أعمال

كيف يهدف صانعو السيارات الكهربائية في الصين إلى التغلب على تيسلا؟

تستعد شركات السيارات الصينية الكبرى مثل BYD، وشيري، وجريت وول موتور لإطلاق مجموعة واسعة من المنتجات، تصل إلى حوالي 20 طرازًا جديدًا على مدى السنوات الخمس المقبلة

نجحت شركات صناعة السيارات الأوروبية منذ الثمانينيات، في تحقيق مبيعات ضخمة في السوق الصينية بفضل المنافسة المحلية المحدودة. لكن الآن، يتعين عليها الدفاع عن موطنها في أوروبا أمام هجمة قوية من السيارات الكهربائية الصينية.

تستعد شركات السيارات الصينية الكبرى مثل BYD، وشيري، وجريت وول موتور لإطلاق مجموعة واسعة من المنتجات، تصل إلى حوالي 20 طرازًا جديدًا على مدى السنوات الخمس المقبلة. هذه الشركات تستثمر بشكل كبير في المبيعات والتسويق في أهم أسواق التصدير الأوروبية، بحسب مقابلات أجرتها رويترز مع 18 من المديرين التنفيذيين والمستشارين وخبراء الصناعة في الصين.

تستخدم شركات صناعة السيارات الصينية الآن مجموعة متنوعة من التكتيكات لاختراق السوق الأوروبية، بما في ذلك رعاية الأحداث الرياضية الكبرى لتعزيز الوعي بعلاماتها التجارية، وبناء شبكات بيع خاصة بها، ودعم عمليات الخدمة والإصلاح للحفاظ على قيم إعادة البيع، وهو أمر مهم لمشتري الأساطيل الذين يمثلون جزءًا كبيرًا من السوق الأوروبية.

مزايا التكلفة

تتمتع صناعة السيارات في الصين، المكونة من مزيج من الشركات المملوكة للدولة والشركات الخاصة، بميزة تنافسية كبيرة من حيث التكلفة مقارنة بمنافسيها الأجانب، ويعود ذلك جزئيًا إلى الدعم الحكومي الواسع وهيمنة البلاد على تكرير معادن البطاريات.

كما أدى تزايد العلامات التجارية للسيارات الكهربائية في الصين،  إلى إشعال حرب أسعار، حيث قامت شركات مثل BYD ببيع عدد كبير من السيارات الكهربائية بأسعار تتراوح بين 10,000 و30,000 دولار.

هذه الأسعار المنخفضة أثارت قلق شركات السيارات وحلفائها السياسيين في الولايات المتحدة وأوروبا. في مايو، قام الرئيس الأمريكي جو بايدن برفع التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية 4 مرات لتصل إلى 100%.

قامت شركات مثل BYD ببيع عدد كبير من السيارات الكهربائية بأسعار تتراوح بين 10,000 و30,000 دولار

 وفي الوقت نفسه، يحقق الاتحاد الأوروبي في الدعم الحكومي الصيني، مما قد يؤدي إلى زيادة الرسوم الجمركية على السيارات الصينية قريبًا.

ومع ذلك، أعرب مديرو صناعة السيارات الأوروبيون في مايو عن أن الرسوم الجمركية المرتفعة لن تكون كافية لحمايتهم من المنافسة الصينية ما لم تتحرك الصناعة الأوروبية بسرعة لمضاهاة أسعار وقيمة السيارات الصينية خلال سنتين أو ثلاث سنوات.

الاستثمار طويل الأمد

مع توسع صادراتها، تنفذ شركات صناعة السيارات الصينية استراتيجيات معقدة لتعزيز جاذبيتها للعملاء الأوروبيين.

 وقد عملت على تحسين تصنيفات السلامة الخاصة بها، وتعزيز عمليات الإصلاح والخدمة والتوزيع، وتحسين قيم إعادة البيع، التي تعتبر ذات أهمية خاصة للأشخاص الذين يستأجرون السيارات، إذ تعتمد شركات التأجير على دفعات شهرية أقل للسيارات ذات قيمة إعادة البيع العالية.

أوضح بو يو شركة JATO Dynamics، لأبحاث صناعة السيارات ومقرها المملكة المتحدة، أن اهتمام صانعي السيارات الكهربائية الصينيين بالتفاصيل يعكس ما تعلموه عن المستهلكين الأوروبيين، قائلاً: “في الصين، سعر الشراء مهم، لكن بالنسبة للمستهلكين الأوروبيين، لا يتعلق الأمر بالسعر فحسب، بل بالتكلفة الإجمالية للملكية، بما في ذلك الصيانة والخدمة والقيم المتبقية”.

قام الرئيس الأمريكي جو بايدن برفع التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية أربع مرات لتصل إلى 100%

وأشار توبي مارشال، العضو المنتدب في شركة توزيع السيارات IM Group التي تدير العلامة التجارية ORA التابعة لشركة GWM في المملكة المتحدة، إلى أن اللاعبين الصينيين ينظرون بشكل شامل إلى ما يشكل نجاحًا طويل المدى في أوروبا.

وأكد مارشال أن بيع السيارة هو مجرد غيض من فيض، مشيرًا إلى أن فهم كيفية إبقاء السيارة على الطريق طوال عمرها الافتراضي يعد أمرًا حيويًا.

 وأضاف أن موزع ORA التابع لشركة GWM في المملكة المتحدة يمكنه توفير معظم الأجزاء في غضون 24 ساعة، وأن شركة MG التابعة لشركة SAIC ستفتتح مركزًا أوروبيًا ثانيًا لقطع الغيار هذا الصيف لدعم الطلب المتزايد على السيارات.

المصدر:

reuters