علوم

حبوب تؤخذ بالفم.. العلماء يطورورن وسيلة منع حمل للرجال

تمكن الباحثون من تطوير وسيلة منع حمل غير هرمونية للرجال في صورة حبوب، تعمل بشكل أساسي على البروتين الخاص بالحيوانات المنوية.

ووفق ما نقله موقع Scitechdaily، فإن التجارب على الفئران أظهرت الفعالية والسلامة في الوسيلة التي تأتي في صورة حبوب.

وعلى الرغم من التقدم الكبير في الأبحاث المتعلقة بوسائل منع العمل، إلا أنها تفتقر بشكل كبير للتوصل لأي نتائج تتعلق بحبوب يمكن للرجال تناولها عن طريق الفم.

ولكن الزيادة الكبيرة في عدد سكان العالم خلال العقودة الستة الماضية بأكثر من 260%، أظهرت مدى الحاجة الملحة لتنظيم الأسرة، خصوصً في ظل المؤشرات على عدم التباطؤ.

وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2037، سيرتفع عدد سكان الأرض من 8 مليارات في عام 2022 إلى 9 مليارات.

العلماء يطورورن حبوب لمنع الحمل خاصة بالرجال
على الرغم من تطور الأبحاث على مدار العقود الماضية، إلا أنها لم تتمكن من تطوير وسيلة منع حمل خاصة بالذكور في صورة حبوب

تفاصيل الدراسة

وفق الدراسة المنشورة في مجلة Science، يقول الباحثون في كلية بايلور للطب والمؤسسات المتعاونة في نماذج حيوانية، إن الوسيلة الجديدة غير الهرمونية تفتح الباب أمام الخيارات الواسعة من وسائل منع الحمل للذكور.

وقال مدير مركز اكتشاف الأدوية ورئيس قسم علم الأمراض والمناعة، الدكتور مارتن ماتسوك، إنه “على الرغم من أن الباحثين يدرسون عدة استراتيجيات لتطوير وسائل منع الحمل للرجال، إلا أننا لا نزال لا نملك واحدة في صورة حبوب”.

وركّز الباحثون في الدراسة الجديدة على محاولة تثبيط البروتين الخاص بالحيوانات المنوية المعروف باسم سيرين/ ثريونين كيناز 33(STK33).

ويُعد هذا البروتين هو أساس الخصوبة لدى كل من الرجال والفئران، إذ إنه المسؤول عن تكوين الحيوانات المنوية في الخصيتين.

ولذلك فإن حدوث أي طفرة في جين STK33، من شأنها أن تتسبب في عقم لدى الرجال والفئران، على الرغم من عدم وجود أي عيوب أخرى تمنع الخصوبة.

ولهذا السبب عمل الباحثون على هذا الجين، واعتبروا أنه هدف قابل للتطبيق مع الحد الأدنى من المخاوف المتعلقة بالسلامة فيما يتعلق بوسائل منع الحمل لدى الرجال.

وقالت المؤلفة الأولى الدكتورة أنجيلا كو، العالمة في مختبر ماتسوك، إنهم استخدموا تقنية الكيمياء المشفرة بالحمض النووي (DEC-Tec) التي تقدر بمليارات الدولارات لاكتشاف مثبطات جين STK33 القوية.

وتمكن الباحثون من اكتشاف مثبطات قوية متعلقة بـ STK33، وعملوا على إنتاج نسخ معدلة منها أكثر استقرارًا وقوة.

العلماء يطورورن حبوب لمنع الحمل خاصة بالرجال
تعمل الحبوب الذكورية على استهداف البروتين الخاص بالحيوانات المنوية مما يقلل أعدادها وحركتها ويعمل على إخماد الخصوبة

وكان من بين تلك الإصدارات المعدلة مركبة CDD-2807، والذي أثبت فعاليته بشكل أكبر مقارنة ببقية النسخ.

وبعد ذلك قام العلماء باختبار فعالية المركب على الفئران، وتم إعداد جداول زمنية بمواعيد الجرعات، ومن ثم تقييم حركة الحيوانات المنوية وعددها في كل فأر، إلى جانب القدرة على تخصيب الإناث.

ووجد الباحثون أن مركب CDD-2807 تمكن من عبور حاجز الدم بشكل فعال في الخصية، وقيّد حركة الحيوانات المنوية وأعدادها وكذلك خصوبة الفئران.

وكانت أعظم النتائج بالنسبة للقائمين على الدراسة هي عدم تراكم المركب في دماغ الفئران أو تسببه في تسمم لهم، كما أنه لم يغير من حجم الخصية، وهو عرض كان شائعًا بين الفئران والرجال المصابين بالعقم بسبب تعطيل جين Stk33.

وكشفت النتائج أيضًا أن تأثير منع الحمل كان قابلًا للعكس، فبمجرد منع الفئران من تناول المركب CDD-2807، عادت حركة وأعداد الحيوانات المنوية لطبيعتها، واستعادت خصوبتها الطبيعية.

المصدر: Scitechdaily