تتعرض الأذن والسمع لمخاطر يومية بسبب الضوضاء الصاخبة التي نتعرض لها داخل وخارج المنزل، ما قد ينتج عنها أضرار دائمة.
وبخلاف الصخب اليومي، قد يؤدي التعرض للضوضاء المفرطة مرة واحدة إلى فقدان السمع الدائم، لأن الموجات الصوتية تدخل إلى الأذن وتتسبب في تلف الهياكل الدخلية الحساسة.
ونتيجة ذلك يعاني الشخص مشكلات على المدى القصير، وقد تكون دائمة بسبب التعرض الدائم والمنتظم لتلك الضوضاء.
مقدار الصوت الذي تتحمله الأذن
في عام 1974، حددت وكالة حماية البيئة الأمريكية مقدار الضوضاء التي يمكن أن يتحملها الشخص لمدة 24 ساعة وهي 70 ديسيبل، وهي وحدة قياس ارتفاع الأصوات.
وفي عام 1999، خلصت المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن الضوضاء المجتمعية إلى أن مستوى الصوت البالغ 70 ديسيبل و أقل لا يؤثر على السمع عند 95% من الأشخاص.
ووفق تلك التوجيهات يجب ألا يتعرض البالغون إلى أصوات مفاجئة أعلى من 140 ديسيبل وهي ذروة ضغط الصوت عند البالغين، و120 ديسيبل عند الأطفال.
كيف يمكن اكتشاف تلف الأذن؟
توجد مجموعة من الأعراض الدالة على تلف الأذن وعادة ما تكون مصاحبة للتعرض إلى ضوضاء شديدة ومنها:
فقدان السمع المؤقت
من اسمها هي حالة مؤقتة تحدث نتيجة التعرض لضوضاء شديدة، وينتج عنها سماع أصوات مكتومة أو وجود صعوبة في فهم الأشخاص عند التحدث، وغالبًا ما يتعافى الشخص منها خلال أيام.
طنين الأذن
قد يكون طنين الأذن حالة مؤقتة أو دائمة، ويشعر الشخص خلالها بأزيز أو هدير في أذنيه أو إحداهما ويكون أيضًا نتيجة التعرض لضوضاء عالية.
السمع الحاد
تزداد فيها حساسة الأذن تجاه الأصوات، وتبدو فيها الأصوات عالية وغير مريحة وأحيانًا لا تُطاق.
الألم أو الانزعاج
قد تتسبب الضوضاء العالية في ألم بالأذن وانزعاج يدفع الشخص للابتعاد عن مصدر الصوت الصاخب.
امتلاء الأذن
هو شعور بالضغط يشابه ذلك الذي نشعر به عند تغير الضغط خلال السير بين الجبال أو الإقلاع أو الهبوط على متن طائرة.
صعوبة الكلام
هو عرض ناتج عن فقدان السمع الدائم، بسبب تعرض الأذن الداخلية لأضرار بسبب الضوضاء العالية.
مشكلات التوازن
تحدث نتيجة تأثر الأذن الداخلية نتيجة الضوضاء العالية، وأحيانًا تتسبب في دوخة.
هل يمكن أن تشفى الأذن بعد التضرر؟
في أغلب الحالات تتعافى الخلايا الشعرية في الأذن وتعود إلى حالتها الطبيعية، ولكن حال التعرض إلى ضوضاء قوية فإنها قد تترك أثرًا دائمًا.
كما أن طبلة الأذن المسؤولة عن نقل اهتزازات الصوت إلى مراكز السمع قادرة على إصلاح التلف من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة، ولكن في بعض الأحيان قد تتطلب تدخل جراحي لإجراء رقعة.
وفيما يخص الأعصاب، فقد تتضرر أيضًا بسبب الضوضاء ما ينتج عنها طنين الأذن وفقدان السمع المؤقت، ولكن إذا أصيب العصب السمعي بتلف، فمن المرجح أن يظل على هذه الحالة بشكل دائم.
كم من الوقت تحتاج الأذن للشفاء من أعراض الضوضاء؟
يتوقف الوقت على حجم الضوضاء التي تعرض لها الشخص وحجم الضرر الناتج عنها.
وكمثال إذا كان الضرر مجرد طنين ناتج عن حضور حفل موسيقى في المساء، فعلى الأغلب سيعود السمع إلى طبيعته في صباح اليوم التالي دون أن يترك أثرًا.
وإذا كان الضجيج مرتفعًا بشكل خاص مثل انفجار، أو إطلاق نار بالقرب من الأذنين، أو ضجيج أعمال البناء، فقد يستغرق الأمر يومًا أو أكثر حتى يصبح السمع “طبيعيًا” مرة أخرى.
وبشكل عام فإن التعرض لأصوات تبلغ شدتها 120 ديسيبل يمكن أن تتسب في أضرار مباشرة وفورية في الأذنين، وإذا كان الشخص يتعرض بانتظام إلى مستويات 70 ديسيبل لفترات طويلة ومنتظمة فقد تؤدي إلى تلق الهياكل السمعية في الأذن.
المصدر: Regainhearing/ cdc