سياسة

شكوك أمريكية حول تورط إيران في محاولة اغتيال ترامب

قبل حادث اغتيال ترامب، حصلت السلطات الأمريكية على معلومات استخباراتية تُفيد بوجود مؤامرة إيرانية لاغتيال المرشح الجمهوري للرئاسة.

وبحسب ما أوردته شبكة CNN عن مصادر، فإن تلك المعلومات دفعت جهاز الخدمة السرية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية لحمايته.

ولكن حتى الآن لا توجد أي أدلة حول ارتباط مُطلق النار على ترامب، ماثيو كروكس، بالمؤامرة الإيرانية.

وتركت تلك التهديدات علامات استفهام كثيرة حول الطريقة التي تمكن بها شاب يبلغ من العمر 20 عامًا من اختراق التجمع وإطلاق النار على الرئيس السابق.

مشاركة المعلومات

وأوضح مسؤول في الأمن القومي الأمريكي إن جهاز الخدمة السرية وحملة ترامب أدركا التهديد قبل المظاهرة التي أقيمت يوم السبت.

وقال المسؤول إن مجلس الأمن القوي اتصل بجهاز الخدمة السرية وتشاركا المعلومات الخاصة بالتهديد المحتمل، وتم إخطار حملة ترامب بالتفاصيل، ومن ثم تمت زيادة التأمينات حول ترامب.

ولم يظهر ما إذا كانت حملة ترامب على علم بالتهديد الإيراني، ولكنها قالت في بيان صحافي إنها لن تعلق على أي شيء يخص أمن الرئيس السابق وأن جهاز الخدمة السرية هو المسؤول عن الإدلاء بتلك التصريحات.

شكوك أمريكية حول تورط إيران في اغتيال ترامب
حتى الآن لا يوجد دليل واضح على علاقة بين مُطلق النار على ترامب وأي جهة محلية أو أجنبية

وبحسب مصادر مطلعة، حذر مسؤولو الخدمة السرية ترامب أكثر من مرة من إجراء تجمعات انتخابية في أماكن مفتوحة، بما لا يسمح للجهاز باحتواء أي حدث أو موقف.

ولكن تلك التحذيرات لم تُشير إلى جهة بعينها، وكانت عامة إلى حد كبير، بحسب المصادر.

وقال أنتوني جوجليلمي، المتحدث باسم الوكالة، يوم الثلاثاء: “إن جهاز الخدمة السرية والوكالات الأخرى تتلقى باستمرار معلومات جديدة حول تهديدات محتملة وتتخذ إجراءات لتعديل الموارد حسب الحاجة”.

وأضاف جوجليمي إن جهاز الخدمة السرية يأخذ جميع التهديدات على محمل الجد، ويستجيب لها بناءً على ما لديه من معلومات.

نفي إيراني

من جانبها، نفت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة وجود أي علاقة بينها وبين مُطلق النار في محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال متحدث باسم البعثة لشبكة CNN، إن تلك الاتهامات عارية تمامًا من الصحة وتحمل نوايا خبيثة.

وطرحت “سي إن إن” سؤالًا على وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كاني، حول ما إذا كانت مؤامرة الاغتيال ردًا على مقتل قاسم سليماني.

وأشار المتحدث إلى أنه على الرغم من أن ترامب “مجرم” لأنه أصدر أمرًا باغتيال قائد الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة جوية أمريكية على مطار بغداد الدولي في يناير 2020، إلا أن إيران فضلت مسار القانون لتقديمه إلى العدالة.

ويقول كاني إن إيران من حقها أن تتابع القضية، خصوصًا بعد اعتراف الولايات المتحدة بشكل صريح بتورطها في مقتل سليماني.

بدورها قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، إنه لا يوجد رابط معروف بين مطلق النار توماس ماثيو كروكس وأي شخص آخر في الوقت الحالي.

وأكدت أن التحقيقات بشأن محاولة الاغتيال لا زالت مستمرة وقائمة، ولكنها لم تكشف أي دليل على وجود علاقة بين مطلق النار وأي جهة أخرى سواء محلية أو أجنبية.

شكوك أمريكية حول تورط إيران في اغتيال ترامب
وزير الخارجية الإيراني يرد على اتهامات تورط إيران في محاولة اغتيال ترامب خلال لقاء على شبكة “سي إن إن”

تهديدات إيرانية

ولكن إيران هددت مرارًا وتكرارًا بالانتقام لمقتل سليماني، وهو ما أخضع كبار المسؤولين السابقين في إدارة ترامب الذين عملوا في مجال الأمن القومي لتدابير أمنية مشددة منذ تركهم الحكومة.

وفي أغسطس 2022، وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات جنائية إلى أحد أعضاء الحرس الثوري الإيراني لمحاولته المزعومة تدبير اغتيال جون بولتون، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لترامب.

واعتبر ممثلو الادعاء الأمريكي أن تلك المحاولة كانت ردًا على اغتيال سليماني.

وكان وزير الخارجية السابق مايك بومبيو أيضًا هدفًا لمؤامرة الاغتيال الإيرانية، وفقًا لمصدر فيدرالي لإنفاذ القانون مطلع على التحقيق ومصدر مقرب من بومبيو.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة كانت قلقة طوال الشهور الماضية من التهديدات المستمرة من قبل إيران لاغتيال مسؤولين سابقين في إدارة ترامب.

وتُشير المعلومات الاستخباراتية الحديثة إلى أن التهديدات ارتفعت بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، وفق ما نقلته “سي إن إن” عن مصادر.

وقال أحد المصادر لشبكة CNN إن التحذيرات بشأن هذا التخطيط التشغيلي تزامنت مع زيادة ملحوظة في الرسائل عبر الإنترنت من حسابات إيرانية ووسائل إعلام مدعومة من الدولة تذكر ترامب، مما أثار مخاوف أمنية بين المسؤولين الأميركيين.

المصدر: CNN