سياسة

كامالا هاريس تستهدف الناخبين من جنوب آسيا.. ما السبب؟

زارت المرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة، كمالا هاريس، أمس الثلاثاء، ولاية جورجيا، وهي أكبر تجمع انتخابي للأمريكيين من أصل آسيوي.

وينتمي أغلب الأمريكيين الأسيويين هناك إلى أصول هندية، ويلعبون دورُا محوريًا في الانتخابات التي تسعى هاريس ابنة المهاجرين الجامايكيين والهنود إلى الفوز بها.

ويغلب على أغلب مقاطعات منطقة أتلانتا الحضرية في الولايات المتحدة، مثل جوينيت، وكذلك مقاطعتي فورسيث وفولتون المجاورتين، السكان من أصل آسيوي، بحسب بيانات المقاطعة.

ولذلك فإن صعود هاريس لتكون أحد المرشحين المحتملين الذين ينافسون على مقعد الرئيس، كان محل نقاشات واسعة بين العديد من الأسر من أصل آسيوي وتحديدًا الهنود منهم، إذ تلامس قصتها وترًا فريدًا.

حماس كبير

يقول رجل الأعمال في مجال التقنية، ومرشح لمجلس الشيوخ لمقعد تنافسي يمتد عبر معظم ضواحي شمال شرق أتلانتا الثرية أشوين راماسوامي، الذي يبلغ من العمر 24 عامًا: “إن مجتمع جنوب آسيا هنا متحمس إلى حد ما لأن هذا أمر غير مسبوق حقًا”.

ويأتي صعود هاريس ليكون ضمن سلسلة التفوق التي يشارك فيها بعض الأمريكيين من أصل هندي، إذ يخدم خمسة أمريكيين هنود في الكونغرس.

وهؤلاء هم أوشا فانس، زوجة السيناتور عن ولاية أوهايو والمرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري جيه دي فانس، أمريكية من أصل هندي، وكذلك اثنان من أبرز المرشحين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2024، نيكي هيلي وفيفيك راماسوامي.

كانت النائبة الديمقراطية براميلا جايابال من ولاية واشنطن، التي ترأس الكتلة التقدمية في الكونجرس، واحدة من أوائل المشرعين الذين دعتهم هاريس للحصول على الدعم بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق.

وبشكل عام، يمثل الأمريكيون الهنود النسبة الأكبر من مجتمع الأمريكيين من أصل آسيوي، بحسب مسح أجراه مكتب الإحصاء الأمريكي مؤخرًا.

كامالا هاريس تستهدف الناخبين من جنوب آسيا.. ما السبب؟
أصبحت هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي المحتملة للسباق الرئاسي في أعقاب إعلان بايدن تنحيه عن الاستمرار في المنافسة

وتقع أكبر المجتمعات الهندية في ولايات أريزونا وجورجيا ونيفادا وميشيغان، وهو ما يجعلها دورها محوري في حسم نتائج الانتخابات.

وفي ولاية جورجيا، هناك ٧ نواب من أصل آسيوي أمريكي ضمن المجلس التشريعي في كلا الحزبين.

وفي مقاطعتي فولتون الشمالية وجوينيت، أصبحت قاعات المدارس الثانوية الآن بمثابة أماكن لإقامة حفلات الرقص الهندي الكلاسيكي بانتظام.

فيما تستقطب فعاليات مثل مهرجان جونز كريك الدولي الآلاف من مختلف أنحاء المنطقة.

ومن هذا المنطلق ركزت حملة هاريس على المقاطعات التي تضم المؤيدين الأكثر حماسة لهاريس وتحديدًا في ولاية جورجيا.

ويوم السبت الماضي، جمعت نحو ٣٠٠ من أنصار هاريس في مقاطعة فورسيث، وهي معقل جمهوري قديم أصبح أكثر إثارة للجدل مع نموه وتنوعه.

العلاقة بين الهوية والأصوات

على الرغم من حماس المجتمعات الأمريكية ذات الأصول الهندية، إلا أن هذا الدعم لا يُترجم بالضرورة إلى أصوات مؤيدة لهاريس في الاقتراع.

ويرجع ذلك للتنوع الكبير في مجتمع الأمريكيين من أصل آسيوي بشكل عام والهنود بشكل خاص.

ومن خلال استطلاع آراء 12 ناخبًا أمريكيًا من أصل هندي، قالوا إن خلفية هاريس مثيرة للاهتمام ولكنهم لا يعرفون الكثير عن تاريخها السياسي.

وقال آشيش ساهو، مهندس برمجيات من ألفاريتا، وهي مدينة تقع في منطقة أتلانتا ويبلغ عدد سكانها حوالي 65 ألف نسمة، إنه يتوقع سماع المزيد عن هاريس وحملتها في الأيام المقبلة.

وأشار إلى أن أغلب السكان في ضواحي أتلانتا على قدر جيد من التعليم، ويرغبون في معرفة المرشح الأفضل.

من جانبه يرى راماشاندران، وهو محامي من أتلانتا، أن تمثيل شخص من أصول هندية لا يهم كثيرًا، وبعضهم ينتمون إلى معسكرات سياسية مختلفة تمامًا.

كامالا هاريس تستهدف الناخبين من جنوب آسيا.. ما السبب؟
استهداف العديد من الناخبين الأمريكيين من ذوي الأصول الآسيوية أو الهندية لا يعني بالضرورة ترجمته إلى أصوات انتخابية لصالح هاريس

دعم واسع

وخلال الأسبوع الماضي، نظمت مجموعة تسمى “نساء جنوب آسيا من أجل هاريس” نداءً انضمت إليه أكثر من ٤ آلاف امرأة وتم جمع أكثر من 250 ألف دولار خلال حوالي ساعتين.

وكان من بين المشاركين في اللجنة بعض المشاهير مثل ميندي كالينغ، بالإضافة إلى جايابال.

وأعرب العديد من المشاركين في اللجنة عن دعمهم لهاريس في سباق البيت الأبيض، من خلال جمع التبرعات أو حث الناخبين على التصويت.

وأشاد المنظمون بمبادرة “الفوز مع النساء السود”، والتي كانت بمثابة بداية لسلسلة من مكالمات الدعم التي اجتذبت عشرات الآلاف من النساء السود المشاركات وجمعت أكثر من مليون دولار.

وأشار رئيس منظمة They See Blue New York, المعنية بحث الناخبين من جنوب آسيا الر المشاركة في التصويت، تانبير شودري، إلى أن الكثير من الناس متحمسون للغاية.

وقال إن قائمة الصور الخاصة بتطبيق واتساب الخاص به مليئة بصور وأشياء تتعلق بكامالا هاريس.

وبحسب الاستطلاع الذي أجرته AAPI Data/AP-NORC في مايو الماضي، فإن نحو نصف الأمريكيين من أصل آسيوي يعتبرون أنهم ديمقراطيين، فينا يؤيد ربعهم الحزب الجمهوري، والربع الآخر من المستقلين.

وأظهر الاستطلاع أن أكثر من نصف البالغين الأميركيين من أصل جنوب آسيوي لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه هاريس.

المصدر: AP