كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر أوامر بتطبيق بروتوكول “هانيبال” خلال هجمات 7 أكتوبر، وذلك لمنع حماس من أسر جنوده.
ووصفت الصحيفة بناءً على الوثائق والمستندات والشهادات التي حصلت عليها، ما حدث خلال هذا اليوم بأنه “هستيريا جنونية” صاحبتها أوامر بتطبيق البروتوكول.
كانت الفصائل الفلسطينية التابعة لحركة حماس وكتائب عز الدين القسام شنت هجمات على المستوطنات الإسرائيلية الموجودة في غلاف غزة، وأسرت خلالها أكثر من مائتي رهينة بين مدنيين وعسكريين.
وبحسب هآرتس فإنه تم تطبيق البروتوكول في 3 منشآت عسكرية تسلل إليها مقاتلو حماس، ما عرّض المدنيين أيضًا للخطر.
وكشفت الوثائق أيضًا أن تحركات جيش الاحتلال خلال الساعات الأولى من هجوم حماس اتسمت بالفوضوية، بسبب استنادها إلى معلومات محدودة.
وأصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر يمنع رجوع أي مركبة إلى غلاف غزة خلال الهجوم، ما عرّض حياة العديد من المدنيين للخطر.
وعلى الرغم من أن الجيش خلال الساعات الأولى من الهجوم لم يكن على علم بحجم عمليات الاختطاف والأسرى والمقاومين، إلا أنه أرسل رسالته بتطبيق البروتوكول، وهذا يعني أنه كان يعلم جيدًا مصير الخاطفين والمختطفين.
ما هو بروتوكول “هانيبال”؟
هو إجراء يستخدمه جيش الاحتلال لمنع أسر جنوده، حتى وإن كان بقتلهم، إذ يعتمد البروتوكول على قصف مواقع الجنود الأسرى.
وخلال تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعملياتها في مدن غلاف غزة، أمر جيش الاحتلال باستخدام القوة والقصف وإطلاق النار لمنع أسر الجنود.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن فرقة غزة والقيادة الجنوبية وهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي أمرت بتنفيذ البروتوكول منذ الساعات الأولى للمعركة وفي نقاط مختلفة على طول الحدود.
ولم توضح الصحيفة عدد المدنيين أو الجنود الذين أصيبوا جراء هذه الأوامر، لكن البيانات التراكمية تُشير إلى أن العديد من المختطفين كانوا في خطر، وتعرضوا لإطلاق النار الإسرائيلي، حتى لو لم يكونوا الهدف.
ماذا حدث قبل تفعيل البروتوكول؟
شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الساعة السابعة صباحًا تقريبًا في يوم 7 أكتوبر هجمات صاروخية من حماس، كما أن آلاف العناصر التابعة لحماس هاجمت مدن غلاف غزة على الأرض.
وتقول الصحيفة إن قائد الفرقة يحصل خلال تلك الظروف على صلاحيات استثنائية يمكن من خلالها إصدار أوامر بإطلاق النار داخل الأراضي المحتلة من أجل منع غارة العدو.
وأكد مصدر رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي لصحيفة “هآرتس” أن إجراء هانيبال تم تطبيقه في 7 أكتوبر، ولكن قائد الفرقة لم يصدر هذا الأمر.
وبسؤاله عن مصادر الأوامر، قال المصدر إن التحقيقات ستكشف ذلك بعد الحرب.
وحسبما نقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي مطلع، فإن القرارات التي اتخذها جيش الاحتلال خلال هذا اليوم لم تستند إلى أي معلومات مؤكدة، قائلًا إن السلطات الإسرائيلية لم تكن تمتلك أي خطط لمذل هذا الهجوم حتى في كوابيسها.
متى تم اتخاذ القرار؟
تم تفعيل تلك القرارات لأول مرة عند الساعة 7:18 صباحًا، عندما أبلغت نقطة مراقبة في موقع يفتاح الاستيطاني عن اختطاف شخص ما عند معبر إيرز الحدودي، بالقرب من مكتب الارتباط التابع للجيش الإسرائيلي.
وفي هذا التوقيت جاء الأمر كالتالي: “حنبعل في إيرز” الذي صدر من مقر الفرقة “إرسال زيك” وزيك هي طائرة بدون طيار هجومية.
وعلى الرغم من أنه كان الأمر الأول الخاص بتفعيل البروتوكول، إلا أنه لم يكن الأخير الذي تسجله شبكات الاتصالات.
وتم تنفيذ البروتوكول بكثافة في 3 مناطق وهي: معبر بيت حانون “إيريز”، قاعدة رعيم، موقع ناحال عوز الاستيطاني.
ولكن تنفيذ البروتوكول لم يمنع من أسر 7 جنود إسرائيليين وقتل 15 راصدًا و38 جنديًا آخرين.
وأكد مسؤول في جيش الاحتلال أن الجيش قرر قصف قطاع غزة رغم علمه بتعريض حياة الأسرى للخطر، والذين كان يُقدر أعدادهم وقتها بالعشرات فقط.
المصدر: Haaretz