سياسة

مفاوضات جنيف.. بارقة أمل لحل الأزمة السودانية

انطلقت المفاوضات في جنيف السويسرية حول وقف إطلاق النار في السودان بوساطة من الولايات المتحدة، أواخر الأسبوع الماضي، لوضع حد للصراع المستمر منذ نحو 16 شهرًا.

إلى أين وصلت مفاوضات جنيف؟

منذ انطلاق المفاوضات، يتواصل مسؤولون أمريكيون يوميًا وبكثافة مع الجيش السوداني الغائب عن المشاورات.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، إن هناك العديد من الاقتراحات المطروحة على الطاولة بشأن آليات ضمان تنفيذ اتفاق إنهاء الحرب.

وفي خضم المحادثات، فتح الجيش السوداني معبر أدري الحدودي مع تشاد لإيصال المساعدات إلى العشائر المتضررة من المعارك.

وفي المقابل، تعاون الدعم السريع مع بعثات الإغاثة لإيصال المساعدات عبر طرق حيوية متجهة إلى دارفور وكردفان.

وشهدت الأيام الأخيرة تضاربًا في الأنباء عن انسحاب الدعم السريع من بعض القرى كبادرة حسن نوايا في المفاوضات.

ومع ذلك، اعتبر بعض المراقبين أن الانسحاب المزمع للدعم السريع تحركًا تكتيكيًا لمهاجمة مناطق سودانية أخرى.

وأعلن قائد الجيش السوداني عن مفاجأة، بالكشف عن مساع جارية لتشكيل حكومة تدير الفترة الانتقالية.

وأطلق البرهان تصريحًا قال فيه: “من يريد إيقاف الحرب عليه الحديث مع المتمردين الذين يهاجمون المدنيين في مناطقهم”.

 

من الجدير بالذكر أن الحرب في السودان اندلعت في منتصف أبريل 2024 بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع.

وبعد مرور نحو 16 شهرًا على بداية الصراع، سقط نحو 14 ألف قتيل، طبقا لتقديرات الأمم المتحدة، فيما ترفع منظمة أطباء بلا حدود العدد إلى نحو 40 ألفا على الأقل.

وشرّدت الحرب أكثر من 10.7 مليون سوداني، أي نحو خُمس سكان البلاد، في أسوأ أزمة لاجئين على مستوى العالم، فيما تركت نحو نصف السودانيين في مواجهة مع شبح المجاعة.

وبشأن إصرار الولايات المتحدة على التوصل لاتفاق في السودان، قال الكاتب السوداني المتخصص في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، عثمان ميرغني، إن “أمريكا لديها مصلحة استراتيجية في وقف الصراع”.

وأوضح “ميرغني”: “على الصعيد الاستراتيجي، إذا سقط السودان تمامًا وانهارت الدولة، فإن المجتمعَين الإقليمي والدولي سيدفعان ثمنا باهظًا، لأن السودان يحتل مركزًا جيوستراتيجي قويًا جدًا في القارة الأفريقية وهو قادر على خلخلة كل الأنظمة المحيطة به، فضلًا عن أهمية ساحل السودان على البحر الأحمر والذي يمتد لنحو 800 كيلومتر”.

وتابع: “البحر الأحمر أحد أهم معابر التجارة الدولية في العالم، وهو منذ بداية الحرب في غزة قبل نحو عشرة أشهر يعاني أزمة قبالة الساحل اليمني، فإذا أضيف إليها 800 كيلو متر في السودان، فستصبح هناك كارثة دولية، ومن هنا يأتي تصميم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على إنهاء هذه الحرب السودانية”.

المصادر:

قناة الإخبارية

موقع bbc