أثار أداء الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في المناظرة الرئاسية التي أجرتها شبكة CNN ضد دونالد ترامب، مخاوف حلفاء الولايات المتحدة وخاصة داخل حلف شمال الأطلسي وأوروبا.
لا تتعلق هذه المخاوف بما إذا كان بايدن مؤهلًا لاتخاذ القرارات أم لا، وهم لا يشعرون بالقلق من أنه قد ينفذ سياسات خطيرة أو يتخذ إجراءات جذرية على المستوى الدولي، وهي كلها عوامل تتشكل عندما نتحدث عن الشخص المسؤول عن أقوى قوات مسلحة في العالم وترسانة نووية وأكبر اقتصاد في العالم.
الرأي السائد بين حلفاء الولايات المتحدة هو أن بايدن رجل عاقل يحيط نفسه بأشخاص عقلانيين، ومهما حدث فإنهم سيستمرون في اتخاذ قرارات عقلانية ومعقولة.
قد يضمن أداء بايدن المتعثر وغير المفهوم في بعض الأحيان، ولاية ثانية لترامب.. ورغم أن احتمال عودة ترامب يشكل مصدر قلق فإنه أصبح بالفعل جزءًا من تفكير الحلفاء.
مخاوف حلفاء أمريكا
المخاوف التي تساور حلفاء أمريكا تتلخص في أن أقوى دولة على وجه الأرض غير قادرة على توفير الشيء الوحيد الذي يريدونه بشدة.. وهو الاستقرار.
ويخشى الدبلوماسيون أن يؤدي إبعاد مرشح في وقت متأخر من الدورة الانتخابية إلى تقويض العملية برمتها، فقد يسمح ذلك لخصوم مثل الصين وروسيا بمهاجمة النظام الديمقراطي الأمريكي، ما يجعله يبدو ضعيفًا مقارنة بأنظمة الحكم الاستبدادية التي يحكم فيها الزعماء الأقوياء قبضتهم على السلطة.
تقول شبكة CNN، إن هذا قد يبدو تافهًا، ولكن الدبلوماسية على هذا المستوى غالبًا ما يُنظر إليها من منظور محصلته صفر: أي شيء سيئ أو محرج للغرب، وخاصة الولايات المتحدة القوية، قد يكون مفيدًا لأعدائه.
هذه المظاهر الصغيرة من الضعف المفترض تخلق فرصًا للأعداء لنشر الدعاية وزرع الانقسامات في الولايات المتحدة والغرب نفسه من خلال المعلومات المضللة.
مخاوف حصول بايدن على ولاية ثانية
ستكون هذه المخاطر سيئة بما فيه الكفاية في إزالة المرشح، لكن تخيل لو أن هذه المحادثات ستجري بمجرد حصول بايدن على ولاية ثانية.
هذه التكهنات المستمرة حول قدرته على الحكم في الداخل والخارج لا أساس لها من الصحة على مستوى السياسة، لكنها ستخلق بلا شك الانقسام وانعدام الثقة والذعر طوال فترة ولايته الثانية.
ولكن ماذا قد يعني هذا مادياً؟ هل سيكون بايدن قادرًا على دفع أمور مثل المساعدات لأوكرانيا عبر مجلس النواب؟ هل سيكون لديه رأس المال السياسي لاتخاذ إجراءات غير شعبية محتملة في الشرق الأوسط أو منطقة المحيطين الهندي والهادئ إذا ازدادت زعزعة الاستقرار في هذه المناطق؟
وهل ستشجع علامة الاستفهام حول قوة البيت الأبيض خصوم أمريكا العالميين على التصرف بشكل أكثر عدوانية في ساحاتهم الخلفية؟ إن مواجهة كل هذه التحديات بشكل فعال يتطلب الاستقرار.
تشير شبكة CNN إلى أن كل هذا يعيدنا إلى ليلة الخميس، فقد رأى العالم رجلًا عجوزًا يكافح للتحدث بفصاحة أو تماسك، وسواء كنت مؤيدًا أو معارضًا، فإن هذا الأداء يثير تساؤلات مشروعة حول ما إذا كان قد تقدم به العمر أم لا بالنسبة للوظيفة التي يريد الاستمرار في القيام بها.
إن الاستقرار يعني أكثر من مجرد الاستقرار السياسي أو الاتساق، وإذا استمر الضجيج والتساؤلات حول قدرة بايدن على الحكم، فإن الحلفاء يخشون أنه لن يكون قادرًا -بشكل عادل أو غير عادل- على توفير الاستقرار الذي يحتاج إليه الغرب بشدة في وقت غير مؤكد.