انطلقت اليوم الثلاثاء مراسم تشييع جثمان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والذي توفى في حادث تحطم مروحية في منطقة وعرة على الحدود مع أذربيجان قبل يومين.
وأعلنت السلطات الإيرانية، أمس الإثنين، وفاة رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان وعدد من كبار مسؤولي الدولة، بعد ساعات من البحث عن طائرتهم المفقودة بين الجبال.
كيف يتم تشييع الجثامين؟
تبدأ المراسم بصلاة الجنازة في مدينة تبريز الواقعة في شمال غرب البلاد حيث تحطمت الطائرة، وفق ما أعلنه رئيس لجنة التخطيط للجنازة ونائب الرئيس الإيراني للشؤون التنفيذية، محسن منصوري.
وبانتهاء مراسم التشييع، سيتم نقل جثمان الرئيس والضحايا الذين كانوا معه على متن الطائرة وأبرزهم وزير الخارجة حسين أمير عبد اللهيان إلى مدينة “قمم” المقدسة في وسط إيران.
ومن المرجح أن تُنقل الجثامين بعد ذلك إلى ضريح الإمام الرضا التاريخي في طهران، حيث يؤدي خامنئي صلاة الجنازة.
وبعد ذلك سيتم نقل جثمان رئيسي إلى محافظة خراسان في جنوب شرق البلاد، ليتم دفنه بحلول يوم الخميس في مسقط رأسه في مدينة مشهد.
وأعلنت الدولة يوم الأربعاء عطلة رسمية وإغلاق جميع المصالح حتى يكون من السهل تنظيم موكب الجنازة، على أن يستمر الحداد في البلاد لمدة 3 أيام.
لماذا سقطت الطائرة؟
حتى الآن لا توجد أسباب واضحة حول سقوط الطاشرة الرئاسية، ولكن بعض المحليين يُشيرون بأصابع الاتهام إلى إسرائيل.
ولكن المثير للدهشة هو السبب الذي دفع رئيس البلاد ووزير الخارجية وكبار المسؤولين في الحكومة الإيرانية على متن طائرة واحدة بدائية إلى حد كبير.
وتقول تركيا التي أجرت اتصالات بعد العلم بفقدان المروحية، إنها لا تعلم ما إذا كان نظام الإِشارة معطل أو أن الطائرة لم يكن بها نظام إشارة من الأساس.
ولكن رئيس البنى التحتية التركي، أورال أوغلو، قال إنه من السابق لأوانه التعليق على القضية، ولقت إلى أن المؤشرات الأولية تبدو وكأنها حادث بسبب الطقس الضبابي.
وفتحت السلطات الإيرانية تحقيقًا في أسباب تحطم الطائرة من خلال لجنة تضم خبراء وعسكريين، وسيبدأون التحقيق من خلال التوجه إلى موقع تحطم الطائرة.
قلق حول المستقبل
أثارت خسارة رئيسي العديد من المخاوف حول المستقبل السياسي في إيران التي تشهد توترات خارجية وتحديدًا مع إسرائيل خلال الفترة الماضية.
ولكن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، طمأن شعبه في أعقاب الحادث وقال إن الحياة السياسية في البلاد ستسير كما هي ولا داعي للقلق.
وكان خامنئي عيّن محمد مخبر نائب الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في منصب الرئيس المؤقت لحين إجراء انتخابات رئاسية بعد 50 يوم.
وأثارت وفاة رئيسي ردود فعل من الأصدقاء والشركاء لإيران ومن بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الصيني شي جين بينغ، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بيانات أشادوا فيها بإرث رئيسي وأشادوا به باعتباره “صديقًا”.
عن رئيسي
تولى رئيسي رئاسة الجمهورية في عام 2021 بعد فوزه في الانتخابات، وكان واحدًا من أبرز رموز التيار المحافظ المتشدد في البلاد.
وجاء رئيسي خلفًا للرئيس السابق حسن روحاني الذي تم خلال عهده اتفاق 2015 النووي، وهو ما ساهم في رفع العقوبات عن إيران بخصوص أنشطتها النووية، وهو نفس الاتفاق الذي انسحب منه ترامب في عام 2018 وفرض بموجبه عقوبات جديدة على طهران.
وكانت المؤشرات تقول إن رئيسي البالغ من العمر 63 عامًا هو المرشح الأوفر حظًا لتولي منصب المرشد الأعلى خلفًا لخامنئي البالغ من العمر 85 عامًا.
ووصف بوتين، الذي تعتقد الولايات المتحدة أنه يتلقى الدعم من إيران في حربه في أوكرانيا، الزعيم الإيراني بأنه “سياسي بارز” و”صديق حقيقي لروسيا”.
وقال بيان للكرملين إن رئيسي كان له دور كبير في دعم وتطوير العلاقات بين البلدين.
المصدر: CNN