تواجه روسيا اتهامات من الاتحاد الأوروبي ببث معلومات مُضلّلة عن دوله الأعضاء قبل انعقاد انتخابات البرلمان الخاص به، خلال الفترة من 6 إلى 9 يونيو الجاري.
وفي المقابل، تتهم روسيا الدول الغربية، التي تدهورت علاقاتها مع حكوماتها بعد الحرب في أوكرانيا، بشن حرب معلومات ضدها لتشويه سمعتها.
روسيا تعاني السخط الأوروبي
كشف فريق مكافحة التضليل التابع للاتحاد الأوروبي الشهر الماضي مقطع فيديو باللغة الروسية على موقع “YouTube” يروّج إلى أن المواطنين يفرون من الديكتاتورية في بولندا ويطلبون اللجوء في بيلاروسيا، الحليف الوثيق لموسكو.
وقال الفريق المعروف باسم “ستراتكوم” إن القصة روجت لروايات متكررة مؤيدة للكرملين عن بولندا، تحمل نوايا عسكرية عدوانية وإخفاقات ديمقراطية داخل الاتحاد الأوروبي على نطاق أوسع.
وادعى “ستراتكوم” أن هذا المقطع جزء من حملة تضليل روسية أوسع نطاقًا تستهدف إفشال انتخابات البرلمان الاوروبي.
وتواجه روسيا اتهامات على نطاق واسع بشن حملات تضليل استهدفت الانتخابات في الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا على مدى العقد الماضي رغم أن موسكو نفت أنها تستخدم معلومات مضللة للتأثير على الرأي العام.
وخلص تقييم للمخابرات الأمريكية في عام 2023 إلى أن موسكو تستخدم الجواسيس ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الروسية التي تديرها الدولة لتقويض ثقة الجمهور في نزاهة الانتخابات في جميع أنحاء العالم.
وقال جاك ستابس، كبير ضباط المخابرات في شركة تحليل الشبكات الاجتماعية “جرافيكا”، إن “عمليات التأثير التي تقوم بها روسيا والصين والجهات الفاعلة الأخرى، لديها القدرة على تعطيل المحادثات عبر الإنترنت حول انتخابات الاتحاد الأوروبي”.
وفقًا لتقرير التضليل السنوي الثاني للاتحاد الأوروبي الذي نُشر هذا العام، كانت بولندا وألمانيا أكثر الدول المستهدفة داخل الاتحاد الأوروبي بالمعلومات المضللة، تليهما فرنسا وصربيا.
روسيا تدفع الاتهام بالاتهام
تنفي موسكو الاتهامات الغربية بأنها تنشر معلومات مضللة، وتقول إن الغرب يشن حرب معلومات تنطوي على ادعاءات كاذبة تهدف إلى تدمير سمعة روسيا وتصويرها كعدو.
ويقول المسؤولون في روسيا، إن الغرب أصبح غير متسامح إلى حد أنه يرفض قبول أي وجهة نظر تتعارض مع السرد السائد.
وقال وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي جان نويل بارو إن بلاده “تتعرض لقصف” من المعلومات المضللة الروسية.
تشمل الهجمات ضد فرنسا إنشاء موقع ويب مزيف للحكومة الفرنسية يزعم أنه تم استدعاء 200 ألف مواطن للقتال في أوكرانيا، والذعر من بق الفراش في باريس والذي تم تضخيمه من خلال الأنشطة المدعومة من الكرملين وانتشر على نطاق واسع.
وقال “بارو”: “لا يمر أسبوع دون أن تكون فرنسا هدفا لمناورات منسقة ومتعمدة لتعطيل النقاش العام والتدخل في حملة الانتخابات الأوروبية”.
كلفت فرنسا هيئة مراقبة المعلومات الأجنبية المضللة “Viginum” التي تضم فريقًا مكونًا من 42 شخصًا بمراقبة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة بروسيا والكشف عن عمليات التأثير.
وقامت المعارضة السياسية في إيطاليا بصياغة تشريع من شأنه إنشاء وحدة مخصصة لتحديد أعمال التضليل.
كما قامت سلوفاكيا، التي تواجه حكومتها اتهامات بمحاباة روسيا، بتفكيك وحدة قالت إنها تضم ”كتبة نشطاء” مسؤولين عن ضمان “وجود رأي واحد صحيح فقط”.