يجازف العديد من المخترعين بحياتهم خلال محاولات إخراج ابتكاراتهم إلى النور، وفي حين أن بعضها قد يحقق نجاحًا باهرًا إلا أن اختراعات أخرى قد تكون سببًا في نهاية حياة أصحابها.
وقد يعتقد الكثيرون أن تلك الحوادث نادرة، ولكن على العكس فإنها شائعة بدرجة كبيرة، ومن بين تلك الحالات العديدة نسلط الضوء في السطور التالية على بعض منها.
ستوكتون راش
يُعتبر المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أوشن غيت إكسبيديشنز”، هو أحدث ضحية في قائمة الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب اختراعاتهم.
ولقى راش حتفه على متن الغواصة “تيتان” بصحبه 5 آخرين خلال رحلة كان مقرر لها تفقد حطان السفينة الشهيرة “تيتانك”، التي غرقت قبل 100 عام.
وفي يونيو 2023، أعلن خفر السواحل الأمريكي العثور على حطام الغواصة، وبداخلها جثث الأشخاص الخمسة، بسبب انفجار داخل أدى لانكماش الغواصة.
مايكل هيوز
هو عالم صواريخ أمريكي تحدى كل النظريات السابقة التي أثبتت أن الأرض كروية، وقال إنها مسطحة، واستطاع بموجب آرائه جذب الكثير من الاهتمام.
واستغل هيوز نظريته تلك في جمع أموال لبناء صاروخ محلي الصنع، والذي كان سببًا في إنهاء حياته.
ففي 22 فبراير 2020، ذهب هيوز إلى الصحراء خارج بارستو، كاليفورنيا، لتوجيه صاروخه عالياً في السماء، محاولًا من تلك التجربة إثبات نظريته.
وبينما كانت وسائل الإعلام والصحافة تجتمع في مكان الانطلاق لتغطية هذا الحدث الفريد، اندفع هيوز في الهواء ولكن فجأة خرج الصاروخ عن السيطرة بعد أن انفتحت مظلة الصاروخ التي كانت مخصصة للهبوط وانفصلت عنه.
وفي ظل غياب أي وسيلة آمنة للهبوط، سقط الصاروخ بسرعة كبيرة باتجاه الأرض، لينهي حياة هيوز على الفور.
فاليريان أباكوفسكي
هو مخترع ومهندس روسي وُلد في عام 1895، والذي حاول اختراع عربة سكة حديد عالية السرعة تعمل بطريقة تشبه مروحة الطائرة في مقدمتها.
وجاء ذلك في وقت كانت التقنيات المستخدمة في السكك الحديدة أبعد ما يكون عن التقدم الذي نشهده اليوم.
وكان أباكوفسكي يسعى لأن تكون العربة وسيلة يمكن لكبار الشخصيات في الدولة وأفراد الجيش استخدامها للتنقل والسفر بسرعة أكبر.
وباعتبار أن روسيا دولة ضخمة، فكانت فكرة تسريع الرحلة من موسكو إلى سيبيريا، على سبيل المثال، مغرية للغاية.
ولكن لسوء الحظ، كانت السرعة التي تسير بها العربة المسماة “إيرواجون” أكبر من أن تتحملها القضبان، وفي 24 يوليو 1921، قُتل هو ومجموعة من المهندسين والعلماء السوفييت في حادث تحطم مروع.
ويبستر فاغنر
هو مخترع أمريكي عاش في القرن التاسع عشر، وانخرط في مجال صناعة السيارات برفقة شقيقه جيمس خلال فترة شبابه في ثلاثينيات القرن التاسع عشر.
وكان لدى فاغنر طموحات بشأن صناعة السكك الحديدية التي كانت مزدهرة في هذا الوقت، فالتحق للعمل في شركة نيويورك سنترال للسكك الحديدية.
وخلال فترة عمله في تلك الشركة المتنامية، اخترع عربة النوم، وكذلك عربة الصالون الفاخرة. وقد نُسب إليه الفضل في ابتكار طرق جديدة لنقل الركاب إلى أماكن مختلفة براحة وسهولة أكبر كثيرًا من أي وقت مضى.
ومع نجاح فاغنر المستمر، قرر تأسيس شركة Wagner Palace Car Company في مدينة بوفالو في شمال ولاية نيويورك.
وبعد محاولات فاشلة من قبل شركة Pullman لإبعاده عن المنافسة، تمكن فاغنر في النهاية من دمج شركته مع شركتهم.
وبمرور الوقت أصبح فاغنر أكثر ثراءً، ودخل الحياة السياسية إذ تم انتخابه في عام 1871، لأول مرة كمرشح جمهوري في جمعية ولاية نيويورك.
ولكن في عام 1882، قُتل في حادث سكة حديدية – عندما كان يستقل إحدى عربات السكك الحديدية التي اخترعها، وتم العثور على جثة فاجنر بين العديد من الجثث المسحوقة بين عربتي السكك الحديدية.
توماس ميدجلي جونيور
يعود الفضل لتوماس جونيور في اختراع البنزين المحتوي على الرصاص من خلال رباعي إيثيل الرصاص، كما اخترع وأنتج بعضًا من أول مركبات الكلورو فلورو كربون التي تم إنشاؤها على الإطلاق.
واشتهر الاختراع الأخير له في الولايات المتحدة بعد ذلك تحت اسم العلامة التجارية “فريون”، ولكن اختراعات ميدجلي تم حظرها لاحقًا باعتبارها ضارة للغاية بصحة الإنسان والبيئة.
وعلى الرغم من أن ميدجلي كان يعاني من شلل الأطفال الذي أفقده القدرة على التحرك تمامٌا بحلول عام 1944، إلا أنه لم يتراجع عن محاولاته في الاختراع التي وصلت إلى 100 براءة اختراع طوال حياته.
وحتى يتحدى المرض، قام ميدجلي جونيور باختراع نظام معقد للغاية من الحبال والبكرات فوق سريره، من خلاله كان يتمكن من الجلوس رفع نفسه والنهوض من السرير للتجول في المنزل.
وفي حين أن الفكرة تبدو عبقرية وملهمة، إلا أن نهايتها كانت مأساوية، ففي عام 1944 علق ميدجلي في أحد المرات بين الحبال والتي التفت حوله في تشابك تام ما أٍفر عن وفاته، وقالت السلطات لاحقًا أن الوفاة حدثت بسبب الاختناق.
وليام بيت
مخترع ومهندس كندي ولد عام 1841، وعلى مدار حياته عمل في مجال النقل البحري، إذ كان يخترع العبارات التي تنقل الناس عبر نهر كينيبيكاسيس.
وحتى اليوم، يعتمد الناس على هذه العبارات للوصول إلى العمل والمدرسة ثم العودة إلى المنزل مرة أخرى.
وفي عام 1903، اخترع بيت نظامًا رائدًا للكابل تحت الماء لعباراته. تم تركيبه على طول مسار كينيبيكاسيس وبدأ استخدامه على الفور.
وخلال السنوات اللاحقة، شهدت حركة العبارات تطورًا كبيرًا وزادت حركتها، ولكن هذا النجاح انتهى بشكل مأساوي في عام 1909.
فخلال أعمال صيانة النظام الفريد الذي اخترعه بيت، سقط في بعض الآلات في إحدى نقاط الهبوط. وأصيب بجروح خطيرة والتي أدت لوفاته.
جون داي
يُنسب إلى داي اختراع أول غواصة بدائية في العالم في عام 1740، وكان أيضًا أول شخص يموت في حادث غواصة في التاريخ.
عمل النجار الإنجليزي على مدار حياته في صناعة العجلات، وكان مهووسًا بفكرة القدرة على الغوص عميقًا في المحيط واستكشافه دون محرك.
وبالفعل بدأ داي في بناء أول غواصة من الخشب، وربطها بمركب شراعي يبلغ وزنه 50 طنًا، ثم انطلق في مضيق بليموث قبالة مدينة بليموث الساحلية بإنجلترا لتجربتها.
ووقتها راهن داي صديقه المقامر بليك داي بقدرته على الغوص على عمق 40 مترًا تحت سطح البحر والبقاء لمدة 12 ساعة.
وفي الثاني والعشرين من يونيو 1774، جمع داي بعض المستلزمات ومنها شمعة وبعض الماء والبسكويت وركب في الغواصة، ولكنه صدم بحساباته الخاطئة والتي أدت إلى غوص الغواصة في قاع المحيط.
وحتى الآن لم تعرف الأسباب وراء موته، هل بسبب الاختناق، أو انخفاض حرارة الجسم، أو فشل هيكلي كارثي داخل غرفة الغوص.
المصدر: Listverse