سياسة

هكذا يستعد بايدن وترامب لأول مناظرة رئاسية

يترقب العالم أولى المناظرات الرئاسية بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن والنظيره السابق دونالد ترامب، المقرر لها الخميس المقبل، تمهيدًا للانتخابات التي ستنعقد في نوفمبر المقبل.

ويعكف الفريق الرئاسي لكل من المرشحين على تحديد نقاط الضعف لكل خصم، وتحديد مسارات الهجوم من أجل تصوير المنافس على أنه غير لائق لهذا المنصب.

ويقول المسؤولون في كلتا الحملتين إن كلا المرشحين يدركان المخاطر، حيث يجتمعان مع فريقيهما للتحضير للهجمات، وتشكيل الردود، وتحديد خيار الانتخابات المقبلة.

وخلال الأسابيع الماضية، قضى الفريقان وقتهما في ترتيب أوراقهما بشأن العديد من القضايا، ما بين الاقتصاد إلى الشؤون الخارجية إلى لياقة منافسهما للمنصب.

ويبدو أن لكل منهما نقاط ضعف قاسية، فترامب يخوض محاكمة جنائية استهلكت الكثير من شعبيته، كما أن بايدن محاط بصراعات قانونية تخوضها عائلته نالت هي الأخرى من حجم المؤيدين له.

وعلى الرغم من هذا التشابه في الظروف المحيطة، إلا أن الطريقة التي يستعد بها كل طرف تختلف عن الآخر، وسوف يدخل كل منهما استوديو شبكة سي إن إن بأهداف متباينة.

كيف يستعد كل طرف؟

في الوقت الحالي، ينعزل أحد المرشحين في منتجع على سفح جبل مع دائرة ضيقة من المستشارين، لفحص الملفات والتخطيط للهجوم ويستعد للتشهير الشخصي.

بينما يعمل الآخر على صياغة الردود الخاصة بالأسئلة، والتأثير على الخطاب المنمق الذي قد يضعه الآخر.

وخلال جلسات التحضير التي بدأت بالفعل ركّز بايدن على الانقضاض على ترامب عى مسرح المناظرة، من خلال محاسبته على أدائه عندما كان رئيسًا.

ويقول أحد المسؤولين في حملة بايدن إن الرئيس في الفترة الأخيرة كان أكثر انتقادًا لترامب خلال الفترة الأخيرة، وهو ما ينوي الاعتماد عليه في المناظرة.

ومع انسحاب الناخبين الأمريكيين من سباق 2024، أصبحت المناظرة بمثابة فرصة لتقديم التناقضات بين المرشحين أمام الجمهور الجديد.

من جانبه، يهدف ترامب إلى التأكيد للناخبين على أنه يمكن أن يكون الخليفة الأفضل للرئيس الحالي، على الرغم من تورطه في قضايا جنائية.

ويستهدف ترامب أن يركز على الخطابة أكثر من السياسة، خصوصًا وأن المناظرات السابقة له لم تكن الأنجح في ظل غياب التلقين أيضًا.

كما كان ترامب سريعًا في إظهار العدوانية في المناظرات السابقة، بما في ذلك التحدث فوق خصومه ومهاجمة المنسقين، وهي خطوات ظلت عالقة في أذهان المشاهدين في الأشهر التي تلت ذلك.

هكذا يستعد بايدن وترامب لأول مناظرة رئاسية
صورة أرشيفية من مناظرة سابقة في انتخابات 2020 بين بايدن وترامب

معسكرات مغلقة

بهدف الاستعداد، سيجتمع بايدن مع فريق موثوق خلال هذا الأسبوع والأسبوع المقبل في كامب ديفيد، المنتجع الرئاسي الواقع على سفح الجبل، لعدة أيام من المناقشات والتحضيرات المكثفة.

وقد ساهم هذا المنتجع في الماضي في زيادة تركيز بايدن وفريقه على إعداد الخطابات والردود على الأسئلة الشائعة وأيضًا غير المتوقعة.

ومن المتوقع أن تستمر الاستعدادات على مدى سلسلة من الأيام، وتتطور من مناقشات غير رسمية حول مواضيع وأسئلة واستجابات محتملة، وتنتهي بمناظرات صورية رسمية تستمر لمدة 90 دقيقة.

وقال مسؤول في حملة بايدن لشبكة CNN، إن رون كلاين، كبير موظفي بايدن السابق، يتولى زمام المبادرة لمساعدة الرئيس على الاستعداد لمناظرة ترامب.

ويُنظر إلى كلاين على أنه المدرب الأكثر خبرة في المناظرات داخل الحزب، إذ عمل مع المرشحين الديمقراطيين في كل سباق رئاسي تقريبًا على مدار العقود الثلاثة الماضية.

وتم إسناد مهمة أخرى وهي فحص المواد والمحتويات الصوتية والمرئية التي ظهر فيها ترامب، بغرض استخلاص أبرز النقاط التي يمكن استخدامهالافي المناظرة، إلى نائب رئيس موظفي بايدن، بروس ريد.

كما يشارك في الاستعدادات أيضًا مجموعة من كبار المستشارين المقربين لبايدن، ومن بينهم رئيس الأركان جيف زينتس، وكبار مستشاري البيت الأبيض أنيتا دان ومايك دونيلون.

وبحسب مصادر من داخل فريق بايدن الرئاسي، فإنه من الرجح أن يتم التركيز على بعض الاقتباسات الخاصة بترامب، والتي ربما لم يتلفت إليها الناخبون.

هكذا يستعد بايدن وترامب لأول مناظرة رئاسية
يعمل ترامب مع فريقه في اجتماعات خاصة استعدادًا للمناظرة مع بايدن

اجتماعات خاصة

بدوره، استعان ترامب ببعض المنافسين الذين ترشحوا لمنصب الرئيس قبل ذلك، وخبراء في السياسة وأعضاء من مجلس الشيوخ، لمساعدته على التجهيز لمناظرة الأسبوع المقبل.

وعلى مدار الأسابيع الماضية، حضر ترامب نحو 12 اجتماعًا خاصًا، تصفها حملته بأنها “مناقشات سياسية” غير رسمية، وفق ما نقلته شبكة “سي إن إن” عن مصادر مطلعة.

وتركّز الاجتماعات على بعض القضايا مثل الاقتصاد والحدود والجريمة، إلى جانب الإجهاض والحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وجمع النقاط التي يمكن أن تدين الخصم.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، اجتمع ترامب مع سناتور ولاية أوهايو جيه دي فانس وأعضاء طاقم الرئيس السابق في مارالاغو للحصول على مثل هذه الإحاطة، وفقًا لمصدرين على علم مباشر بالاجتماع.

وفيما يخص الاقتصاد، ركّزت الجلسات على الضربات التي يمكن توجيهها لبايدن بشأن التضخم، باعتبارها مصدر القلق الأكبر للناخبين، وفق حملة ترامب.

وخلال جلسة جمعت ترامب بالسيناتور ماركو روبيو من فلوريدا وإريك شميت من ميسوري في مقر اللجنة الوطنية الجمهورية في واشنطن العاصمة، الأسبوع الماضي، كانت أبرز النقاشات المطروحة على الطاولة تتعلق بالديمقراطية والرد على الأسئلة الخاصة بهجوم السادس من يناير 2021 على مبنى الكابيتول الأمريكي.

كما عقد ترامب اجتماعات أخرى مع كبار المستشارين كيليان كونواي وستيفن ميلر، بالإضافة إلى القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية السابق ريتشارد جرينيل.

ولكن حتى الآن لم يتم عقد مناقشات صورية، كمحاكاة للناظرة الأساسية بين بايدن وترامب، على عكس ما تم خلال عام 2020 إذ خاض الأخير مناظرة على حاكم ولاية نيوجيرسي الذي لعب دور بايدن.

وبالنسبة لبايدن فلم يحسم أمره بعد حول من سيقوم بتمثيل دور ترامب على المناظرة الوهمية، ولكن يتردد اسم محامي بايدن، بوب باور، باعتباره المرشح الأوفر حظًا.

المصدر: CNN