أدى هجوم إسرائيلي على منطقة المواصي في خان يونس بغزة، اليوم السبت، إلى استشهاد 71 على الأقل وإصابة 289 شخصًا، حسب بيانات وزارة الصحة بالقطاع.
من جهته، ادعى جيش الاحتلال أنه نفّذ هذه الضربة لاستهداف قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، رغم أنه صنّف المنطقة كملاذ آمن للمدنيين النازحين من مناطق القتال.
وتناقض التصريحات الصادرة عن مسؤولي جيش الاحتلال اليوم ما تبنته إسرائيل خلال الفترة الماضية، في مساعيها لإثبات أنها تحرص على حياة المدنيين.
جريمة إسرائيلية جديدة
قال شهود عيان في المواصي إنهم شعروا وكأن زلزالًا ضرب المنطقة صباح اليوم، وتظهر مقاطع فيديو من المنطقة حطامًا مشتعلًا وضحايا ملطخين بالدماء يتم تحميلهم على نقالات.
وأظهرت لقطات من مستشفى الكويت الميداني القريب مشاهد الفوضى مع علاج المرضى على الأرض.
ووصف مسؤول في حماس، نقلًا عن “Reuters”، الهجوم بأنه “تصعيد خطير” يظهر أن إسرائيل غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول أمني قوله إن قيادة الجيش قررت تنفيذ الضربة رغم معرفتها بوجود مدنيين في المنطقة، مع توقع سقوط العشرات منهم كضحايا.
وعد لم يتم الوفاء به
في 13 يونيو الماضي، نفى الجيش الإسرائيلي ضرب منطقة المواصي بعد أن قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” إن المنطقة المليئة باللاجئين تعرضت لضربات برية وبحرية وجوية.
وقالت “وفا” إن منطقة المواصي الساحلية الواقعة غرب رفح، والتي كانت إسرائيل قد حددتها من قبل كمنطقة آمنة للفلسطينيين، تعرضت للقصف في وقت مبكر، بما في ذلك من قبل زوارق البحرية التي تطلق نيران الرشاشات الثقيلة.
ونفى الجيش الإسرائيلي تنفيذ أي غارات على المنطقة الآمنة أو المناطق المحيطة بها، مؤكدًا أنه لا يتعرض للمناطق التي تؤوي نازحين.
أزمنة إنسانية طاحنة
يتواجد الآن ما يقدر بنحو 550 ألف شخص في المواصي، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة “أوكسفام”، بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي الناس في شرق رفح بالتوجه إلى “المنطقة الإنسانية الموسعة” أثناء تكثيف عملياته في جنوب غزة.
ويعاني المواطنون في المنطقة مع تواجد ما يقل عن 150 مرحاضًا فقط في مدينة الخيام المكتظة بالسكان، وفقًا لمنظمة “أوكسفام”، مما يعني أن كل مرحاض يتقاسمه أكثر من 4000 شخص.
وكان مخيم المواصي مكتظا بالنازحين قبل صدور أوامر للمدنيين في رفح بالانتقال إليه.
ووصفت الأمم المتحدة المنشآت الموجودة في المنطقة بأنها غير مناسبة لمئات الآلاف من سكان غزة الذين شردتهم أعمال العنف في رفح وفي أنحاء قطاع غزة.
وفر أكثر من مليون شخص من رفح إلى مناطق المواصي ودير البلح وخانيونس القريبة في الأسابيع الأخيرة، بحسب منظمة “أوكسفام”.
وتشير التقديرات الآن إلى أن حوالي 1.7 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي سكان غزة، يتواجدون في منطقة تبلغ مساحتها 69 كيلومترًا مربعًا أي أقل من خمس مساحة القطاع.
المصادر: