يحرص الآباء على حماية أطفالهم من الآثار السلبية لاستخدام الإنترنت، ويلجأ بعضهم لتقييد وصول الصغار إلى وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الخبراء يؤكدون أن هذا الإجراء قد لا يحل المشكلة، بل عكس العكس من ذلك، قد يأتي بنتائج مغايرة للغرض منه، فا السبب؟
التعامل بحذر أفضل من المنع الكامل
توضّح الأبحاث أن إبعاد الأطفال عن بعض أنواع المحتوى يجعلهم يستخدمون الموارد عبر الإنترنت بشكل أقل، في حين أنهم يحتاجونه للوصول لمعلومات مهمة حول اللياقة البدنية والتغذية والصحة العقلية ودراستهم.
وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة “Global Kids Online”، يميل الأطفال الذين لديهم آباء أقل تقييدًا إلى استخدام الإنترنت في مجموعة من الأنشطة المعلوماتية والإبداعية، بينما يميل أطفال الآباء الأكثر تقييدًا نحو الأنشطة الترفيهية فقط.
وكشفت دراسة أخرى أن القيود منعت الأطفال من استخدام الإنترنت لإنجاز مهام بسيطة مثل الواجبات المنزلية.
وبالإضافة إلى ذلك، في حين يمكن للقيود أن تقلل من تعرض القاصرين للمخاطر على المدى القريب عن طريق إبعادهم عنها، على المدى الطويل، يمكن أن يكون لها عواقب سلبية كبيرة.
يرى الباحثون أن هذا النوع من القيود يعيق تعلم المهارات الأساسية، مثل الوعي المتعلق بالخصوصية والمعرفة الرقمية التي يحتاجها الأطفال لحماية أنفسهم عبر الإنترنت.
واكتشف الباحثون أن المراهقين يريدون أن يكونوا محل ثقة، وبالتالي لا يستجيبون بشكل عام بشكل جيد للتقييد.
في تحليل نوعي لمراجعات تطبيقات أمان الأجهزة المحمولة التي نشرها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و19 عامًا، أعطى 76% منهم تقييمًا بنجمة واحدة للتطبيقات، واصفين هذه التطبيقات بأنها تنتهك خصوصيتهم وتؤثر سلبًا على علاقاتهم مع والديهم.
وفقًا لمجموعة الخبراء، تعد شركات التواصل الاجتماعي ضرورية لتعزيز سلامة الأطفال عبر الإنترنت أيضًا، إذ يمكن من خلالها تزويد الأطفال وأولياء الأمور بمزيد من الأدوات للتحكم في المحتوى والتفاعلات على منصاتهم، مثل ميزة “Threads” الجديدة التي تتيح للمستخدمين تصفية المحتوى بناءً على الكلمات الرئيسية المختارة.
ويدعو خبراء وصناع سياسات وأولياء أمور إلى التركيز على تجهيز الشباب للتنقل عبر الويب بأمان، بدلًا عن مراقبتهم أو تقييد وصولهم للشبكة، اعتقادًا بأن ذلك يوفر لهم الحماية بشكل كامل.
المصادر: