قال الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي عهد الأردن، إن العلاقات بين السعودية والأردن تاريخية، ولديهما مستقبل مشترك.
وأضاف في لقاء على قناة “العربية”: “هذا ليس شعارات، فمن مصلحة المنطقة كلها أن يستمر هذا التعاون بكافة أشكاله، السياسية والأمنية والاقتصادية”.
وتابع: “أنا والأمير محمد هدفنا دائمًا هو زيادة هذا التعاون، والشعب السعودي شعب شهم وأصيل وأصحاب نخوة، ونحن بطبيعتنا شعوبنا قريبين لبعض”.
ولي عهد #الأردن الأمير #الحسين_بن_عبدالله الثاني لـ #العربية: “الشعب السعودي شعب شهم وأصيل وأصحاب نخوة.. أنت بتحكي عن نسايبي هلا”#السعودية pic.twitter.com/D1luTUSMHn
— العربية السعودية (@AlArabiya_KSA) May 26, 2024
علاقات راسخة منذ عقود
جمعت السعودية والأردن على مدار عقود علاقات قوية ومتجذرة، ولديها عمق استراتيجي، بخلاف الحضارة وحسن الجوار والجغرافية المتشابهة.
وتتبنى المملكتان في أغلب القضايا الإقليمية والدولية وجهات نظر ورؤى متشابهة على مستوى القيادات، إلى جانب التفاهم الذي يظهر في اللقاءات التي تجمع مسؤولي البلدين.
وفي عام 1933، قرر البلدان الشقيقان في عهدي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والأمير عبدالله بن الحسين توقيع معاهدة تعزيز الصداقة بناءً على حسن العلقات بينهما، وهو ما ساهم في تعميق العلاقات بين البلدين بعد ذلك.
وكان أبرز مثال على تطوير العلاقات هي زيارة الملك عبد العزيز إلى الأردن في عام 1935، كما تشاركا في توقيع تأسيس الجامعة العربية، وكان لهما دورًا في فك الإضراب الفلسطيني في ثلاثينيات القرن الماضي.
وفي لمحة تاريخية للعلاقات الودية بين البلدين عندما نال شرق الأردن استقلاله في 25 آيار 1946م، بعث الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ وقتها برقية تهنئة إلى الملك عبدالله الأول ابن الحسين.
وقام الملك عبدالله الأول في يونيو عام 1948م بزيارة إلى الرياض، والتي قوبلت بترحاب كبير من الملك عبدالعزيز رحمه الله ، دارت خلالها الأحاديث والآراء حول قضايا المنطقة والصراع الفلسطيني ومستقبل البلدين وتوثيق العلاقات بينهما، وتبادل الطرفان خلالها التمثيل الدبلوماسي.
واستمرت الزيارات بعد ذلك، وكان من أحدثها زيارة إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى المملكة الأردنية الهاشمية في عام 1436هـ.
والتقى بن سلمان خلال الزيارة بالملك عبدالله الثاني وعدد من المسؤولين في الأردن، وعقدا مباحثات ثنائية وموسعة.
رؤى متوافقة
وتتشابه الرؤى السعودية والأردنية في القضايا كافة تقريبًا ومن أبرزها:
*ما يجري في كل من سوريا، وجهود التحالف العربي في الحرب على الإرهاب واستعادة الشرعية في اليمن الشقيق.
*تنسيق جهود المملكتين مع الجهود الدولية في محاربة التنظيمات الإرهابية.
*وقوف البلدين ضد ما يهدد أمنهما واستقرارهما تجاه التهديدات الإقليمية في المنطقة.
هذا بخلاف الاتفاق على تنمية الجانبين التعليمي والثقافي من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية، وإقامة المعارض، والمشاركة في الجلسات النقاشية وورش العمل لتأكيد الإبداع والابتكار في التعليم.
إلى جانب التماسك الاجتماعي والبيئي والتقني في البلدين وفي مجال التدريب التقني والمهني، إضافة إلى المشاركات في المهرجانات الثقافية لتوثيق الروابط والصلات الثقافية والحضارية.
أبرز مجالات التعاون
السياحة
توقيع البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال السياحية والآثار، الذي يجسد جانبا مهما من التعاون والتكامل، ويضيف دعما مهما لقطاعي السياحة والآثار في البلدين.
كما يعزز البرنامج من تبادل الخبرات والتجارب والاهتمام والتطوير السياحي، وتقديم التسهيلات اللازمة للسياح وتشجيع وكلاء السياحة والسفر على تنظيم رحلات سياحية بين البلدين والاستفادة من التراث الحضاري والثقافي والتاريخي من أجل جذب سياحي، وتشجيع السياحة الطبية والعلاجية.
المساعدات الإنسانية
تتوافق المملكة والأردن على تقديم الدعم اللازم للأشقاء في سوريا وفلسطين، إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين في الأردن.
ونفذ مركز الملك سلمان للإغاثة حتى مايو 2022، نحو 23 مشروعًا في الأردن بقيمة تخطت 11 مليون دولارًا أمريكيًا، شملت قطاعات الأمن الغذائي، والإيواء والمواد غير الغذائية.
التعاون الاقتصادي
تأتي المملكة على رأس الشركاء التجاريين للأردن، وتتعاون معها في مجالات النقل والخدمات والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والتجاري وغيرها.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والأردن 81 مليار ريال (21.6 مليار دولار) في الفترة بين عامي 2016 و2021.
وتجاوز حجم الصادرات السعودية غير النفطية في 2021 حاجز الـ 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار).
وبلغ إجمالي مبيعات البترول الخام السعودي ومشتقاته إلى الأردن 16 مليون برميل في عام 2021م بمعدل 44 ألف برميل يوميًا.
المشروعات المشتركة
دشنت السعودية والأردن مشروع الربط الكهربائي المشترك، بهدف تعزيز الروابط الأخوية بين البلدين وترسيخ العلاقات العميقة.
كما يستهدف المشروع استثمار الإمانات الكبيرة والفرص المتاحة لتعزيز التعاون بينهما في جميع المجالات، ومن بينها الكهرباء.
كم قدم الصندوق السعودي للتنمية حتى مارس 2022، ما يُقدر بـ21 قرضًا تمويليًا، ونفذ بها نحو 19 مشروعًا في قطاعات الطاقة والنقل والمياه والتعليم والصحة والبنية التحتية.
وبلغ إجمالي قيمة المشروعات 1964.86 مليون ريال، إلى جانب إدارة قرض تنموي مقدم من وزارة المالية للإسهام في تمويل تنفيذ مشروع توسعة ميناء العقبة بمبلغ إجمالي مقداره ٨١ مليون ريال.
هذ وتسعى المملكتان إلى مزيد من التطوير في العلاقات بينهما، من خلال تبادل الخبرات والتجارب بما يعود بالنفع على البلدين.
المصدر: واس