أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اغتال قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، في غارة جوية في يوليو الماضي، بعدما أمضى عدة أسابيع في محاولة التأكد من مقتل الضيف، الذي استهدفته الغارة في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة.
وتقول إسرائيل إن محمد الضيف ويحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة، كانا المخططين الرئيسيين للهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر على إسرائيل.
وأوضح الجيش الإسرائيلي إن الغارة التي قتلت الضيف وقعت في 13 يوليو وأصابت مجمعًا على مشارف خان يونس، بالقرب من مخيم للنازحين الفلسطينيين.
وقالت السلطات الصحية في غزة في ذلك الوقت إن أكثر من 90 شخصا آخرين قُتلوا في الغارة، وكان العديد منهم يعيشون في الخيام.
وكانت حماس قد نفت من قبل مقتل “الضيف” في هذه الغارة، بينما لم تؤكد أو تنف مقتله بعد الإعلان الإسرائيلي، لكن أحد مسؤوليها قال “ما لم يعلن أي منهما (القيادة السياسية والعسكرية لحماس) فلا يمكن التأكد من أي خبر ينشر في وسائل الإعلام أو من قبل أي جهة أخرى”.
من هو محمد الضيف
نادرًا ما كان يتحدث محمد الضيف، الناجي من سبع محاولات اغتيال إسرائيلية من قبل، ولا يظهر علنًا أبدًا، ورغم ذلك فإنه ظهر وتحدث بعد عملية “طوفان الأقصى”.
وقال الضيف في تسجيله بصوت هادئ إن حماس حذرت إسرائيل مرارًا وتكرارًا من ضرورة وقف جرائمها ضد الفلسطينيين، وإطلاق سراح السجناء الذين قال إنهم تعرضوا للإساءة والتعذيب، ووقف مصادرة الأراضي الفلسطينية.
“في كل يوم يقتحم الاحتلال قرانا وبلداتنا ومدننا في الضفة الغربية ويداهم المنازل ويقتل ويصيب ويدمر ويعتقل، وفي نفس الوقت يصادر أرضنا ويقتلع أبناء شعبنا من بيوتهم لبناء المستوطنات، بينما يستمر حصاره الإجرامي على غزة”.
محمد الضيف وحركة حماس
وُلد محمد الضيف عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين الذي أقيم بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948، وأصبح وانضم إلى حماس خلال الانتفاضة الأولى التي بدأت في عام 1987.
حصل على درجة البكالوريوس في العلوم من الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس الفيزياء والكيمياء والأحياء، أظهر ميلاً إلى الفنون، حيث ترأس لجنة الترفيه في الجامعة، وشارك على خشبة المسرح.
ومع صعوده في صفوف حماس، عمل الضيف على تطوير شبكة الأنفاق التابعة للحركة وخبرتها في تصنيع القنابل، وقد تصدر قائمة المطلوبين لدى إسرائيل لعقود من الزمان، حيث يحمل المسؤولية الشخصية عن مقتل العشرات من الإسرائيليين في تفجيرات انتحارية.
قُتلت زوجته وابنه البالغ من العمر 7 أشهر وابنته البالغة من العمر 3 سنوات في غارة جوية إسرائيلية في عام 2014.
بالنسبة للضيف، كان البقاء في الظل مسألة حياة أو موت، وقالت مصادر حماس إنه فقد إحدى عينيه وأصيب بجروح خطيرة في إحدى ساقيه في إحدى محاولات الاغتيال الإسرائيلية.