من المقرر أن تنطلق انتخابات الرئاسة الإيرانية في الـ28 من شهر يونيو الجاري، علماً بأنه كانت إيران قد أعلنت في 9 يونيو الجاري، الموافقة على طلبات 6 مرشحين للانتخابات الرئاسية، وذلك بعد موافقة مجلس صيانة الدستور على طلبات ترشحهم.
والمرشحون الستة هم: رئيس مجلس الشورى الحالى محمد باقر قاليباف، والأمين العام السابق لمجلس الأمن القومى الإيرانى وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام سعيد جليلى، وعمدة طهران على رضا زاكانى، ونائب مدينة تبريز فى البرلمان مسعود بزشكيان، ووزير العدل الأسبق مصطفى بور محمدى، والنائب البرلمانى السابق والرئيس المحافظ المُتشدد لمؤسسة الشهداء والمحاربين القدامى أمير حسين قاضى زاده هاشمى.
6 مرشحين لانتخابات الرئاسة الإيرانية
وتم استبعاد رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، من سباق انتخابات الرئاسة الإيرانية، علماً بأنه يتمتع بسيرة ذاتية واسعة النطاق في مختلف أجهزة النظام الإيراني، للمرة الثانية منذ عام 2021. ويمثل هذا إذلالًا آخر للاريجاني ويعكس النبذ المتزايد لعائلته من السلطة. كان شقيقه صادق لاريجاني، عندما كان رئيسًا لمجمع تشخيص مصلحة النظام، يشعر بالاشمئزاز الشديد من قرار مجلس صيانة الدستور بعدم الموافقة على ترشيح علي في عام 2021، مما دفعه إلى الاستقالة من عضويته. ومن بين مخاوف النظام على الأرجح أن ابنة لاريجاني فاطمة أردشير لاريجاني تعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات وهي الآن أستاذة مساعدة في كلية الطب بجامعة إيموري، حسبما يقول موقع “إيران إنترناشيونال“.
محمد باقر قاليباف
محمد باقر قاليباف يستعد منذ سنوات للرئاسة. وقد شغل العديد من المناصب القيادية العليا في الحرس الثوري الإسلامي، بما في ذلك نائب قائد الباسيج، ورئيس مقر خاتم الأنبياء للبناء، وقائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني. خلال الاحتجاجات الطلابية في عام 1999، وقع قاليباف على رسالة مع قادة آخرين في الحرس الثوري الإيراني يهدد فيها الرئيس آنذاك محمد خاتمي إذا لم يتم استخدام المزيد من القوة لقمع المظاهرات.
وفي وقت لاحق، أصبح قاليباف رئيسًا للشرطة الإيرانية، وهو المنصب الذي يشغله تقليديًا قائد الحرس الثوري الإيراني. وظهر تسجيل صوتي تفاخر فيه قاليباف أمام الباسيج بأنه ضرب المتظاهرين بعصي خشبية على ظهر دراجة نارية في عام 1999، وأنه أمر الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين خلال مظاهرات الحرم الجامعي في عام 2003.
وحتى الآن في هذه الدورة، تعمل عناصر قوية في الحرس الثوري الإيراني على الترويج لترشيح قاليباف، حيث تدافع عنه وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني. كما تم اعتقال الصحفيين الذين كشفوا عن فساد قاليباف هذا الأسبوع مع دخول قاليباف السباق الرئاسي.
وفي حالة نجاحه، سيكون قاليباف أول رئيس في عهد خامنئي يشغل منصب قائد رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني. ومن ثم فإن وجود قاليباف في الرئاسة سيضمن حماية أسهم الحرس الثوري الإيراني في عملية الخلافة في حالة وفاة خامنئي، البالغ من العمر 85 عامًا، خلال فترة ولايته.
أما المتشدد جليلي (58 عاماً) فقد كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية السابقة، وحضر المناظرات التلفزيونية، لكنه انسحب لمصلحة رئيسي. وكان جليلي كبيراً للمفاوضين النوويين الإيرانيين أثناء توليه منصب الأمين العام لـ«مجلس الأمن القومي».
أما قاضي زاده هاشمي (53 عاماً)، فهذه ثاني مرة يخوض فيها الانتخابات بعد هزيمته قبل 3 سنوات.
وبدوره، انسحب زاكاني (58 عاماً) من الانتخابات الأخيرة لمصلحة رئيسي.
أما مصطفى بورمحمدي (65 عاماً) وزير العدل في حكومة حسن روحاني الأولى، فإنه ثاني مسؤول ارتبط اسمه بإعدامات جماعية شهدتها إيران في الثمانينات، إذ كان، مثل رئيسي، أحد المسؤولين الأربعة في «لجنة الموت» المسؤولة عن تنفيذ إعدامات عام 1988.
ويترأس بورمحمدي حالياً “جمعية علماء الدين المجاهدين”، التشكيل السياسي الأبرز لرجال الدين في التيار المحافظ.
وقال بورمحمدي، الذي تربطه علاقات وثيقة بالمعتدلين، لدى تقديم طلبه للترشح، إنه سيطلق على الحكومة اسم “حكومة القرار”. وأضاف: “كنا مفعمين بالأحلام الكبيرة، لكننا اليوم لم نصل إلى ما أردناه”، وتابع: “أعرف تقلبات سياسة البلاد، وأستطيع أن أقول إنني خلال الـ45 سنة الماضية على دراية بالقضايا والأسرار الخفية، صغيرها وكبيرها، والمشكلات الداخلية والخارجية”.
“الإصلاحي” الوحيد
أما بزشكيان (70 عاماً) النائب في 5 دورات برلمانية ووزير الصحة الأسبق في فترة محمد خاتمي، فإنه أحد المترشحين الثلاثة الذين انتخبوا من قبل “جبهة الإصلاحات” لخوض الانتخابات الرئاسية. وكانت الجبهة قد اشترطت تلبية مطالبها لعدم مقاطعة الانتخابات.
مسعود بيزشكيان هو “الإصلاحي” الوحيد المسموح له بخوض هذه الانتخابات، وعلى الرغم من إدانته لإدارة رئيسي باعتبارها غير قادرة على حل مشاكل إيران، لم يتجاوز الحدود في الشكوى العلنية من خامنئي. كما دافع عن المبادئ الأساسية للنظام المتمثلة في أن الولايات المتحدة هي السبب الجذري للتوتر في المنطقة وأشاد بالتعاون مع روسيا حيث يخضع كلا البلدين للعقوبات.
وهذي ثاني مرة يترشح فيها الطبيب الأذري التركي الذي ينحدر من مدينة تبريز. وقال بزشكيان لدى ترشحه للانتخابات: “أدخل الانتخابات لكي أساعد في مشاركة حماسية فيها»، داعياً إلى «الوحدة بين جميع المجموعات والتيارات”.
وأضاف بزشكيان: “ما يجب علينا وعلى المسؤولين التنفيذيين فعله هو عدم طرح كلمات جديدة وحلول جديدة، بل إن مشكلتنا أننا ننحي جانباً السياسات التي أعلنها المرشد وقانون التخطيط، ونأتي بكلمات جديدة من صنع أنفسنا”.
اقرأ أيضاً: