اقتصاد

لماذا أصبحت موانئ السودان محور تنافس إقليمي ودولي؟

في نوفمبر 2020، وافقت روسيا على مشروع اتفاق لإنشاء قاعدة بحرية في ميناء بورتسودان للحفاظ على الأمن الإقليمي، ومؤخراً أعادت الاحتجاجات القبلية في شرقي السودان، واستخدام المحتجين للموانئ كأداة ضغط على الحكومة السودانية.. فما أسباب أهمية موانئ السودان داخلياً وخارجياً؟

يبلغ طول الساحل البحري السوداني أكثر من 1370 ميلاً بحرياً وهو ما يجعله واحداً من أطول السواحل البحرية في العالم. كما يتميز بالشعب المرجانية والجزر والخلجان التي يمكن أن تكون مناسبة لإنشاء موانئ عليها.

وتقول هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إن ميناء بورتسودان الميناء الرئيسي في السودان، يضم عدة موانئ متخصصة هي: الميناء الجنوبي المخصص للحاويات، والميناء الشمالي الذي يستخدم كمنفذ رئيسي لاستيراد السلع الاستراتيجية مثل الوقود والقمح والسكر، وميناء بشائر الخاص بعمليات تصدير نفط دولة جنوب السودان، بالإضافة إلى ميناء سواكن وهو مخصص لنقل المسافرين وصادرات الماشية.

ويعتبر ميناء بورتسودان هو المنفذ البحري الوحيد للسودان، لذلك يحظى أهمية كبيرة على المستوى الداخلي، كذلك فإنه له أهمية كبرى لدى بعض دول شرق إفريقيا الحبيسة مثل إثيوبيا وجنوب السودان، فيما تخطط الحكومة السودانية إلى إقناع دول أخرى مثل تشاد وأوغندا باستخدام الميناء.

ونقلت “بي بي سي” عن الخبير في شؤون القرن الإفريقي عبد المنعم أبو إدريس قوله إن موقع الميناء يمثل قيمة إضافية له، حيث تنبع أهمية الموانئ السودانية من كونها تقع في منتصف المسافة تقريباً بين آسيا وشرق أوروبا ما يجعلها مؤهلة لأن تكون مركزاً لصيانة وتأهيل السفن”، وهو ما يجعلها تحظى بأهمية استراتيجية كبرى، جعلتها محور تنافس بين قوى إقليمية ودولية مختلفة، بهدف تحقيق أهداف سياسية، واقتصادية وأمنية واستراتيجية.

وزادت الأهمية بعد بروز ما يعرف بمكافحة الإرهاب العابر للقارات وحماية أمن البحر الأحمر الذي يعبر منه حوالي 20% من التجارة العالمية، و30% من تجارة النفط.

[two-column]

تنبع أهمية الموانئ السودانية من كونها تقع في منتصف المسافة تقريباً بين آسيا وشرق أوروبا ما يجعلها مؤهلة لأن تكون مركزاً لصيانة وتأهيل السفن”، وهو ما يجعلها تحظى بأهمية استراتيجية كبرى

[/two-column]

وفي نوفمبر من العام الماضي، وافق رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين على مشروع اتفاق لإنشاء قاعدة بحرية روسية في ميناء بورتسودان للحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وقد وافقت الحكومة السودانية على إقامة القاعدة في منطقة فلمنجو الإستراتيجية وبدأ الروس فعلياً بعمليات إنشاء القاعدة.

غير أن المشروع توقف بعد أيام من وصول بارجة أمريكية إلى ميناء بورتسودان في منتصف يونيو 2021، فيما بررت الخرطوم توقف المشروع بأن الاتفاقية لم تتم المصادقة عليها من قبل البرلمان الذي لم يشكل بعد.

وخلال عهد الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، منحت الحكومة السودانية ميناء سواكن لتركيا من أجل تأهيله بعد زيارة شهيرة قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزيرة في ديسمبر 2017.

ويرى الخبير الاستراتيجي اللواء متقاعد أمين مجذوب أن الموانئ السودانية وبموقعها الإستراتيجي المميز لن تنجو مما وصفها بحرب الموانئ، مشيراً إلى التنافس الإقليمي والدولي على الموانئ السودانية.