كما طالب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في الأسابيع الأخيرة، بالحفاظ على وجود عسكري على طول الحدود بين غزة ومصر لمنع تهريب الأسلحة وعلى طول الخط الذي يقسم القطاع حتى تتمكن من تفتيش الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم في الشمال والتأكد من عدم تسلل المسلحين.
المصادر: