صحة

هل أدت عمليات الإغلاق الوبائية إلى إعاقة أجهزة المناعة لدى الأطفال على المدى الطويل؟

خلال فترة إغلاق فيروس كورونا، تعرض الأطفال لمسببات الأمراض بشكل أقل بكثير مما يحدث عادةً في العام العادي

أدت جائحة كوفيد-19 إلى تقليل كبير في التفاعلات الشخصية بين الناس، حيث ألغيت الفعاليات وتقيدت الرحلات، كما تبنى الكثيرون التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة عند الخروج. كانت هذه الإجراءات تهدف إلى السيطرة على انتشار الفيروس، وقد أثبتت فعاليتها في تقليل حدة تفشي المرض.

مع ذلك، ظهرت بعض المخاوف بشأن التأثير المحتمل لهذه الإجراءات على جهاز المناعة لدى الأطفال، وخاصة قدرتهم على مكافحة العدوى، فهل أدت عمليات “الإغلاق” والقيود الأخرى الناجمة عن الجائحة إلى إضعاف جهاز المناعة لدى الأطفال؟

تأثير فترة الإعلاق

تقول الدكتورة سارة نيكولاس، الأستاذة المساعدة في طب الحساسية والمناعة لدى الأطفال في كلية بايلور للطب في تكساس إنه خلال فترة إغلاق فيروس كورونا، تعرض الأطفال لمسببات الأمراض بشكل أقل بكثير مما يحدث عادةً في العام العادي.

وأوضحت سارة أن الأمثلة تشمل  فيروسات الجهاز التنفسي الشائعة التي قد يتعرض لها الأطفال الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، والإنفلونزا، والفيروس الميتابينيوم البشري، بالإضافة إلى الفيروسات المختلفة التي تسبب نزلات البرد،  بعد الإصابة بمثل هذه العدوى، يقوم الجسم ببناء دفاعاته المناعية ليتمكن من معالجة مسببات الأمراض إذا واجهها مرة أخرى.

وأشارت الدكتورة سارة إلى أن التباعد الاجتماعي لم يقلل من انتشار فيروس كوفيد-19 فحسب، بل أدى أيضًا إلى تقليل انتشار فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى التي تنتقل بطرق مماثلة.

تشمل  فيروسات الجهاز التنفسي الشائعة التي قد يتعرض لها الأطفال مثل الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، والإنفلونزا، والفيروس الميتابينيوم البشري

وعندما تم رفع هذه القيود، انتشرت الفيروسات مرة أخرى بين السكان، بالإضافة إلى ذلك، بدأت الفيروسات المسؤولة عن أنواع أخرى من الأمراض، مثل التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي أو أنفلونزا المعدة، في الانتشار مجددًا.

هل ضعفت مناعة الأطفال؟

أثبتت العديد من الدراسات أنه على الرغم من زيادة أعداد إصابة الأطفال بالفيروسات بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية، إلا أنه لم يظهر لدى الأطفال انخفاض في القدرة على مكافحة العدوى مقارنةً بأقرانهم قبل الوباء.

وأوضح الدكتور يانكو نيكوليتش، أستاذ علم الأحياء المناعي في جامعة أريزونا، أن الاستمرار في إعطاء الأطفال التطعيمات الروتينية أسهم في الحفاظ على جهاز المناعة لديهم،

وشدد الدكتور جيمس أنطون، الأستاذ المساعد في طب الأطفال في مستشفى مونرو كاريل جونيور للأطفال في فاندربيلت بولاية تينيسي على أنه في حالة كوفيد والإنفلونزا، فإن التطعيم هو أفضل طريقة لمنع النتائج السيئة والاستشفاء والمضاعفات الناجمة عن هذه الفيروسات، لذلك إذا كان طفلك مؤهلاً للحصول على بعض هذه اللقاحات، فمن المهم الحصول عليها.

وأكد الدكتور دين بلومبرج، رئيس قسم الأمراض المعدية للأطفال في جامعة كاليفورنيا في ديفيس هيلث، أن أجهزة المناعة لدى الأطفال قوية بشكل عام، سواء عاشوا خلال عمليات الإغلاق الوبائية أم لا.

المصدر:

livescience