تكتسب مكافحة البلاستيك أهمية مضاعفة، في ظل التغيرات المناخية المتطرفة والعاصفة بالأرض وتوازنها البيئي والحيوي.
في عام 2018، أطلقت مؤسسة إلين ماك آرثر بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مبادرة للمساعدة في دفع العالم نحو مستقبل يعتمد على اقتصاد بلاستيكي دائري. أطلقوا عليه اسم الالتزام العالمي، وفي السنوات الخمس الأولى تمكنوا من إقناع أكثر من 1000 منظمة و55 حكومة موقعة بالتعهد بالانضمام إليه، والالتزام بأهداف 2025 التي تهدف إلى منع تحول العبوات البلاستيكية إلى نفايات.
مكافحة البلاستيك
وحسبما نقلت statista، فإن ستة من أكبر عشر شركات سلع استهلاكية سريعة الحركة في جميع أنحاء العالم من حيث أعلى الإيرادات، قد وقعت على الالتزام ومنذ ذلك الحين، خفضت إنتاجها من البلاستيك الخام.
وفي حين أن الانخفاض في استخدام البلاستيك كبير، لا سيما في حالة شركة يونيليفر التي شهدت انخفاضًا بنسبة 50 بالمائة بين عامي 2019 و2022، فإن هذه البيانات تسلط الضوء أيضًا على أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، مع إنتاج أكثر من 8 ملايين طن متري من العبوات البلاستيكية. من قبل هذه الشركات الست فقط في عام 2022 وحده. الشركة التي أنتجت أكبر عدد من العبوات البلاستيكية في عام 2022 هي شركة كوكا كولا بإنتاج 3,430,000 طن متري.
الحاجة إلى جهود أكبر
ووفقا للتقرير، فإن الشركات التي تكافح البلاستيك ووقعت على الالتزام العالمي تتفوق في الأداء على نظيراتها، حيث تجنبت ما يقرب من ثلاثة ملايين طن من إنتاج المواد البلاستيكية الخام سنويا مقارنة بنموذج العمل المعتاد، وأكثر من ضعف حصتها من المحتوى المعاد تدويره، مما أدى إلى تفاقم المشكلة. مما أدى بدوره إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة.
وعلى الرغم من هذا التقدم، لا يزال العالم بعيدًا عن المسار الصحيح، حيث أضاف مؤلفو التقرير أن 80 بالمائة من سوق التغليف البلاستيكي العالمي لم توقع بعد على الالتزام، وحتى داخل المجموعة، هناك تباين كبير في الأداء.
وحسب الأمم المتحدة، فقد ازداد الإنتاج السنوي للبلاستيك خلال 20 عاما بأكثر من الضعف، ليتخطى 430 مليون طن سنويا، ويمكن لهذا الرقم أن يرتفع 3 أضعاف بحلول العام 2060 إن لم يتم تدارك الوضع.
ووفق المنظمة الأممية، فإن ثلثي المواد البلاستيكية التي تنتج سنويا هي عبارة عن منتجات قصيرة العمر تتحول لنفايات في وقت قصير، وأقل من 10 بالمئة من المخلفات البلاستيكية يخضع لإعادة تدوير.
تقليل الاعتماد على البلاستيك
وتنصح منظمة الأغذية والرزاعة “فاو” بعدة طرق للتقليل من اعتمادنا على البلاستيك الكلي والجزئي، وهي كالتالي:
تجنب استخدام أنواع المواد البلاستيكية التي تُستخدم مرة واحدة
تسعين في المائة من البلاستيك الذي نستخدمه في حياتنا اليومية هو بلاستيك يتمّ التخلص منه أو يستخدم مرة واحدة: أكياس البقالة، والعبوات البلاستيكية، وأكياس السحاب، وأغطية فناجين القهوة. فالموادّ البلاستيكية التي تُستخدم مرة واحدة مدمرة بشكل خاص بالنظر إلى أن كيس بلاستيكي واحد قد يستغرق 1000 عام لكي يتحلل. ويمكن أن تتحلل هذه الموادّ البلاستيكية أيضًا إلى مواد بلاستيكية صغيرة، غالبًا ما تتغذى منها خطأً الثدييات أو الطيور أو الأسماك. إن مجرد ملاحظة مدى انتشار البلاستيك في حياتنا هي الخطوة الأولى لاستبدال المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد بخيارات قابلة لإعادة الاستخدام: أكياس القماش وحاويات تخزين الزجاج والأواني الفضية وأكواب السيراميك.
التعرّف على المواد البلاستيكية الدقيقة المتخفّية
تحتوي العديد من مستحضرات التجميل ومنتجات التجميل على “مقشرات”، هي في الواقع خرز بلاستيكية صغيرة. وقد تبدو هذه المواد البلاستيكية غير مؤذية، لكن بسبب حجمها بالذّات يمكنها أن تتسلل عبر محطات معالجة المياه وينتهي بها المطاف في المحيط حيث غالباً ما يظنها السمك غذاءً. فجرّب التقشير الطبيعي، مثل دقيق الشوفان أو الملح، بدلاً من ذلك.
استخدم زجاجة ماء قابلة لإعادة الاستخدام
تعتبر قارورات الماء والمشروبات الغازية التي يمكن التخلص منها من أكبر الجناة في النفايات البلاستيكية. وتم بيع أكثر من 480 مليار من قوارير المشروبات البلاستيكية على مستوى العالم في عام 2016. لو وضعناها جنباً إلى جنبٍ، لامتدّت على طول أكثر من نصف المسافة إلى الشمس! فاشرب من قارورات قابلة لإعادة الاستخدام بدلاً من ذلك. وفي الأماكن التي تكون فيها المياه صالحة للشرب، يمكنك بسهولة ملء القنينة.
إعادة التدوير
قد يبدو الأمر واضحًا، لكن غالبية البلاستيك الذي نستخدمه لا تتم إعادة تدويره. عند وجود هذه الإمكانية، تأكد من إعادة تدوير البلاستيك الذي تستخدمه، ولكن تذكر أنه من الأسهل منع الهدر بدلاً من إدارته.
اقرأ أيضاً: