اقتصاد

“لا تأتوا إلى الأولمبياد”.. لماذا انخفضت معدلات السفر إلى باريس؟

انخفضت معدلات السفر إلى باريس خاصةً بعد بدء الألعاب الأوليمبية، فهل قال الباريسيون للمسافرين: “لا تأتوا إلى الألعاب الصيفية؟”.

لأسباب عديدة، يتجنب الكثير من الناس بما في ذلك المقيمين زيارة باريس هذا الصيف، بالرغم من التوقعات بأنه سيحدث طفرة في السفر.

خسائر فادحة لشركات الطيران الفرنسية

أعلنت الشركة الرئيسية لخطوط الطيران الفرنسية، يوم الخميس، أن الشركة تتوقع انخفاضًا في الربع الثالث لإيرادات وحدتها التي تتراوح بين 150 و170 مليون يورو (163 إلى 184 مليون دولار) بسبب الطلب الضعيف لزيارة باريس هذا الصيف.

وقد أبلغت الخطوط الجوية الفرنسية عن مشكلات في وقت سابق من هذا الشهر، حيث أعلنت في الأول من يوليو أن حركة المرور من وإلى باريس كانت متخلفة عن المدن الأوروبية الكبرى الأخرى.

وقال إد باستيان، الرئيس التنفيذي للشركة، لشبكة CNBC: “ما لم تذهب إلى الألعاب الأولمبية، فلن يذهب الناس إلى باريس”.

"لا تأتوا إلى الأولمبياد".. لماذا انخفضت معدلات السفر إلى باريس؟
من المفارقة أن استضافة الألعاب الأولمبية لم تؤد لزيادة حركة السفر إل باريس

فيما قال جون غرانت، كبير المحللين في شركة معلومات الطيران OAG، إنه من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن المدن المضيفة تشهد زيادة كبيرة في عدد المسافرين خلال الألعاب الأولمبية.

وأوضح: “ظاهرة الألعاب الأولمبية هي أن السوق المحلية لا تتنقل”، بالإضافة إلى أن “مسافر العمل العادي الذي يسافر عادةً خلال تلك اللحظة من الزمن، يتوقف ويبقى في المنزل”.

وأضاف أن لندن وأثينا وأتلانتا شهدت انخفاضًا في عدد زوار الصيف عندما استضافت الألعاب الصيفية. وقال: “إنها لا تحقق أبدًا ما هو متوقع”.

وذكر غرانت أنه لا شيء من هذا يشكل مفاجأة، فإن أياً من شركتي الطيران لم تزيد طاقتها بشكل كبير؛ سواءً الخطوط الجوية الفرنسية بنسبة 5٪، ودلتا دون أي زيادة، مقارنةً بشهر أغسطس الماضي، مضيفًا أن خسائرهم تتعلق بتسعير الأجرة.

وعلق: “لقد ظلوا يحاولون بيع الأسعار بسعر أعلى مما يدعمه طلب السوق”، مضيفًا أن شركات الطيران قامت في النهاية بخصم هذه الأسعار للحصول على أي إيرادات ممكنة.

"لا تأتوا إلى الأولمبياد".. لماذا انخفضت معدلات السفر إلى باريس؟
قال جون غرانت من مكتب مراقبة شركات الطيران إن شركات الطيران لم تتأثر جميعها بسبب الألعاب الصيفية

انخفاض عدد الوافدين دوليًا

في مقياس السياحة الصادر في شهر يونيو، توقع مجلس السياحة في باريس انخفاضًا في عدد الوافدين دوليًا عبر جميع الأسواق خلال الفترة التي سبقت الألعاب الأولمبية – بانخفاض 8٪ في يونيو ونحو 15٪ في يوليو، مقارنة بعام 2023.

ويتوقع مجلس السياحة أيضًا زيادة بنسبة 11% في عدد الوافدين خلال الألعاب، مدفوعًا بالزوار من أوروبا (+24%) وأمريكا الشمالية (+15%) ولكن يقابله انخفاض حاد في عدد الوافدين من الشرق الأوسط (-42%) وأوقيانوسيا (-30%).

وتشعر الفنادق أيضًا بوطأة التباطؤ الصيفي في باريس، حيث من المتوقع أن تنخفض معدلات الإشغال إلى 60% في أوائل يوليو، بانخفاض حوالي 10 نقاط عن عام 2023، وفقًا لمجلس السياحة في باريس.

ومع ذلك، ارتفع متوسط الأسعار بنسبة 70% تقريبًا في يوليو الماضي، من 202 يورو العام الماضي إلى 342 يورو خلال الفترة الأولمبية، حسبما قال مجلس السياحة في باريس.

وقفزت تقديرات موقع تريفاغو لمقارنة أسعار السفر بشكل أكبر، حيث ارتفعت بنسبة 85% على أساس سنوي في باريس، و131% في ليل، التي تستضيف بعض مسابقات كرة السلة وكرة اليد في الألعاب.

تذاكر باهظة الثمن

في عصر السياحة الرياضية والسفر الذي يركز على الأحداث والخبرة، قد يبدو من المدهش أن قمة بطولة مثل الأولمبياد التي يتنافس فيها كبار الرياضيين في العالم في واحدة من أكثر مدنها شعبية – لمتسفر عن زيادة في حركة السفر.

وقال المكتب الصحفي لباريس 2024 لشبكة CNBC إنه من بين 10 ملايين تذكرة معروضة للبيع، تم بيع أو تخصيص 8.95 مليون تذكرة حتى يوم الخميس، بسبب وفرة التذاكر باهظة الثمن.

المصدر: CNBC