تأتي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن هذا الأسبوع وسط تحديات سياسية كبيرة في الولايات المتحدة، وتحفظات حيث حذر عدد من القادة الأميركيين بشأن تدخله السابق في السياسة الداخلية الأميركية.
يعد الهدف الرئيسي المعلن لزيارة نتنياهو هو إلقاء خطاب في اجتماع مشترك للكونغرس، يضع نتينياهو آمال كبيرة في إحراز تقدم في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوسط لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس التي استمرت تسعة أشهر.
توقيت الزيارة
تأتي الزيارة في وقت يقترب فيه عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا اثر الغارات الإسرائيلية في غزة من 40 ألف شخص، مع أنباء عن وفيات جديدة بين الرهائن الناجين ــ من بينهم إسرائيليون وأميركيون ــ الذين تحتجزتهم حماس منذ بداية الحرب.
تتزامن زيارة نتنياهو أيضًا مع اضطرابات سياسية في الولايات المتحدة هذا الصيف، بما في ذلك محاولة اغتيال المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب في 13 يوليو، وقرار الرئيس جو بايدن بالتخلي عن حملته الانتخابية وتأييد نائبة الرئيس كامالا هاريس للرئاسة.
التوقعات من الزيارة
يسعى نتنياهو من خلال هذه الزيارة لإظهار نفسه كرجل دولة عالمي، يرحب به المشرعون وزعماء أقرب حليف لإسرائيل، وقد ساعد رئيس مجلس النواب مايك جونسون في ترتيب خطاب نتنياهو أمام المشرعين، مسلطاً الضوء على الدعم الجمهوري القوي له.
ومن المتوقع أن يلتقي بايدن ونتنياهو يوم الخميس، إلى جانب لقاء منفصل مع هاريس. بينما لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان سيلتقي بترامب.
ومن جانبه، أشار مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إلى أن بايدن يخطط للتركيز على ما يلزم للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في الأسابيع المقبلة.
وكان نتنياهو قد أشار إلى رغبته في مناقشة استمرار الحرب ضد حماس ومواجهة الجماعات المسلحة الأخرى المدعومة من إيران في المنطقة، فضلاً عن تحرير الرهائن.
جدل ورفض للزيارة
أثارت الحرب الإسرائيلية انقسامات حادة في الولايات المتحدة، مما أدى إلى احتجاجات واعتقالات في الحرم الجامعي. كما تأتي الزيارة في وقت أعلنت فيه المحكمة الجنائية الدولية أنها تسعى إلى اعتقال نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب محتملة في غزة.
من المقرر تنظيم احتجاجات ضد خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، حيث أعرب بعض المشرعين عن رفضهم الحضور.
وسيجلس رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بن كاردين بدلاً من المشرعين الذين رفضوا الحضور، بالإضافة إلى ذلك، ستنظم عدة احتجاجات خارج مبنى الكابيتول للتعبير عن المعارضة للسياسات الإسرائيلية والمطالبة باعتقال نتنياهو.
أقيمت إجراءات أمنية مشددة حول نقاط الدخول إلى مبنى الكابيتول والفندق الذي يقيم فيه نتنياهو، مع انتشار أكبر لشرطة الكابيتول وأفراد الخدمة السرية، كما أعلنت شرطة العاصمة عن سلسلة موسعة من إغلاقات الشوارع التي من المقرر أن تستمر معظم الأسبوع.
المصدر: