صحة

لماذا قد يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى تسريع شيخوخة الخلايا؟

تشير دراسة جديدة إلى أن النظام الغذائي الغني بالعناصر الغذائية مع القليل من السكريات المضافة قد يبطئ معدلات الشيخوخة البيولوجية لدى النساء.

في دراسة جديدة نُشرت مؤخراً في مجلة JAMA Network Open، وجد العلماء أن النساء في منتصف العمر اللاتي تناولن المزيد من الأطعمة المليئة بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة كان لديهن خلايا “أصغر سنًا” من أولئك اللاتي تناولن أنظمة غذائية أقل ثراءً بالعناصر الغذائية، حسب موقع “لايف ساينس“.

“شباب الخلايا”

لقد حكموا على شباب الخلايا من خلال النظر إلى العلامات الكيميائية، المعروفة باسم مجموعات الميثيل، على سطح جزيئات الحمض النووي. تعمل هذه العلامات على تعديل نشاط جينات معينة دون تغيير شفرة الحمض النووي الأساسية – وهي عملية تُعرف بالتعديل الجيني. يتغير نمط مجموعات الميثيل هذه مع تقدمنا ​​​​في العمر، ويُعتقد أن هذا يساهم في تسريع شيخوخة الخلايا.

وفي حين ارتبطت الأنظمة الغذائية الغنية بالمغذيات بإبطاء الشيخوخة، بدا أن السكريات المضافة تخفف من التأثير.

في الدراسة، أظهرت النساء اللائي استهلكن كميات أكبر من السكريات المضافة علامات شيخوخة خلوية متسارعة مقارنة بالآخرين، حتى لو كن يتناولن نظامًا غذائيًا صحيًا، كما وجد الباحثون. يشير مصطلح “السكريات المضافة” إلى السكريات المضافة إلى الطعام أثناء الإنتاج، مثل تلك الموجودة في المشروبات المحلاة بالسكر والسلع المخبوزة، على عكس السكريات الطبيعية الموجودة في الحليب والفواكه والخضروات.

قال المؤلفون إن الدراسة الجديدة هي واحدة من أولى الدراسات التي تثبت وجود صلة بين استهلاك السكر المضاف وما يسمى بالشيخوخة الجينية. وأشاروا إلى أنها أيضًا أول دراسة تحقق في هذا الارتباط لدى النساء السود والبيض في منتصف العمر. كان متوسط ​​أعمار المشاركات 39 عامًا.

المستويات العالية من السكريات

قالت إليسا إيبيل، أستاذة الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، في بيان: “كنا نعلم أن المستويات العالية من السكريات المضافة مرتبطة بتدهور الصحة الأيضية والمرض المبكر، ربما أكثر من أي عامل غذائي آخر”.

وأضافت: “الآن نعلم أن الشيخوخة الجينية المتسارعة هي أساس هذه العلاقة، ومن المرجح أن تكون هذه واحدة من العديد من الطرق التي يحد بها تناول السكر المفرط من طول العمر الصحي”.

حللت إيبيل وزملاؤه سجلات الطعام التي تم تصنيفها من قبل 342 امرأة على مدى ثلاثة أيام غير متتالية. ثم سجل الفريق النظام الغذائي لكل امرأة على أساس مدى التزامه بالأنظمة الغذائية المختلفة الراسخة.

وشملت هذه النظام الغذائي المتوسطي، الغني بالنباتات والحبوب الكاملة والدهون غير المشبعة ومنخفض اللحوم الحمراء والدهون المشبعة والسكريات. نظام غذائي آخر مماثل، يسمى مؤشر الأكل الصحي البديل، يؤكد بشكل خاص على الأطعمة والمغذيات التي يُعتقد أنها تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

مقياس جديد

كما ابتكر الباحثون مقياسًا جديدًا لتناول المغذيات يسمى “مؤشر المغذيات الجينية”. وتشمل هذه العناصر الغذائية المرتبطة بالعمليات المضادة للأكسدة والالتهابات في الجسم، فضلاً عن صيانة الحمض النووي وإصلاحه. على سبيل المثال، تشمل الفيتامينات A وC وB12 وE، إلى جانب حمض الفوليك والمغنيسيوم.

بالإضافة إلى تسجيل الأنظمة الغذائية للأشخاص، قام الفريق بتقييم كمية السكر المضاف التي تناولتها النساء – والتي تراوحت بين 0.1 و11 أونصة (2.7 و316 جرامًا) من السكر المضاف يوميًا. حسب الفريق الأعمار الجينية للمشاركين من خلال النظر في مثيلة الحمض النووي للخلايا داخل عينات اللعاب.

كشفت هذه البيانات عن الروابط بين النظام الغذائي والشيخوخة الخلوية، لكنها لم تلتقط سوى صورة خاطفة.

وتدعم النتائج فكرة أن تناول الأطعمة المغذية التي تحتوي على نسبة منخفضة من السكريات المضافة قد يحسن من عمر صحة الشخص، أي الفترة من حياته التي يتمتع فيها بصحة جيدة، وليس مجرد البقاء على قيد الحياة.

ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتقييم كيف قد يؤثر اتباع هذه الأنظمة الغذائية على الشيخوخة الجينية على المدى الطويل، كما كتب المؤلفون في ورقتهم.

اقرأ أيضاً: