واجه بايدن أسبوعًا سيئًا مليئًا بالانتقادات بعد أدائه الضعيف في أول مناظرة رئاسية جمعته بخصمه الأبرز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل انتخابات 2024.
وفي أعقاب المناظرة تزايدت الدعوات للرئيس الأمريكي بالانسحاب من السباق الرئاسي، كما تصاعد القلق بين الديمقراطيين من الأداء المتذبذب للرئيس البالغ من العمر 81 عامًا.
“حتى النهاية”
ولكن بايدن تعهد في مكالمات مع موظفي حملته واجتماعات، أمس الأربعاء، بمواصلة رحلته في السباق الرئاسي “حتى النهاية”، كما أكد للأعضاء القلقين من حملته أنه لن يذهب إلى أي مكان.
وأكد بايدن في رسالة بريد إلكتروني إلى حملته أنه لا أحد يدفعه للخروج من المنافسة، وذلك على خلفية لقاء جمعه بـ24 حاكمًا ديمقراطيا ورئيس بلدية واشنطن العاصمة، أمس، لطمأنتهم إلى أنه قادر على أداء مهمته كحامل لواء الحزب بعد الأداء المتعثر في المناظرة.
في نفس أعلن حكام 3 ولايات وهم (نيويورك ومينيسوتا وميريلاند) مواصلة دعمهم للرئيس بايدن، وذلك في أعقاب مناقشات صادقة قالوا إنها تناولت الأداء السيئ للرئيس في مناظرة الأسبوع الماضي.
وقال حاكم ولاية ماريلاند ويس مور “لقد كان الرئيس دائما يساندنا، وسنسانده أيضا”.
وفي حين أن أداء بايدن لم يكن الأفضل، إلا أنه حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، رئيس جمعية الحكام الديمقراطيين، يرى أنه الأنسب للمنصب.
أداء متعثر
اندلعت المخاوف بسبب أداء بايدن الذي سيكون في عامه الـ82 حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، وزادت المناظرة أمام بايدن من تلك المخاوف بعد الأداء الضعيف في المناظرة.
وخلال اللقاء صدرت عن بايدن بعض الأفعال غير المتزنة مثل التمتمة بصوت خافت وفقدان التركيز في بعض الأحيان والبطء والهدوء الزائد عن اللزوم في الإجابة عن بعض الأسئلة.
وبرر البيت الأبيض تلك التصرفات بأن بايدن كان يعاني من نزلة برد، وأنه متعب بفعل رحلتين خارجيتين.
وعندما سُئلت، الأربعاء، عما إذا كان بايدن يفكر في التنحي، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير: “بالتأكيد لا”.
ولكن استطلاعات الرأي أشارات إلى أن فرص بايدن تضاءلت بعد تلك المناظرة، وقالت صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب يتفوق على بايدن بهامش 48% مقابل 42%، بزيادة نقطة مئوية واحدة، في الاستطلاع الذي أجرته.
أما في استطلاع صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع سيينا، فإن ترامب تقدم على بايدن بثلاث نقاط مئوية إلى 49% مقابل 43%.
موقف الديمقراطيين
في مكالمة هاتفية بين الديمقراطيين في مجلس النواب يوم الأربعاء، دعا راؤول جريجالفا من ولاية أريزونا بايدن إلى الانسحاب من السباق بينما أشار النائب سيث مولتون من ماساتشوستس إلى عمر بايدن باعتباره مسؤولية.
وقال مولتون إنه على الرغم من أن انسحاب بايدن سيؤدي في النهاية على الأغلب بترامب رئيسًا، إلا أن بايدن لا يمكن أن يصبح أصغر سنًا.
ودعا أبرز المانحين للحزب الديمقراطي، ريد هاستينجز، بايدن إلى التنحي عن السباق، في الوقت الذي كانت تحاول حملة الرئيس السيطرة على الأضرار مع المانحين بعد المناظرة.
وفي الوقت نفسه، حصلت نائبة الرئيس كامالا هاريس على الدعم كبديل محتمل له.
وفي المرحلة القادمة سيسلط الديمقراطيون اهتمامهم على التأكد من قدرة بايدن على خوض الانتخابات التي ستُجرى في نوفمبر المقبل.
وقال البيت الأبيض إن بايدن تحدث مع زعماء الحزب الديمقراطي في الكونجرس وكذلك مع النائب الديمقراطي جيم كليبيرن، الذي لعب دورا أساسيا في فوز بايدن في انتخابات 2020.
وكان كليبورن أول عضو كبير في الحزب يتحدث عن إمكانية استبدال بايدن، وقال إن هاريس ستكون المرشحة الأقوى وسيدعهما حال تنحي بايدن.
وقد يكون بعض المحافظين الذين التقوا بايدن يوم الأربعاء منافسين محتملين إذا زادت الضغوط عليه للتنحي، لكن العديد منهم يتحدثون أيضًا نيابة عن بايدن في الحملة الانتخابية.
ومن أبرز البدلاء المحتملين لبايدن الذي جرى ذكر أسمائهم هم: حاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر، وحاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، وحاكم إلينوي جي بي بريتزكر، وحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكم كنتاكي آندي بشير.
دعم الزوجة
في حين أن زوجة الرئيس الأمريكي جيل بايدن كانت من أبرز المعارضين لفكرة ترشحه في الانتخابات الرئاسية لأول مرة في عام 2004، إلا أنها أصبحت من أشد المعارضين لفكرة انسحابه بعد مناظرته السيئة.
وأمام إصرار بعض الديمقراطيين من حلفاء بايدن على انسحابه بفعل عامل السن الذي يعيقه عن تولي منصب الرئيس، بدت جيل متمسكة بموقفها.
وقالت للمانحين في إيست هامبتون بنيويورك يوم السبت: “جو ليس الشخص المناسب لهذه الوظيفة فحسب، بل هو الشخص الوحيد المناسب لهذه الوظيفة”.
ويعتمد بايدن كثيرًا على زوجته البالغة من العمر 73 عامًا في معركته لدحض الشكوك حول قدرته على مواصلة السباق الرئاسي، وتعديل صورته بعد أدائه في المناظرة.
وبحسب ما يذكره كتاب “المرأة الأمريكية” الذي يتناول شخصيات السيدات الأوائل في العصر الحديث للكاتبة كاتي روجرز، فإن بايدن غالبًا يلجأ إلى جيل في أي موقف صعب باعتبارها مساعدته وأقرب صديق.
ولا تعمل جيل فقط على حشد الدعم لبايدن بين الديمقراطيين، بل إنها تحاول الحفاظ على صورته وهو ما يؤكده محاولة سبقة لها لمنع متظاهر من الوصول إلى المسرح في لوس أنجلوس حيث كان الرئيس يتحدث في 2020.
المصدر: رويترز