أحداث جارية سياسة

أوكرانيا.. الأقدام في الميدان والأعين على طاولة المفاوضات

تواصل القوات الأوكرانية تقدمها داخل منطقة كورسك الروسية في أكبر توغل أجنبي لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية، فإلى أين آلت الأمور؟ وما الذي يمكن أن تفضي إليه؟

الوضع على الأرض

اقتحم الآلاف من عناصر القوات الأوكرانية الحدود الروسية في الساعات الأولى من يوم 6 أغسطس إلى منطقة كورسك غرب روسيا فيما وصفه بوتين باستفزاز كبير يهدف إلى كسب يد أقوى في محادثات وقف إطلاق النار المحتملة في المستقبل.

واقتطعت أوكرانيا شريحة من منطقة كورسك الحدودية الروسية، وعلى الرغم من أن بوتين قال إن الجيش الروسي سيطرد القوات الأوكرانية، إلا أن أكثر من أسبوع من المعارك العنيفة فشل حتى الآن في طردهم.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الأربعاء إن القوات الأوكرانية تواصل تحقيق مكاسب في منطقة كورسك وإنها سيطرت على كيلومتر أو كيلومترين آخرين، مع أسر 100 عنصر بالقوات الروسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قاتها أسقطت 117 طائرة مسيرة أوكرانية داخل أراضيها خلال ليل الثلاثاء، معظمها في مناطق كورسك وفورونيج وبيلغورود ونيجني نوفغورود.

وأضافت أنه تم إسقاط صواريخ أيضًا، وأظهرت لقطات لقاذفات “سوخوي سو-34” وهي تضرب مواقع أوكرانية في منطقة كورسك.

وقالت الوزارة في وقت لاحق إن القوات الروسية صدت سلسلة من الهجمات الأوكرانية داخل منطقة كورسك، بما في ذلك في روسكوي بوريشنوي على بعد 18 كيلومترًا من الحدود، فيما قال مدونون مؤيدون لروسيا إن الجبهة استقرت.

وأدى الهجوم الأوكراني على الأراضي الروسية إلى تغيير جذري في السرد المحيط بالحرب المستمرة منذ عامين ونصف.

وكانت روسيا تتقدم في شرق أوكرانيا منذ فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف عام 2023 في تحقيق أي مكاسب كبيرة ضد القوات الروسية.

محاولة جديدة لإنهاء الحرب

من خلال نقل الحرب إلى روسيا، أجبرت أوكرانيا ما يقرب من 200 ألف روسي على إخلاء المناطق الحدودية.

وقال بوتين يوم الاثنين، إن “أوكرانيا تهدف بمساعدة أسيادها الغربيين إلى تحسين موقف كييف التفاوضي قبل محادثات السلام المحتملة”.

وتساءل “بوتين” عن المفاوضات التي يمكن إجراؤها مع عدو اتهمه بإطلاق النار بشكل عشوائي على المدنيين الروس والمنشآت النووية.

ويقول مسؤولون روس إن أوكرانيا تحاول أن تظهر لمؤيديها الغربيين أنها لا تزال قادرة على حشد عمليات عسكرية كبيرة مع تصاعد الضغوط على كييف وموسكو للاتفاق على الحديث عن وقف الصراع، وهو الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال “زيلينسكي” إن التوغل يهدف إلى الضغط على القوات الروسية و”استعادة العدالة” بعد الغزو الروسي.

وقال مدونون عسكريون روس إنهم يتوقعون أن تقوم أوكرانيا بخطوة كبيرة أخرى على الأقل خلال الأيام المقبلة.

وفي منطقة بيلغورود الحدودية الروسية، أعلن الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف حالة الطوارئ على مستوى المنطقة.

المصادر:

وكالة Reuters