ينظر البعض إلى ظاهرة القتلة المتسلسلين على أنها مشكلة تخص العصر الحديث فحسب، ولكن هذا الأمر غير صحيح، فهذا السلوك الإجرامي ظهر منذ قرون طويلة للغاية.
في هذا التقرير، نحكي قصص أشهر القتلة المتسلسلين الذين عاشوا منذ مئات أو أحيانًا آلاف السنين، وكيف جلبوا الخراب والرعب لضحاياهم.
أول قاتل متسلسل عرفه التاريخ
يُصنّف الأمير بمقاطعة جيدونغ في الصين خلال القرن الأول قبل الميلاد، ليو بينغلي، كأول قاتل متسلسل موثق في التاريخ.
كان “بينغلي” من العائلة الحاكمة التي عاشت في عهد الإمبراطور القوي والشعبي جينغ، الذي كان عمه.
وفي حين أن جينغ ورفاقه ربما كانوا محبوبين في جميع أنحاء المنطقة، أصبح الجميع يخافون من ليو بينغلي عندما نشأ ليصبح مراهقًا؛ لأنه كان يأمر العبيد بالذهاب معه في غارات في وقت متأخر من الليل حول الأراضي المملوكة لحكام جيدونغ، فيقتحم منازل المدنيين ويذبحهم.
أُجبر الأشخاص الذين عاشوا على الأراضي الخاضعة لسلطة جينغ على الاستعداد كل ليلة لاحتمال وقوع هجوم من ليو بينغلي ومجموعته من المحاربين العبيد، ولم يكن للهجمات أي غرض سوى إلحاق الضرر.
أحب ليو رؤية الناس يتعرضون للضرب والاغتصاب والطعن والقتل، وهذا ما فعله، حيث عثر على أكثر من 100 جثة على مدار سنوات عديدة حتى عام 116 قبل الميلاد.
وفي النهاية، وجهت محكمة الإمبراطور لليو تهمة القتل العمد، وأوصت بإعدامه على الفور، ولكن عمه أشفق عليه، فطرده من العائلة المالكة، وأصبح من عامة الشعب، ونُفي إلى شانغيونغ، التي تقع في مقاطعة هوبي الحالية، ومن غير المعروف ما حدث له من هناك.
القاتلة الهاربة
ولدت أليس كيتيلر عام 1263، وكانت أول شخص يُحكم عليه بالموت بتهمة ممارسة السحر في أيرلندا.
ومع ذلك، لم تصل “كيتيلر” إلى المشنقة، بل تمكنت من الفرار إلى إنجلترا ثم اختفت إلى الأبد من هناك.
في الأساس، كانت أليس امرأة أيرلندية تزوجت من أثرياء مرات عديدة، وبعد فترة وجيزة من كل زواج، توفي أزواجها في ظروف غامضة للغاية.
حدث ذلك ثلاث مرات، وبعد ذلك حصلت أليس على أموال كبيرة من ممتلكاتهم، ثم أدرك زوجها الرابع، جون لو بوير، أخيرًا أن هناك شيئًا خاطئًا للغاية.
وفي أوائل العشرينيات من القرن الرابع عشر، أصيب فجأة بمرض خبيث من العدم، وأدى هذا المرض في النهاية إلى وفاته.
في عام 1324، بعد وفاة لو بوير واضطر أطفاله من زيجات سابقة إلى قتال كيتيلر من أجل الوصول إلى ممتلكاته، تعرضت أليس للمطاردة لكونها ساحرة، ولكنها فرت بأفعالها.
القاتل المتسلسل النبيل
ولد جيل دي رايس بعد مطلع القرن الخامس عشر مباشرة وعاش فترة مهمة في التاريخ الفرنسي، فقد كان فارسًا من عائلة قوية وثرية، كما كان له تأثير كبير على الأحداث العسكرية في تلك الحقبة.
كان دي رايس قائدًا مشهورًا في الجيش الفرنسي وتمتع بشهرة كبيرة وسمعة ممتازة جدًا في سنوات شبابه لشجاعته وقدرته على الفوز في المعارك.
ولكن بعد ذلك، بحلول أواخر ثلاثينيات القرن الخامس عشر، انهار كل ذلك بعد اتهامه باغتصاب وتعذيب وقتل ما يصل إلى 140 طفلاً في جميع أنحاء فرنسا.
بدأت الأمور تنهار بالنسبة لجيل بحلول عام 1433 تقريبًا، وفي ذلك العام، انسحب ببطء من أدواره القتالية والقيادية في حرب المائة عام.
في شهر مايو من عام 1440، انهار كل شيء، حين اعتدى جيل على رجل دين يدعى جان لو فيرون داخل الكنيسة، ثم تحرك للاستيلاء على القلعة المحلية في سانت إتيان.
لم يعجب ذلك الأمر لا القيادة الملكية الفرنسية ولا الكنيسة، فتم القبض عليه بحلول سبتمبر وتم نقله إلى بريتاني لمحاكمته على هذا الاعتداء وتهم أخرى مختلفة.
في المحاكمة، اتهمه ممثلو الادعاء باللواط وقتل أكثر من 140 طفلاً، وحُكم عليه بالإعدام بتهمة القتل.
المُستذئب
ولد بيتر ستومب عام 1535، وكان مزارعًا ألمانيًا اتهم بأنه قاتل متسلسل، ومستذئب، وآكل لحوم البشر.
تمت محاكمة ستامب في ثمانينيات القرن السادس عشر بتهمة قتل أكثر من اثنتي عشرة امرأة وطفل.
وعند استجوابه، ادعى أنه كان يمارس السحر الأسود منذ أن كان عمره 12 عامًا.
تقول الروايات المشهورة عن القصة أن أن الشيطان أعطى ستومب حزامًا سحريًا يسمح له بالتحول إلى ذئب عند ارتدائه، وأنه استخدم قدراته الجديدة الشبيهة بالذئب لمطاردة الأطفال ومهاجمتهم وذبحهم وأكل لحومهم.
في 31 أكتوبر 1589، تم إعدام ستومب وابنته وعشيقته بطريقة وحشية، حيث تم وضعه على عجلة أخذت تدور لتمزقه ثم تم كسر أطرافه بالجانب الحاد من رأس الفأس، وبعد ذلك تم قطع رأسه، بينما تعرضت ابنته وعشيقته للسلخ والخنق أيضًا.
الكاهن القاتل
كان خوان سيفيرينو مالاري كاهنًا كاثوليكيًا فلبينيًا ارتقى في صفوف الكنيسة الكاثوليكية داخل الفلبين في أوائل القرن التاسع عشر.
ومع ذلك كان مالاري قاتلًا متسلسلًا أيضًا، حيث يُفترض أنه قتل ما يصل إلى 57 شخصًا في منطقة ماجالانج وما حولها، بامبانجا.
من عام 1818 إلى عام 1826، شغل مالاري منصب كاهن رعية كنيسة سان بارتولومي في ماجالانج.
وعندما صعد إلى هذا المنصب في عام 1826، أصبح أول فلبيني على الإطلاق يصبح كاهنًا للرعية هناك.
وفي مرحلة ما خلال تلك الفترة، بدأ يعتقد أن والدته ملعونة، واعتقد أن علاجها لن يكون إلا بقتل الناس.
في وقت ما من عام 1826، مرض مالاري نفسه، فجاء كاهن إلى منزله لرعايته وهناك، عثر الكاهن على كمية هائلة من الملابس والممتلكات الملطخة بالدماء من العديد من ضحايا القتل في المنطقة.
قضى مالاري السنوات الـ 14 التالية في السجن، بعد أن قال بعض الأطباء إنه كان مريضًا عقليًا ويجب إرساله ليعيش في مصحة لبقية حياته، ولكن في عام 1840، أعدمته الحكومة الإسبانية في الفلبين شنقًا.
المصادر:
موقع listverse