تُعد وحدة “عوكيتس” جزءًا من القوات البرية في الجيش الإسرائيلي، متخصصة في تدريب الكلاب لمهام عسكرية محددة مثل الهجوم والكشف عن المتفجرات. ورغم الترويج لدور هذه الكلاب في حماية الجنود، إلا أن استخدامها قد أثار انتقادات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية، حيث اتُّهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب انتهاكات ضد الفلسطينيين من خلال هذه الوحدة. في هذا المقال، سنلقي الضوء على دور هذه الوحدة، مهامها، وتأثيرها على الفلسطينيين.
نشأة وحدة “عوكيتس” وأهدافها
تأسست وحدة “عوكيتس” بهدف دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية من خلال استخدام الكلاب المدربة بشكل خاص. ويُعد الدور الأساسي الذي يعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي لهذه الكلاب هو القيام بمهام خطيرة قبل دخول الجنود إلى مناطق يُشتبه في احتوائها على متفجرات أو أنفاق. تتضمن المهام التي تقوم بها الكلاب الهجوم على المسلحين، الكشف عن الأسلحة، البحث عن الألغام، والمساهمة في عمليات الإنقاذ.
دور الكلاب في العمليات داخل غزة
أحد أبرز الأدوار التي تقوم بها الكلاب في الجيش الإسرائيلي هو الكشف عن الأنفاق والمتفجرات في قطاع غزة. إذ غالبًا ما تكون الكلاب هي أول من يدخل هذه الأماكن الخطيرة للتأكد من خلوها من الفخاخ أو العبوات الناسفة قبل دخول الجنود. كما تُستخدم الكلاب أحياناً للكشف عن المخاطر داخل المباني المعقدة بعد تزويدها بكاميرات مثبتة على ظهورها.
هجوم على الكلاب
ورغم الأدوار العسكرية لهذه الوحدة، فإن استخدام الكلاب في العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين أثار الكثير من الجدل. حيث توثق منظمات حقوقية عديدة الانتهاكات المرتبطة باستخدام الكلاب ضد المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الهجمات الجسدية والترهيب النفسي. وقد سجلت العديد من الحوادث التي تعرض فيها مدنيون لهجمات من الكلاب المدربة، وخاصة في المنازل والملاجئ.
شهادات حول استخدام الكلاب في العنف
قدم العديد من الفلسطينين شهادات حية تصف تعرضهم لهجمات من الكلاب التابعة للجيش الإسرائيلي. دَولت الطناني، امرأة فلسطينية تبلغ من العمر 60 عامًا، تعرضت لهجوم وحشي من كلب مدرب أثناء مداهمة لمنزلها في مخيم جباليا. وقد انتشر الفيديو الذي يوثق هذا الهجوم على نطاق واسع، مما أثار استنكارًا عالميًا. وفي حادثة أخرى، تحدث أسير فلسطيني عن تعرضه لاعتداء جنسي من كلب أثناء فترة احتجازه.
الأبعاد القانونية والانتهاكات الإنسانية
تُصنف هذه الأعمال ضمن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وفقًا للقوانين الدولية. استخدام الكلاب بشكل مقصود لترهيب المدنيين والاعتداء عليهم جسدياً ونفسياً يُعتبر جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف. المنظمات الحقوقية، مثل “يوروميد”، تدعو إلى فتح تحقيقات دولية في هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
مشاركة الكلاب في العمليات ضد المستشفيات
إحدى الحالات التي سلطت الضوء على استخدام الكلاب هي الهجوم على مجمع الشفاء الطبي في غزة. خلال هذا الهجوم، استخدم الجيش الإسرائيلي الكلاب لاقتحام المستشفى، مما أدى إلى إصابة العديد من المرضى والطاقم الطبي. هذا الاستخدام الصارخ للكلاب في الهجمات ضد المؤسسات الطبية يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في غزة ويعزز من حدة الانتقادات الدولية.
الخاتمة
وحدة “عوكيتس” الإسرائيلية ليست مجرد وحدة عسكرية عادية، بل تمثل محوراً للجدل بسبب استخدام الكلاب في عمليات تنتهك حقوق الإنسان. استخدام الكلاب في مداهمات المنازل والمستشفيات والاعتداءات على المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، يثير قلقًا عالميًا.