فن

خادم الحرمين يوجّه بإطلاق اسمه على أحد طرق الرياض.. من هو الأمير بدر بن عبدالمحسن؟

وكان آخر ما كتبه الأمير بدر بن عبدالمحسن، أبيات شعري عن الموت يقول فيها: "الناس ما همَّها ظروفكْ.. كود الذي يحزن لغمّكْ.. وإن شلت حملك على كتوفكْ.. بتموت ما أحدٍ ترى يمّكْ"

وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بناءً على ما رفعه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- بإطلاق اسم صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- على أحد طرق مدينة الرياض.

يقع طريق الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز غرب جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، ويحدّه شمالاً طريق الملك سلمان وجنوباً طريق الثمامة، ويأتي القرار تقديراً للدور الوطني الفاعل للأمير الراحل، وتثميناً لتجربته الشعرية التي تمثل مدرسة فريدة جددت القصيدة النبطية، وكان لها أثر بالغ في الأدب السعودي والعربي.

مولده ونشأته

ولد الأمير بدر بن عبدالمحسن في مدينة الرياض عام 1949، ونشأ في بيت علم وأدب، حيث كان والده الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز شاعرًا مبدعًا ومحبًا للعلم والأدب.

درس الأمير بدر مراحل دراسته الابتدائية بين المملكة العربية السعودية ومصر، والمتوسطة في مدرسة الملكة فيكتوريا بالإسكندرية، والثانوية في المملكة العربية السعودية. كما واصل تعليمه العالي في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

تأثر الأمير بدر خلال تنقلاته بين مختلف البلدان بالعديد من الرواد والأدباء والمفكرين وعمالقة الفن، مثل الشاعر أحمد رامي، والفنان محمد عبد الوهاب، والملحن محمد الموجي، وغيرهم الكثير.

رحلته في خدمة الأدب والشعر

في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات، تولى الأمير بدر رئاسة الجمعية السعودية للثقافة والفنون، حيث أحدث نقلة نوعية في عملها وساهم بشكل كبير في تطويرها والارتقاء بها.

تنوعت قصائد الأمير بدر بن عبدالمحسن لتشمل العديد من المواضيع، من الوطنية التي تغنى بحب المملكة العربية السعودية ودول الخليج، إلى الغزل والوجدانيات والتأملات والرثاء.

من أهم إنجازات الأمير بدر بن عبدالمحسن هو تأليفه لعملين أوبراليين لمهرجان الجنادرية، الأول هو “وقفة حق” في عام 1992، والثاني هو “فارس التوحيد” في عام 1994. وقد نال جائزة مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون.

تميز أسلوب الأمير بدر الشعري بالبساطة والعمق، حيث كان يجمع بين جزالة اللغة العربية وجمال التعبير وروعة التصوير.

ترك الأمير بدر بن عبدالمحسن إرثًا أدبيًا ثريًا، تمثل في ثلاثة دواوين شعرية هي: “ما ينقش العصفور في تمرة العذق” و”رسالة من بدوي” و”لوحة ربما قصيدة”.

رحيل الأمير 

توفي الأمير الشاعر، بدر بن عبدالمحسن اليوم السبت 4 مايو 2024، عن عمر يناهز الـ75 عاما.

وكان آخر ما كتبه الأمير بدر بن عبدالمحسن، أبيات شعرية عن الموت يقول فيها: “الناس ما همَّها ظروفكْ.. كود الذي يحزن لغمّكْ.. وإن شلت حملك على كتوفكْ.. بتموت ما أحدٍ ترى يمّكْ”

رحل الأمير بدر بن عبدالمحسن تاركًا وراءه فراغًا كبيرًا في الساحة الشعرية العربية، لكن إبداعه وأشعاره ستبقى خالدة في ذاكرة محبيه.