أعلنت الصين اليوم الثلاثاء أن الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركتي “حماس” و”فتح”، وقعت اتفاقًا لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية في العاصمة “بكين”.
وبحسب “CNN” يأتي الإعلان بعد محادثات للمصالحة استضافتها الصين، ضمت 14 فصيلًا فلسطينيًا بداية من الأحد الماضي، وفقًا لوزارة الخارجية الصينية، كما أن الاتفاقية تأتي في وقت تشن فيه إسرائيل حربًا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
اتفاق للفصائل الـ14
وزير الخارجية الصيني، وانج يي، قال إن الاتفاق مخصص للمصالحة العظيمة والوحدة بين جميع الفصائل الأربعة عشر.
وأضاف: “النتيجة الأساسية هي أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد لجميع الشعب الفلسطيني”، معلنًا التوصل إلى اتفاق بشأن حكم ما بعد حرب غزة وتشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة.
لكن لم يتضح من تعليقات “وانج” ما هو الدور الذي ستلعبه حماس بعد انتهاء الحرب، وهي ليست جزءًا من منظمة التحرير الفلسطينية، كما لم يتضح ما هو التأثير المباشر لأي اتفاق.
منظمة التحرير الفلسطينية
وتتكون منظمة التحرير الفلسطينية، من ائتلاف حزبي، وقع معاهدة سلام مع إسرائيل في عام 1993، وشكلّت حكومة جديدة في الأراضي التابعة للسلطة الفلسطينية.
وتهيمن حركة “فتح” على كل من منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، وهي الحكومة الفلسطينية المؤقتة التي تأسست في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل بعد توقيع اتفاقية عام 1993 المعروفة باسم اتفاقيات “أوسلو”، لكن لا تعترف “حماس” بإسرائيل حتى اليوم.
الرعاية الصينية للاتفاق الأخير، أعادت للأذهان التاريخ الطويل من الخلاف بين حماس في غزة وفتح في الضفة الغربية، إذ حاول الجانبان وفشلا عدة مرات في التوصل إلى اتفاق لتوحيد المنطقتين الفلسطينيتين المنفصلتين تحت هيكل حكم واحد، كان آخرها اتفاق عام 2017، الذي سرعان ما تحول إلى أعمال عنف بين الجانبين.
وحافظت السلطة الفلسطينية على سيطرتها الإدارية على غزة حتى عام 2007، لكن بعد فوز “حماس” في الانتخابات التشريعية الشهير عام 2006، طردت عناصر الحركة من القطاع. ومنذ ذلك الحين، تحكم حماس القطاع المكتظ بالسكان، بينما تحكم السلطة الفلسطينية أجزاء من الضفة الغربية.
تاريخ طويل من المعاهدات
كانت “فتح” و”حماس” وقعتا منذ عام 2007 مجموعة من الاتفاقيات لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام الداخلي، لكن هذه الاتفاقيات لم تلق طريقها حتى اليوم إلى التطبيق على أرض الواقع.
اتفاق مكة 2007
وقّعت الحركتان اتفاقًا في 8 فبراير 2007 بمكة المكرمة برعاية الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، لإيقاف أعمال الاقتتال الداخلي في قطاع غزة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وشارك من حركة فتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس والنائب محمد دحلان، ومن حركة حماس رئيس الوزراء حينها إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي للحركة وقتها خالد مشعل.
الورقة المصرية 2009
بعد عامين من الانقسام وفي عام 2009، وعقب انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008، تجددت الوساطة المصرية بين الفصائل الفلسطينية، حيث أعدت القاهرة ما عرَف بـ”الورقة المصرية” وطرحتها في سبتمبر 2009.
اجتماع القاهرة 2011
اجتمعت الفصائل الفلسطينية في القاهرة يوم 20 ديسمبر 2011 برعاية مصرية، لبحث آليات تنفيذ اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني التي وقعت عليها الفصائل بالقاهرة في 4 مايو 2011.
وقضى الاتفاق بتشكيل لجان رئيسية لإتمام المصالحة الفلسطينية من خلال الانتخابات، والمصالحة المجتمعية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والحريات العامة وبناء الثقة، وتفعيل المجلس التشريعي، وإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية لتدخل فيها الفصائل غير الممثلة فيها، ولا سيما حماس والجهاد الإسلامي.
اتفاق الدوحة 2012
وقعت الحركتان اتفاقًا في العاصمة القطرية الدوحة يوم 6 فبراير 2012، ونص الاتفاق الذي تم بحضور ورعاية أمير قطر آنذاك الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني وعقد انتخابات رئاسية وتشريعية، وتشكيل حكومة توافق وطني من كفاءات مهنية مستقلة برئاسة عباس.
اتفاق الشاطئ 2014
يعتبر اتفاق الشاطئ من أهم اتفاقات المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وقد سمي بهذا الاسم لأن جلسات الحوار عُقدت في منزل إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة. وقد تم عقب الاتفاق الذي جرى في 23 أبريل 2014 ، تشكيل حكومة توافق فلسطينية، على أن يعقبها بستة أشهر إجراء انتخابات؛ لكن ذلك لم يحدث.
وأكد الطرفان الالتزام بما تم التوصل إليه في اتفاق القاهرة 2011 واتفاق الدوحة 2012، واعتبارهما المرجعية في تنفيذ المصالحة الوطنية. لكن هذا الاتفاق لم يكن كفيلًا بإنهاء الانقسام.
اتفاق القاهرة 2017
توصلت فتح وحماس يوم 12 أكتوبر 2017 إلى اتفاق برعاية مصرية في ختام جلسة حوار عقدت في القاهرة، لتمكين حكومة الوفاق برئاسة رامي الحمد الله من تولي كافة المسؤوليات في قطاع غزة، وأن يتولى الحرس الرئاسي الإشراف على المعابر ومعبر رفح الحدودي مع مصر.
وجاء الاتفاق عقب حوارات المصالحة الفلسطينية بين وفدي حماس وفتح في القاهرة، التي انطلقت يوم 10 أكتوبر 2017، وأكد متحدثون عن الحركتين أنهما عقدتا العزم على طي صفحة الانقسام.
حماس في بكين ونتنياهو في واشنطن
وتم التوقيع على اتفاق بكين، في الوقت الذي يتواجد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالولايات المتحدة لإلقاء كلمة أمام الكونجرس.
وشنت إسرائيل حربها على غزة في 7 أكتوبر، وأسفر عن استشهاد أكثر من 39 ألف فلسطيني، وتفاقم أزمة إنسانية ودمار واسع النطاق.