عالم

ما تبعات استخدام الأسلحة الغربية ضد روسيا على موقف أوكرانيا في الحرب؟

حصلت أوكرانيا مؤخراً على الإذن باستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية. مما يشكل تحولاً كبيراً في سياسة الدول الداعمة لكييف. في السابق، كانت الدول الغربية تقيد استخدام الأسلحة التي تقدمها لأوكرانيا، لضرب أهداف عسكرية داخل الحدود الأوكرانية فقط، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والأراضي المحتلة. كان القلق من تصعيد النزاع هو السبب الرئيسي لهذا التقييد.

التصعيد الأخير في خاركيف

أدى التقدم الروسي الأخير في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا إلى تغيير موقف الحلفاء الغربيين. في الشهر الماضي، شنت روسيا هجوماً برياً واسع النطاق في المنطقة، مما فتح جبهة جديدة واستولى على عدة قرى. هذا التقدم الروسي شكل تهديداً خطيراً لمدينة خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، والتي تقع على بعد 30 كيلومتراً فقط من الحدود.

تغيير السياسة الأمريكية

بعد الضغط المتزايد من أوكرانيا ودول أوروبية أخرى، وافقت الولايات المتحدة على تغيير سياستها والسماح لكييف، باستخدام الأسلحة الغربية لضرب روسيا. قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال اجتماع لوزراء خارجية الناتو في براغ: “كانت علامة التزامنا هي التكيف والتعديل حسب الضرورة، لتلبية ما يحدث بالفعل على أرض المعركة. للتأكد من أن أوكرانيا لديها ما تحتاجه، في الوقت الذي تحتاجه”.

التأثير على العمليات العسكرية

بالرغم من عدم السماح باستخدام أنظمة الصواريخ بعيدة المدى مثل ATACMS، التي تصل مداها إلى 300 كم. لكنه يمكن لأوكرانيا الآن استخدام أنظمة مثل HIMARS التي يصل مداها إلى 70 كم لضرب الأهداف القريبة من الحدود. يمكن لهذه الأنظمة تعطيل العمليات اللوجستية الروسية وحركة القوات، مما سيبطئ أي خطط هجومية.

تعزيز الدفاعات الأوكرانية

يقول يوري بوفخ من مجموعة خاركيف التكتيكية: “يمكن لأوكرانيا الآن ضرب الأماكن التي يركز فيها العدو قواته، معداته، ومرافق تخزين الإمدادات التي تستخدم لمهاجمة أوكرانيا”. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا تجمع قواتها على بعد 90 كم فقط من خاركيف لهجوم جديد. لذا، فإن القدرة على استهداف تلك المنشآت ستعزز بشكل كبير قدرة القوات الأوكرانية على صد الهجمات الجديدة في المنطقة.

التحديات الجوية

رغم رفع الحظر عن استخدام الأسلحة الغربية، من غير المحتمل أن يساعد ذلك في حماية أوكرانيا من القنابل الانزلاقية الروسية المعروفة محلياً باسم KAB. للتصدي لهذه الهجمات، بناء على ذلك يجب على القوات الأوكرانية استهداف الطائرات التي تسقط تلك القنابل. النظام الدفاعي الوحيد القادر على اعتراض هذه الطائرات حالياً هو نظام الدفاع الجوي الأمريكي باتريوت، لكن نشره قرب خاركيف يمثل مخاطرة كبيرة.

استخدام الصواريخ بعيدة المدى

من المثير للاهتمام أن المملكة المتحدة وفرنسا، اللتان تزودان أوكرانيا بصواريخ كروز من نوع ستورم شادو، لم تفرض قيوداً صريحة على استخدامها. تصل مدى هذه الصواريخ إلى 250 كم، مما يسمح لأوكرانيا بضرب المطارات في مناطق كورسك وبلغورود الحدودية. ومع ذلك، فإن هذه العمليات ستكون محدودة بسبب تعرض الطائرات الأوكرانية لأنظمة الدفاع الجوي الروسية.

الاستعدادات المستقبلية

بينما تحاول أوكرانيا تطوير أسلحتها الخاصة لضرب الأهداف في العمق الروسي، تسعى أيضاً للحصول على طائرات F-16 التي يمكن أن تكون أكثر فعالية في تنفيذ تلك المهام. مع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الشركاء الأوكرانيون سيسمحون باستخدام هذه الطائرات لضرب أهداف داخل روسيا.

خلاصة

إن السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية، لضرب أهداف داخل روسيا يمثل تحولاً كبيراً في استراتيجيات النزاع. كذلك يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مسار المعارك والوضع العسكري في المنطقة. هذا القرار يمكن أن يعزز القدرات الهجومية والدفاعية لأوكرانيا. ولكنه يحمل أيضاً مخاطر تصعيد النزاع بشكل أكبر.