غيرّت حماس المشهد بعدما وافقت على وقف إطلاق النار ضمن مقترح هدنة من مصر وقطر، وفرضت الغموض بالنسبة لإسرائيل على ما سيحدث خلال الأسابيع المقبلة.
وكانت إسرائيل تعتقد أن حماس سترفض مقترح الهدنة، وهو ما سيمنحها الضوء الأخضر في المضي قدمًا في خطة اجتياح رفح.
ولكن موقف حماس خلط الأوراق، وتراه إسرائيل بأنه “خدعة” لإظهارها بأنها الجانب الذي يرفض الاتفاق، وفق ما نقلته سي إن إن عن مسؤول إسرائيلي.
ووصف الأميركيون الذين يعارضون تنفيذ أي هجمات برية في رفح اقتراح الهدنة بأنه “سخي بشكل استثنائي”.
وتخشى الولايات المتحدة أن يتسبب اجتياح رفح في المزيد من الضحايا من المدنيين.
وكانت إسرائيل تتخذ من رفض حماس السابق لأي مقترح لوقف إطلاق النار كذريعة للاستمرار في عمليتها من أجل القضاء على مقاتلي حماس وتحرير الرهائن.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، لنظيره الأميركي أكثر من مرة إنه لا يوجد بديل.
لماذا ترفض إسرائيل الهدنة؟
تقول إسرائيل إن الشروط الموجودة ضمن مقترح وقف إطلاق النار بعيدة كل البعد عن مطالبها.
وعلى الرغم من ذلك قالت إنها سترسل وفدها اليوم إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات من أجل الرهائن.
وسيطرت إسرائيل صباح اليوم الثلاثاء، على معبر رفح في غزة بعد ساعات من موافقة حماس على الهدنة.
خيار صعب
بات نتنياهو اليوم أمام خيار صعب، خصوصًا في ظل الضغط من اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم والذين يطالبون باحتلال رفح بالكامل، وهددوا بإسقاط حكومته إذا لم يمتثل لذلك.
وفي نفس الوقت تضغط الولايات المتحدة التي تقدم كامل الدعم لإسرائيل منذ بداية الحرب، وأسر الرهائن الإسرائيليين من أجل قبول الهدنة والعدول عن فكرة الهجوم على رفح.
وتظاهر المئات من أهالي الرهائن في شوارع الأراضي المحتلة من أجل إجبار حكومة نتنياهو على قبول الصفقة.
ووضعت حماس نتنياهو في موقف صعب، فإذا طالبه بايدن بقبول الصفقة سيكون أمام خيارين إما أن يختار بقاء حكومته والدعم الحيوي الأمريكي لإسرائيل.
كما أن قبول وقف إطلاق النار من إسرائيل يعني أن نتنياهو لم يحقق النصر الذي وعد به وأقسم على تحقيقه.
المصدر: BBC