رياضة

“خارج باريس.. تاهيتي تستضيف جزءًا من الألعاب الأولمبية

من المقرر أن تستضيف تاهيتي جزءًا من الألعاب الأولمبية التي ستُعقد في باريس، في حدث هو الأول ضمن المسابقة التي تُعقد كل 4 سنوات في العاصمة الفرنسية.

وتحتضن تاهيتي مسابقة ركوب الأمواج المعروفة باسم “الركمجة” التي من المقرر انطلاقها في 27 يوليو الجاري، وهي أحد المواقع الخلابة والفريدة التي تتميز بأمواجها الشهيرة عالميًا.

لماذا تاهيتي؟

يأتي عقد تلك المسابقة في تاهيتي انطلاقًا من الوفاء بالتزام منظمة باريس بالوعود التي قطعوها بنشر الألعاب الأولمبية في جميع الأراضي الفرنسية.

وكانت تاهيتي مستعمرة فرنسية في عام 1880، ولكنها الآن دولة مستقلة في الخارج تابعة للجمهورية الفرنسية.

وعلى الرغم من استضافة مدن فرنسية أخرى لأجزاء من بطولة الألعاب الأولمبية، إلا أن تاهيتي تُعتبر من أكثر الأماكن شهرة بين راكبي الأمواج، خصوصًا قبالة الساحل الجنوب يالغربي لتاهيتي.

وتقع مدينة تيهوبو على بعد حوالي 9700 ميل وتستغرق الرحلة إليها 21 ساعة من باريس، وستكون واحدة من المدن البعيدة التي تستضيف حدثًا أوليمبيًا في التاريخ.

وأكد رئيس مدينة باريس، توني استانجيه، بعد زيارة للمدينة في عام 2022، إنه الأمواج هناك مذهلة وأنها تستحق أن تكون مشاركة في البطولة، وأنها توفر الظروف الأكثر روعة لراكبي الأمواج.

وحلت تيهوبو في المرتبة الثالثة ضمن تصنيف شبكة CNN لأفضل 50 مكانًا لركوب الأمواج في العالم خلال عام 2013.

"الركمجة".. تاهيتي تستضيف جزءًا من الألعاب الأوليمبية
خريطة توزيع مسابقات بطولة الألعاب الأولمبية في باريس

تحديات لوجستية

وبدأ منظمو الألعاب الأولمبية في تجهيز المنطقة التي ستستضيف البطولة، من خلال إنشاء برج للتحكيم من الألمنيوم بدلًا من البرج الخشبي الذي تم بناؤه للمنافسات في البحيرة قبالة الساحل.

واتخذ المنظمون هذا القرار بسبب تخوفات السلامة من إجراء المنافسة في ظل وجود البرج الخشبي، وخصوصًا فيما يتعلق بالتأثير الضار على الشعاب المرجانية.

وبعد الإعلان في البداية عن خطط لبناء برج بوزن 14 طنًا ومساحته 150 مترًا مربعًا يتسع لـ 40 شخصًا، وتوصيلات لمياه الشرب والصرف الصحي، أعلن فريق باريس 2024 العام الماضي أنه سيقلص المشروع بعد ردود الفعل العنيفة.

وخلال العام الماضي تم تداول مقطع فيديو يظهر فيه أحد المراكب المستخدمة في بناء البرج وهي عالقة في الشعاب المرجانية، إلى جانب أدلة على وجود شعاب مرجانية مكسورة.

وبدأ المنتقدون في توجيه اتهامات لمنظمي البطولة بعد الالتزام بمعايير الحفاظ على البيئة، وتحقيق استدامة أكبر للمنافسة.

وقالت ألكسندرا ديمبسي، عالمة بيئة الشعاب المرجانية والرئيسة التنفيذية لمؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية، إن تشكيلات الشعاب المرجانية التي تجعل من تاهيتي مكانًا مثاليًا لركوب الأمواج الاحترافي قد تتضرر بسبب البرج.

وِأشارت إلى أن المجتمعات المحلية هناك مرتبطة ثقافيًا بالمحيط وبالتالي الشعاب المرجانية المتحكمة بشكل كبير في حركة الأمواج التي تتميز بها المدينة منذ ملايين السنين.

وقالت إن إتلاف تلك الشعاب سيفقد المدينة الميزة الأساسية اتي تم اختيارها على أساسها لاحتضان المسابقة، ناهيك عن التداعيات المرتبطة بإتلاف تلك الشعاب.

وبحسب هيئة السياحة في تاهيتي، يوجد في بولينيزيا الفرنسية أكثر من 1000 نوع من الأسماك و150 نوعًا من الشعاب المرجانية.

وتعاني الشعاب المرجانبة بالأساس من تهديدات بسبب التغيرات المناخية والسياحة الجماعية.

وبعد مناقشات، تم الاستقرار على بناء برج خشبي كنسخة أصغر حجمًا من البرج الجديد المصنوع من الألمنيوم، انطلاقًا من الاهتمام بالطبيعة وحماية البيئة في تيهوبو.

المصدر: CNN