تتصاعد التهديدات المناخية في مناطق مختلفة من العالم، وعلى الرغم من الاستثمارات الضخمة في تعديل البنية التحتية وابتكار تقنيات للتكيف معها، تظهر أساليب قديمة فاعلية كبيرة.
سرّ تكيف المانوبو مع المناخ المتطرف
يعيش مجتمع مانوبو الأصلي في منطقة أغوسان مارشلاندز في الفلبين في منازل عائمة قادرة على تحمل الفيضانات وارتفاع منسوب المياه والأعاصير.
في منطقة مستنقعات أغوسان في الفلبين، يؤدي تغير المناخ إلى تعطيل الحياة اليومية للسكان المحليين، حيث يستمر موسم الفيضانات على مدار السنة، وقد زادت شدة العواصف والأعاصير مؤخرًا.
ولا تواجه القبيلة أي مشكلة في عيش حياة طبيعية، حيث أتقن أهلها الحياة على الماء منذ وقت طويل.
تطفو منازل قبيلة المانوبو التقليدية المصنوعة من الخيزران على الماء وتتميز بقدرتها على مقاومة الأعاصير والعواصف والفيضانات.
تم بناء هذه المنازل المصنوعة من الخيزران منذ 60 عامًا، وقد تم تصميمها لتتدفق مع الماء وتكون قابلة للتكيف بشكل كبير مع التغيرات البيئية في المستنقعات.
يتعين على قبيلة مانوبو اليوم أن تتعامل مع التغيير بشكل يومي، حيث يمكن أن يرتفع مستوى المياه بما يصل إلى 10 أمتار، ولا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير نظرًا لأن موسم الفيضانات أصبح غير منتظم.
وتقول ماريتيس بابانتو، التي تسكن أرض قبيلة مانوبو، إن حجم الأراضي الرطبة تقلص خلال حياتها.
وتضيف: “عندما كنت طفلة، كان مستنقع أغوسان لا يزال شاسعًا وبه الكثير من المياه، وعندما تزوجت، كان هناك الكثير من التغير بسبب تغير المناخ، فقد أصبح المستنقع جافًا وازدادت قوة العواصف وغيرت بيئتنا”.
وهناك تأثير مهم آخر لتغير المناخ، والذي يصعب السيطرة عليه، وهو النمو الهائل لنباتات صفير الماء الغازية.
وفقًا لشيريلين فاسكيز، المشرف على المنطقة المحمية في أغوسان مارش: “في بعض الأحيان، تتسبب هذه النباتات في صعوبة السفر بالقوارب، ويتأثر صيد الأسماك اليومي”.
ورغم الضعوبات، تكيفت القبيلة عن طريق سحب منازلهم العائمة إلى مواقع جديدة باستخدام الحبال.
تحاول قبيلة مانوبو الحفاظ على أسلوب حياتها على الماء على الرغم من التغيرات السريعة في بيئتها، ويعتبرون أنفسهم حراس المنطقة.
وحسب يوافق داتو رييس، زعيم القبيلة، يحافظ سكان المجتمع على بيئتهم المحلية للأجيال القادمة، لكن مهمتهم أصبحت أكثر تحديًا.
المصادر:
