اتخذ التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بُعدًا آخرًا بعد أن رد نتنياهو على التلويح الأمريكي بشأن حجب المساعدات العسكرية بسبب العملية المزمعة في غزة.
كيف رد نتنياهو؟
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الخميس، في رد غير مباشر على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن قطع المساعدات، إن الإسرائيليين مستعدون للقتال “بأظافرهم”، وفق رويترز.
وأضاف في بيان بالفيديو: “إذا كان علينا أن نقف وحدنا، فسنقف وحدنا”، دون أن يشير على وجه التحديد إلى الإعلان الأمريكي.
وتابع: “ولكن لدينا ما هو أكثر بكثير من أظافرنا، وبهذه القوة الروحية، وبعون الله، سننتصر معًا”.
خلافات حول خطة الهجوم
وشرعت إسرائيل في اجتياح مدينة رفح الجنوبية في قطاع غزة، بعد تهديدات طويلة بشن عملية برية بهدف القضاء على مقاتلي حماس وتحرير الرهائن الإسرائيليين.
وتمكنت قوات الاحتلال من السيطرة على معبر رفح البري، وهو الطريق الوحيد لدخول المسعدات الإنسانية إلى القطاع المتداعي.
وكانت خطة الهجوم محل خلاف مع الولايات المتحدة – الداعم الأكبر لها منذ بداية الحرب – خصوصًا وأن غزو رفح يُهدد بكارثة إنسانية إذا إنها أكبر منطقة تضم مدنيين في القطاع حتى الآن بعد نزوح أكثر من مليون شخص خلال الشهور السبعة الماضية.
وخلال الأسبوع المنصرم، أبلغت القوات الإسرائيلية السكان في رفح بضرورة إخلاء مواقعهم من خلال رسائل الهاتف والمكالمات ومنشورات باللغة العربية.
وتقول إدارة بايدن إنها لا تستطيع أن تدعم غزوًا كبيرًا لرفح، في ظل عدم وجود خطة واضحة لحماية المدنيين من غير المقاتلين.
وفي نفس الوقت ترى إسرائيل أن النصر في حربها التي شنتها على القطاع منذ أكثر من 200 يوم، مرهون بالسيطرة على رفح.
ويوم الأربعاء الماضي، أعلن بايدن أنه تم منع شحنة من القنابل الجوية التي كان من المفترض أن تتجه إلى إسرائيل، وقال إنه جزء من تحذير إلى الإسرائيليين بشأن الذهاب إلى رفح.
ولكن حكومة نتنياهو لم تُبد أي تعليقات على هذا القرار.
رأب صدع العلاقات
وأعرب نتنياهو عن أمله في أن يتمكّن من حل خلافاته مع الإدارة الأمريكية، مؤكدًا إنه سيفعل ما يلزم لحماية بلاده.
وقال نتنياهو خلال مداخلة في برنامج ” دكتور فيل برايمتايم” في التليفزيون الأمريكي، إن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة شهدت الكثير من الخلافات على مر تاريخها، ودائمًا تمكنا من التغلب عليها.
من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في خطاب له إنه يقول لأعداء إسرائيل وأفضل أصدقائها بأنه لا يمكن إخضاع دولة إسرائيل، مؤكدًا أن دولته المزعومة ستقف قوية وتحقق أهدافها.
وأضاف: “وسنضرب حزب الله (اللبناني) وسنحقق الأمن”.
وأعرب غانتس عن تقديره لما وصفه الجيش الإسرائيلي بالدعم والإمدادات الأمريكية غير المسبوقة في الحرب.
وبالتوازي مع النزاع العلني، تحاول الولايات المتحدة رعاية المحادثات التي تتم بوساطة مصرية وقطرية بين إسرائيل وحماس والتي من شأنها إطلاق سراح بعض الرهائن.
وقال كبير المتحدثين العسكريين الإسرائيليين الأدميرال، دانييل هاغاري، في مؤتمر صحفي إن القوات المسلحة لديها ذخائر كافية لرفح “والعمليات الأخرى المخطط لها”.
وحاليًا تقوم وزارة الخارجية الأمريكية بمراجعة استخدام إسرائيل و6 دول أخرى للأسلحة، في صراعات مختلفة تشارك بها.
ومن المتوقع أن يقدم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تقريرًا إلى الكونغرس، اليوم الجمعة، ينتقد سلوك إسرائيل في غزة، وما إذا كانت تنتهك القانون الإنساني الدولي، ولكنه لم يصل إلى حد الاستنتاج أنها انتهكت شروط استخدام الأسلحة الأمريكية، وفق موقع “أكسيوس”.
رد فعل الداخل الأمريكي على قرار بايدن
تسبب قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإيقاف شحنة الأسلحة لإسرائيل في ردود فعل مختلفة من قبل الجمهوريين والديمقراطيين.
وكان زعيم الديمقراطيين في الكونغرس، تشاك شومر، هو الأقل حدة في انتقاد إدارة بايدن، والذي قال إن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل قوية، ولدي ثقة بإدارة بايدن.
فيما قال زعيم الجمهوريين في الكونغرس، ميتش ماكونيل، إن بايدن انحنى للضغوطات الداخلية من قاعدة حزبه المناهضة لإسرائيل.
وأضاف ماكونيل: “قرار بايدن سيثير شهية اليسار داخليًا، ويعزز جرأة إيران خارجيًا”.
وقال السيناتور الديمقراطي في الكونغرس، تيم كين: “أحث إدارة بايدن على الحذر من ثقل الأٍلحة إلى إسرائيل”.
وقالت السيناتور الجمهوري في الكونغرس، ليندسي غراهام، إن وقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل هو أمر شديد الخطورة”.
المصدر: رويترز