على وقع التصعيد المستمر بين حزب الله، المدعوم من إيران، وإسرائيل على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حذرت إيران من أنه إذا شنت إسرائيل عدوانًا عسكريًا واسع النطاق على لبنان، فستبدأ “حرب إبادة” تشمل جميع “جبهات المقاومة”.
ولا يزال التصعيد مستمراً. وقال جنرال كبير في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، إنه “يعتقد أن إسرائيل أخطأت في عدم تقاضي ثمن من لبنان كدولة منذ اللحظة الأولى والتركيز فقط على حزب الله، وذلك أيضًا بشكل محدود حتى لا لتتحول إلى حملة شاملة”.
وأضاف الجنرال: “كان لا بد من أن تكون دولة لبنان في المعادلة منذ اللحظة الأولى، لقد أخطأنا في عدم إدراجها في الحملة. الفجوة بين ضربتنا الافتتاحية وضربة حزب الله هائلة في فعالية نتائج الحرب”، حسبما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
مقارنة عسكرية بين إيران وإسرائيل
وفي حال اندلاع حرب واسعة النطاق بين حزب الله وإسرائيل، ثمة سؤال يفرض نفسه، وهو: ماذا ستفعل إيران؟ ورغم أن الجواب جاء بالكلمات الواضحة للوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة، الذي ذكر أن الهجوم الإسرائيلي على لبنان سيكون بداية “حرب إبادة” ضد إسرائيل.
لكن بعيداً عن التصريحات المتبادلة بين الطرفين، نستعرض في السطور التالية: في حالة نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ولمن ستكون الغلبة عسكرياً؟ وهل حقاً إيران قادرة على إبادة إسرائيل؟
وفي منتصف أبريل الماضي، وعلى وقع توتر غير مسبوق، شنّت إيران هجوماً جوياً غير مسبوق ضد منشآت عسكرية في إسرائيل، مستخدمة عشرات الطائرات المسيّرة والصواريخ، وذلك رداً على قصف قنصليتها في دمشق مطلع أبريل الحالي، والذي أودى بحياة عدد من الضباط الإيرانيين رفيعي المستوى.
وبحسب موقع “جلوبال فاير باور” يحتل الجيش الإيراني المرتبة الـ14 في التصنيف العالمي لأقوى الجيوش لعام 2024، بينما جاء الجيش الإسرائيلي في المرتبة 17 من بين 145 دولة شملها التصنيف التفصيلي الذي أجراه الموقع المتخصص في رصد قوة الجيوش حول العالم.
ولم تقتصر المقارنة على القوة العسكرية فحسب، بل شملت أيضاً عدد السكان والمساحة الجغرافية والاقتصاد ومجالات أخرى، إذ بلغ عدد سكان إيران وفق آخر إحصائية، حوالي 87 مليون نسمة، من بينهم 49 مليون شخص يُمثلون قوة بشرية متاحة، في حين يبلغ عدد سكان إسرائيل نحو 9 ملايين نسمة، يُشكل 3.8 ملايين منهم القوة المتاحة.
تعداد الجنود
وبالنسبة لتعداد القوى العسكرية، تتفوق إيران بالعدد الإجمالي للجنود البالغ 960 ألفاً، منهم 610 آلاف جندي في الخدمة، و350 ألفاً بالاحتياط، أما الجيش الإسرائيلي، فيضم 635 ألف جندي، بينهم 170 ألفاً في الخدمة، و465 ألفاً ضمن قوات الاحتياط.
أما على صعيد القوة الجوية، فيبدو التفوق الإسرائيلي واضحاً بامتلاك 612 طائرة حربية، منها 241 مقاتلة، 39 هجومية، و12 طائرة شحن عسكري، إلى جانب 155 طائرة تدريب، و23 مخصصة لتنفيذ مهام خاصة. كما تمتلك إسرائيل 146 مروحية من بينها 48 من النوع الهجومي.
في حين لدى الجيش الإيراني 551 طائرة حربية، بينها 186 مقاتلة، و23 طائرة هجومية، و86 طائرة شحن عسكري، إلى جانب أكثر من 100 طائرة تدريب، و10 طائرات لتنفيذ مهام خاصة، فضلاً عن 129 مروحية عسكرية، منها 13 هجومية.
وفي إطار القدرات الجوية، تمتلك إيران 319 مطاراً صالحاً للاستخدام، في مقابل 42 مطاراً لدى إسرائيل.
سلاح الدبابات.. إيران تتفوق
أما على صعيد الآليات العسكرية الأرضية، فإن التفوق حليف إيران، إذ تمتلك 1996 دبابة، بجانب 65 ألفًا و765 مدرعة، بالإضافة لـ 580 مدفعًا ذاتي الحركة، وكذلك 2050 مدفعًا ميدانيًا تستخدم أنواعاً مختلفة من القذائف، منها “الهاون”، إلى جانب 775 راجمة صواريخ.
وتُظهر المقارنة بالإمكانيات العسكرية التي رصدها “جلوبال فاير باور” تفاوتاً بالتفوق بين البلدين، فمن ناحية القوة البحرية، يضم الأسطول البحري الإيراني أكثر من 101 قطعة بحرية، منها 19 غواصة، و21 سفينة دورية، و7 فرقاطات، و3 طرادات، بينما يمتلك الأسطول الإسرائيلي 67 قطعة، منها 5 غواصات، و45 سفينة دورية، إضافة إلى 7 طرادات، وعلى النقيض من إيران لا تمتلك إسرائيل أية فرقاطة.
كما تمتلك إيران قوة بحرية لنزع الألغام في المياه الاستراتيجية بينما ليس لدى إسرائيل قوة مشابهة، علماً بأنه ليس لدى البلدين أية حاملة طائرات.
القدرات النووية
تُصنف إسرائيل ضمن الدول النووية الـ 9 في العالم، لكنها لا تعترف رسمياً بامتلاك السلاح النووي، وتُشير بعض التقديرات إلى امتلاكها لنحو 100 رأس نووي، بينما لا تمتلك إيران أسلحة نووية حتى الآن، في وقت تزداد الضغوط الغربية والأمريكية خاصة، لمنعها من تطوير أسلحة نووية في مفاعلاتها التي كثيراً ما تؤكد أنها لأغراض سلمية.
ميزانية الدفاع
تبلغ ميزانية الدفاع الإيرانية لعام 2024 أكثر من 9.9 مليارات دولار، في حين صلت ميزانية الدفاع الإسرائيلية إلى 24.4 مليار دولار، أي أن هناك نحو 15 مليار دولار أمريكي تشكّل الفرق بين الإنفاق العسكري في البلدين، إذ تفوق الميزانية العسكرية الإسرائيلية نظيرتها الإيرانية بـ15 مليار دولار.
وبينما لدى إسرائيل احتياطي من العملة الأجنبية يُقدر بـ 212 مليار و934 مليون دولار، تمتلك إيران 127 مليار و150 مليون دولار من الاحتياطي الأجنبي.
إنتاج النفط
لا تنتج إسرائيل أي برميل نفط، لكن مع ذلك تملك احتياطات تُقدر بـ 12 مليون و700 ألف، في حين يبلغ إنتاج إيران اليومي 3 ملايين و450 ألف برميل يومياً، وتصل احتياطات من النفط إلى 210 ترليونات برميل.
اقرأ أيضاً: