يماطل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تمرير مقترح التهدئة في قطاع غزة، بدعوى أن جيش الاحتلال اقترب من تحقيق هدفه، المتمثل في القضاء على حماس وتدمير قدراتها العسكرية.
وفي مقابل ذلك، كشفت تحليلات أجراها مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد “إنتربرايز” الأمريكي، ومعهد دراسة الحرب بالولايات المتحدة، وشبكة “CNN”، أن ما يقرب من نصف كتائب حماس العسكرية في شمال ووسط غزة أعادت بناء قدراتها القتالية على الرغم من مرور أكثر من 9 أشهر من العدوان الوحشي.
الاحتلال بعيد عن النصر
استندت التحليلات الجنائية لعمليات حماس العسكرية منذ أن قادت الهجمات ضد الاحتلال في 7 أكتوبر إلى تصريحات عسكرية من الجانبين، ولقطات من الأرض ومقابلات مع خبراء وشهود عيان.
أظهرت التحليلات التي غطّت أنشطة حماس العسكرية حتى يوليو الماضي أن الحركة نجحت في استخدام الموارد المتضائلة على الأرض بشكل فعال.
وذكرت شبكة “CNN” أن وحدات حماس القتالية عادت إلى المناطق التي قال جيش الاحتلال إنه طهرها منهم بعد معارك ضارية وقصف مكثف.
وفقًا للجيش الإسرائيلي، ينقسم الجناح العسكري لحركة حماس، المعروف باسم كتائب القسام، إلى 24 كتيبة منتشرة في جميع أنحاء قطاع غزة.
في 1 يوليو، كانت 3 كتائب فقط من هذه الكتائب الـ 24 غير فعالة قتاليًا ، مما يعني أنها دمرت من قبل الجيش الإسرائيلي، وفقًا لتقييمات مشروع التهديدات الحرجة، ومعهد دراسة الحرب.
وتعتبر الوحدة غير فعالة في القتال عندما لا تكون قادرة على إكمال مهمتها، ويبرز ذلك عند عدم وجود هجمات أو تنفيذ عدد قليل جدًا من الهجمات غير الفعالة.
ومع ذلك، تظل 8 كتائب قتالية فعالة، قادرة على تنفيذ مهام ضد الجنود الإسرائيليين على الأرض في غزة.
وأشارت التحليلات أن الـ 13 كتيبة المتبقية تدهورت، حيث لم تتمكن إلا من شن هجمات متفرقة وغير ناجحة إلى حد كبير على غرار حرب العصابات.
وحسب التحليلات، فإن كتائب وسط غزة هي الأقل تضررًا في القطاع، وتقول مصادر من سلطات الاحتلال إنها لم تتعامل بشكل كاف مع تلك الكتائب لأنه يعتقد أنها تحتجز العديد من الرهائن الإسرائيليين.
وذهبت نتيجة التحليلات إلى أن 7 من هذه الكتائب الـ 16 من إعادة تشكيل نفسها، مرة واحدة على الأقل خلال الأشهر الستة الماضية.
وقال الخبراء العسكريون الأمريكيون الذين تمت مقابلتهم أثناء إعداد نتائج التحليلات إن استمرار الاحتلال في الحرب، والذي تميز بحملة قصف شديدة الوطأة، وغياب خطة ما بعد الحرب، ساعد في نشوء حماس من جديد.
وتضمن تقرير “CNN” أدلة على عودة ظهور ، كما حدث في مخيم جباليا للاجئين، حين قال جيش الاحتلال إنها واجهت مقاومة شرسة داخله في مايو أثناء الاشتباك مع 3 كتائب تابعة لحماس، على الرغم من أنها دمرت المنطقة في حملة قصف استمرت قرابة ثلاثة أشهر في الخريف الماضي.
وقال العقيد المتقاعد بالجيش الأمريكي بيتر منصور: “حقيقة أنهم ما زالوا في غزة، وما زالوا يحاولون هزيمة عناصر من كتائب حماس، تظهر لي أن رئيس الوزراء نتنياهو مخطئ، وأن قدرة حماس على إعادة تشكيل قواتها المقاتلة لم تتضاءل”.
وقالت إميلي هاردينج، مديرة مكتب التحقيقات الفيدرالي: “لقد قتلوا بالتأكيد الكثير من مقاتلي حماس، لكنهم ما زالوا هناك، وسيقومون بتجنيدهم بجنون بناءً على الأشياء التي فعلتها إسرائيل”.
المصادر: