علوم

طول أيامنا قد يتغير والسبب نواة الأرض الداخلية!

كشفت دراسة جديدة أن طول أيامنا قد يتغير بسبب بطء قلب الكوكب خلال السنوات الـ14 الماضية، وهو ما يُنذر بأيام أطول من المعتاد إذا استمرت الحركة على هذا النهج.

ولكن لماذا يتباطأ دوران الأرض؟

علميًا يأخذ اللب الداخلي للأرض شكل قطعة بحجم القمر تقريبًا، وهي عبارة عن خليط من الحديد الصلب والنيكل تقع على عميق أكثر من 3 آلاف كيلومتر.

وهذا اللب يُحيط بالنواة الخارجية والتي تتسم بسخونتها الشديدة، بسبب المعادن المنصهرة التي تشبه تلك الموجودة في النواة الداخلية.

وهذه الطبقة تكون أكثر صلابة من الصخور المنصهرة والمعروفة باسم الوشاح والقشرة.

وفي حين أن الكوكب بالكامل يدور، إلا أن اللب الداخلي يمكن أن يدور بسرعة مختلفة عن الوشاح والقشرة الخارجية، وهذا يرجع إلى لزوجة اللب الخارجي.

ومنذ حوالي 40 عامًا، كان اللب الداخلي يدور أسرع قليلًا من الوشاح والقشرة، وهو ما يظهر في الخرائط التي رسمها العلماء للطبقات الداخلية للأرض عن النشاط الزلزالي.

ولكن تُظهر دراسة جديدة منشورة في 12 يونيو في مجلة Nature، أنه منذ عام 2010 بدأ اللب الداخلي في التباطؤ بشكل أبطأ قليلًا من الطبقات الخارجية للكوكب.

وقال عالم الزلازل في جامعة جنوب كاليفورنيا، دورنسيف، جون فيدال، في بيان: “عندما رأيت لأول مرة مخططات الزلازل التي ألمحت إلى هذا التغيير، شعرت بالحيرة، ولكن عندما وجدنا عشرين ملاحظة أخرى تشير إلى نفس النمط، كانت النتيجة لا مفر منها”.

ويقول الباحثون إن استمرار تباطؤ دوران الطبقة الداخلية يمكن أن يؤثر على دوران الطبقة الخارجية أيضًا، ما يتسبب في تغير طول يومنا الطبيعي.

طول أيامنا قد يتغير والسبب نوارة الأرض الداخلية!
تسمح لزوجة اللب الخارجي السائل للب الداخلي بالدوران بشكل أسرع أو أبطأ من الوشاح والقشرة

هل التغيير في طول اليوم سيكون ملحوظ؟

يوضح العلماء أن أي تغيير سيحدث سيكون في جزء من الثانية بما يصعب ملاحظته، وفق تعبير فيدال.

ولذلك فإن تغيير ساعتنا أو تقويمنا سيكون غير ضروري، للتأقلم مع هذا الاختلاف، خصوصًا وأنه تغيير مؤقت.

وهذه ليست المرة الأولى التي يقترح فيها العلماء أن النواة الداخلية للأرض تتباطأ. وقد تمت مناقشة هذه الظاهرة، المعروفة باسم “التراجع”، لمدة عقد من الزمن تقريبًا، ولكن كان من الصعب جدًا إثباتها.

وعكف الباحثون على تحليل أكثر من 100 زلزال متكرر ضمن دراستهم الجديدة، وهي أحداث زلزالية تحدث بشكل متكرر في نفس الموقع – على طول حدود الصفائح التكتونية في جزر ساندويتش الجنوبية في جنوب المحيط الأطلسي بين عامي 1991 و2023.

ورسم العلماء خريطة لموقع اللب بالنسبة إلى الوشاح، وبمقارنة الأرقام، استخلص الباحثون معدل دوران اللب الداخلي مع مرور الوقت.

وقال فيدال إن الدراسة الجديدة هي الدليل “الأكثر إقناعا” حتى الآن على حدوث تراجع.

لماذا تتراجع النواة الداخلية؟

حتى الآن لا يوجد سبب واضح لهذا التغيير، ولكن يمكن أن يعود هذا الأمر إلى “اضطراب النواة الخارجية من الحديد السائل التي تحيط بها” أو “السحب الجاذبة من المناطق الكثيفة من الوشاح الصخري الذي يغطيها”، وفقا لما كتبه الباحثون.

ويُشير الباحثون أيضًا إلى أن وتيرة التغير ليست ثابتة، فيمكن أن تتباطأ لبعض الوقت، وقد تُسرع في وقت آخر، وهي تغييرات قد تستمر لعقود من الزمن.

ولذلك فهناك حاجة ضرورية لاستخلاص معلومات أكبر حول تلك الظاهرة، حتى يتمكن العلماء من التنبؤ بالاتجاهات طويلة الأجل.

وسوف يواصل مؤلفو الدراسة تحليل البيانات الزلزالية لمعرفة المزيد عن قلب كوكبنا وكيف يتغير بمرور الوقت.

المصدر: Livescience