سياسة

الطائرات بدون طيار.. سلاح حزب الله الذي يهدد إسرائيل

الطائرات بدون طيار.. سلاح حزب الله الذي يهدد إسرائيل

باتت الطائرات بدون طيار بمثابة قوة جماعة حزب الله الضاربة التي تخشاها إسرائيل، في ظل القدرات المتنامية لها خلال الفترة الأخيرة.

ويتم تشغيل الطائرات بدون طيار عن بعد، ويمكنها دخول أراضي العدو ومراقبتها ومهاجمتها بشكل أكثر سرية من الصواريخ والقذائف.

وفي مايو الماضي، شن حزب الله واحدة من أعمق ضرباته على الأراضي المحتلة باستخدام الطائرات بدون طيار، لتدمر أحد أهم أنظمة المراقبة التابعة للقوات الجوية للاحتلال الإسرائيلي.

وتمنح تلك الطائرات لحزب الله قوة لا يُستهان بها قد تستخدمها في الانتقام لاغتيال القائد الأعلى العسكري للجماعة، فؤاد شكر، والذي تتهم فيه الجماعة إسرائيل.

ويصف الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هينز، قدرات حزب الله في مجال الطائرات بدون طيار بأنها “تهديد يجب أن يؤخذ على محمل الجد”.

وفي حين أن إسرائيل تمتلك منظومة دفاع صاروخية متقدمة “القبة الحديدية”، إلا أن تلك المنظومة تركّز بشكل أقل على الطائرات بدون طيار.

دقة ومهارة

في تقرير له، وصف معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث مستقل تابع لجامعة تل أبيب، الضربة التي شنها حزب الله على العمق الإسرائيلي بأنها تعكس تحسنًا في الدقة والمهارة على التهرب من الدفاعات الجوية لجيش الاحتلال.

واعتمد حزب الله منذ السابع من أكتوبر الماضي على الطائرات بدون طيار، للرد على الضربات التي يقوم بها جيش الاحتلال على الحدود اللبنانية، وكذلك في العمق الإسرائيلي.

وفي حين أن إسرائيل تمكنت من صد مئات الهجمات التي شنتها حزب الله بالطائرات بدون طيار، إلا أن نظام دفاعها ليس محكمًا تمامًا، بخلاف أن تلك الطائرات أصغر وأبطأ من الصواريخ والقذائف وبالتالي يصعب اعتراضها.

الطائرات بدون طيار.. سلاح حزب الله الذي يهدد إسرائيل
عناصر من حزب الله يشاركون في مناورة عسكرية بطائرة بدون طيار مسلحة في جنوب لبنان

وبحسب مسؤول أمني إسرائيلي، فإن إطلاق تلك الطائرات من قرب عبر الحدود، يتطلب وقتًا أقصر لإصدار رد فعل تجاهها.

وقال المسؤول، الذي لم يكن مخولا بالحديث علنا ​​تماشيا مع القيود الأمنية الإسرائيلية، إن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية اضطرت إلى التعامل مع المزيد من الطائرات بدون طيار خلال هذه الحرب أكثر من أي وقت مضى، وردت إسرائيل بمهاجمة نقاط الإطلاق.

وفي يوم الثلاثاء الماضي، شن حزب الله هجوما بطائرة بدون طيار على قاعدة للجيش الإسرائيلي أسفر عن إصابة 6 أشخاص.

ويُعد الهجوم الذي شنته الجماعة في أبريل الماضي على شمال الأراضي، هو الأكثر دموية، والذي أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 13 آخرين.

استهداف الخبراء

تزداد قدرات جماعة حزب الله على استخدام الطائرات بدون طيار، على الرغم من استهداف أهم الخبراء لديها من قبل إسرائيل.

ومن بين أبرز هؤلاء الخبراء هم شكر، الذي قالت إسرائيل إنه كان مسؤولا عن معظم أسلحة حزب الله الأكثر تقدمًا، بما فيها الصواريخ والطائرات بدون طيار.

ولم تستهدف إسرائيل شكر فقط، بل إنها استهدفت في عام 2013 بالرصاص في بيروت، أحد كبار عناصر حزب الله، حسن اللقيس، وهو أحد العقول المدبرة للطائرات بدون طيار للجماعة.

من ناحية أخرى، تسببت الهجمات التي شنتها إسرائيل على سوريا في مقتل بعض خبراء الطائرات بدون طيار من إيران وحزب الله، ومن بينهم مسؤول في قسم الطيران والفضاء التابع للحرس الثوري الإيراني شبه العسكري .

وتستخدم جماعة حزب الله طائرات محلية الصنع عن طريق خبرائها، وكذلك طائرات أبابيل وشاهد إيرانية الصنع، إلى جانب استخدامها لطائرة بدون طيار تطلق موجهة من طراز S5 روسية الصنع.

الطائرات بدون طيار.. سلاح حزب الله الذي يهدد إسرائيل
مقاتل من حزب الله بجوار طائرة مسيرة في جنوب لبنان

تاريخ التطور

اعتمدت جماعة حزب الله في بداياتها على تكتيكات ذات تقنية أبسط، مثل الطائرات الشراعية لشن هجوم على العدو.

وتحولت الأسلحة إلى الطائرات المصنعة في إيران في أعقاب انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000.

وأرسل حزب الله أول طائرة استطلاع بدون طيار من طراز مرصاد فوق المجال الجوي الإسرائيلي عام 2004.

وفي عام 2006، بدأ اللقيس في رسم برنامج للطائرات بدون طيار في الجماعة، وشهد عام 2022 تزايدًا في استخدامها من قبل الجماعة خلال الصراع السوري.

وفي الوقت الذي انخرط لبنان في مفاوضات غير مباشرة لترسيم حدوده البحرية مع إسرائيل، أرسلت المجموعة ثلاث طائرات بدون طيار فوق إحدى أكبر منشآت الغاز الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط ​​قبل أن تسقطها إسرائيل.

وحتى الآن، تدعم إيران برنامج حزب الله للطائرات بدون طيار بمساعدات كبيرة، فيما يُعتقد أن الطائرات يتم تجميعها من خلال خبراء الجماعة في لبنان.

المصدر: AP