علوم

أبو الثورة الخضراء.. كيف أنقذ نورمان بورلاوج الملايين من الموت جوعًا؟

في عام 1970 حصل المهندس الزراعي الأمريكي نورمان بورلاوج على جائزة نوبل للسلام، لعمله وجهوده الهادفة على مدار سنوات إلى إطعام عالم جائع.

على الرغم من كونه عالمًا له مساهمات بارزة، ربما كان أعظم إنجاز للدكتور بورلاوج هو كفاحه الذي لا ينتهي لدمج مختلف تيارات البحوث الزراعية في تقنيات قابلة للتطبيق وإقناع القادة السياسيين بتحقيق هذه التطورات.

الثورة الخضراء

قاد بورلاوج ما يُعرف بالثورة الخضراء لزيادة إنتاج الحبوب الغذائية، خاصة القمح والأرز، وكان ذلك في جزء كبير منه بسبب إدخال أصناف جديدة عالية الإنتاجية إلى البلدان النامية، بدءًا من منتصف القرن العشرين.

وفي محطة أبحاث في كامبو أتيزابان، طور بورلاوج سلالة قصيرة الساق من القمح، أدت إلى زيادة إنتاجية المحاصيل بشكل كبير، في السابق، كانت أصناف القمح الطويلة تنكسر تحت وطأة الرؤوس إذا تم زيادة الإنتاج باستخدام الأسمدة الكيماوية.

كان قمح بورلاوج قصير الساق قادرًا على تحمل الوزن الزائد للرؤوس المخصبة وكان عنصرًا أساسيًا في الثورة الخضراء في البلدان النامية، وقد تضاعف إنتاج القمح في المكسيك 3 أضعاف بسبب هذا النوع وغيره من الأصناف.

بعد نجاح بورلاوج في المكسيك طلبت الحكومتان الهندية والباكستانية مساعدته، وبدعم من مؤسسة روكفلر ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بدأ بورلاوج  ثورته الزراعية في آسيا.

إنقاذ الملايين من المجاعة والموت

مواجهة الهند وباكستان لنقص الغذاء بسبب النمو السكاني السريع، كان استيراد قمح بورلاوج القزم في منتصف الستينيات مسؤولًا عن زيادة بنسبة 60% في المحاصيل هناك، ما ساعد كلا البلدين على تحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي. وتشير التقديرات إلى أن عمله في البلدان النامية، وخاصة في شبه القارة الهندية، أنقذ ما يصل إلى مليار شخص من المجاعة والموت.

استخدم آخرون أساليب بورلاوج لتطوير أصناف جديدة من الأرز عالي الإنتاجية، وقد أدت زيادة الإنتاجية الناتجة عن سلالات بورلاوج  الجديدة إلى تمكين العديد من البلدان النامية، على الرغم من أن استخدامها كان يتطلب كميات كبيرة من الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية.

مناصب وتكريمات لنورمان بورلاوج

شغل بورلاوج منصب مدير برنامج البلدان الأمريكية للمحاصيل الغذائية (1960-1963) ومديرًا للمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح في مكسيكو سيتي، من عام 1964 إلى عام 1979.

وفي عام 1986، أنشأ المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح في مكسيكو سيتي جائزة الغذاء العالمية لتكريم الأفراد الذين ساهموا في تحسين توافر الغذاء وجودته في جميع أنحاء العالم.

نظرًا للطلب المستمر عليه كمستشار، عمل بورلاوج في العديد من اللجان والهيئات الاستشارية المعنية بالزراعة والسيطرة على السكان والموارد المتجددة.

بالإضافة إلى جائزة نوبل للسلام، حصل الدكتور نورمان بورلاوج على اعتراف واسع النطاق من جامعات ومنظمات في 6 دول: كندا والهند والمكسيك والنرويج وباكستان والولايات المتحدة.