تعد تايتنك هي أشهر سفينة غارقة على مستوى العالم على مر التاريخ لدى عامة الناس، ولعل السبب الأكبر يعود الفيلم الهوليودي الذي يحمل نفس اسم السفينة، والذي أسهم بقوة في انتشار قصة غرق الباخرة العملاقة.
ويحتوي التاريخ البشري على العشرات من السفن التي غرقت منذ عشرات ومئات السنين، والتي كشف حطامها القابع في قاع البحار والمحيطات عن تفاصيل رائعة عن العالم القديم، مثل هي السلع التي كان الناس يتاجرون بها، وكيف تم بناء السفن، بالإضافة إلى تقديم معلومات عن الطقوس التي كان الناس يمارسونها آنذاك أيضًا.
ونستعرض في السطور القادمة عددًا من السفن والمراكب التي أسهم غرقها في إمداد البشرية بالعديد من المعلومات عن الشعوب والحضارات السابقة.
سفينة مازارون 2
في عام 1995، تم اكتشاف حطام سفينة مازارون 2 قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لإسبانيا، بالقرب من بلدة مازارون.
يعود تاريخ هذا الحطام إلى حوالي 2700 عام، وكان يحتوي على شحنة تضم سبائك من الرصاص، أمفورات، ومطحنة يدوية، وفقًا لوزارة الثقافة الإسبانية.
وأشارت الوزارة إلى أنه تم العثور على مرساة مصنوعة من الرصاص والخشب، والتي تعد واحدة من أقدم الأمثلة المعروفة للمرساة المشيدة، مما يضيف بعدًا جديدًا لفهم تطور تقنيات الملاحة البحرية في العصور القديمة.
سفينة أولوبورون
في عام 1982، اكتشف غواصون أتراك حطام سفينة أولوبورون بالقرب من مدينة كاش على الساحل الجنوبي لتركيا.
كما عثر العلماء على حاويات عاجية منحوتة، ومجوهرات ذهبية، وأحجار شبه كريمة مثل العقيق، فضلاً عن اكتشاف أسلحة وآلات موسيقية، من بينها العود.
ووفقًا لمعهد الآثار البحرية، يمثل هذا الاكتشاف كنزًا أثريًا يعكس التجارة القديمة والثقافات التي ازدهرت في تلك الحقبة.
سفينة دوكوس
في عام 1975، تم العثور على حطام سفينة بالقرب من جزيرة دوكوس في بحر إيجه، يحتوي على مجموعة متنوعة من الفخاريات التي تعود إلى حوالي 4500 عام.
تضمنت هذه المجموعة الأثرية أكوابًا، جرارًا، أمفورات، أباريق، وأوعية، وقد وثق عالم الآثار شيلي واكسمان هذا الاكتشاف في كتابه “السفن البحرية والملاحة البحرية في المشرق في العصر البرونزي” الصادر عن مطبعة جامعة تكساس إيه آند إم في عام 1998.
من المثير للانتباه أن السفينة نفسها لم يبق منها أي أثر خشبي، مما يرجح أنها قد تدهورت تمامًا بمرور الزمن.
سفينة خوفو
على الرغم من أن وصفها بـ”حطام سفينة” قد يكون مبالغًا فيه، إلا أن سفينة خوفو تعد واحدة من أشهر السفن التي بقيت من العالم القديم.
تم دفنها بجانب الهرم الأكبر، الذي شيد بأمر من الفرعون خوفو (حكم بين حوالي 2551 و2528 قبل الميلاد)، ويبلغ طول هذه السفينة 141 قدمًا (43 مترًا)، وتم تفكيكها قبل وضعها في حفرة بجوار الهرم الأكبر، وفقًا لمعهد الآثار البحرية.
وأوضح المعهد أن بناة السفينة استخدموا نظام نقر ولسان لربط الألواح الخشبية، مما يعكس تقنيات البناء المتقدمة في ذلك الوقت.
قارب دوفر من العصر البرونزي
تم اكتشاف قارب دوفر، الذي يعود تاريخه إلى العصر البرونزي حوالي 3500 عام، في عام 1992 من قبل عمال كانوا يعملون على بناء وصلة طريق، ويعتبر متحف دوفر هذا القارب “أقدم قارب بحري معروف في العالم”.
خلال الحفريات، اضطر علماء الآثار إلى تقطيع الأجزاء المتبقية من القارب لإزالتها، واستطاعوا استعادة 31.2 قدمًا (9.5 أمتار) من هيكله.
وأشار المتحف إلى أن الحجم الأصلي للقارب غير مؤكد، لكنه قد يكون أطول من 31 قدمًا، مما يثير المزيد من التساؤلات حول تقنيات البناء البحري في ذلك العصر.
زورق أمريكي أصلي عمره 3000 عام
في عام 2022، تم اكتشاف زورق يعود لعمر يزيد على 3000 عام في بحيرة ميندوتا في ماديسون، ولاية ويسكونسن.
وأفادت جمعية ويسكونسن التاريخية في بيان أن طول الزورق يبلغ حوالي 14.5 قدمًا (4.4 أمتار)، وقد نحت من قطعة واحدة من شجرة البلوط الأبيض.
وأشارت الجمعية إلى أن الزورق تم العثور عليه بعد عام واحد فقط من اكتشاف زورق عمره 1200 عام في نفس البحيرة، وترجح الجمعية أنه قد تكون هناك قرية أمريكية أصلية مغمورة بالمياه الآن بالقرب من موقع العثور على هذه الزوارق.
المصدر:
