سياسة أحداث جارية

المفاوضات باتت الفرصة الأخيرة لحماس وإسرائيل في حرب غزة

كشف الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية، الدكتور بشير عبدالفتاح، كيف أصبحت المفاوضات هي الفرصة الأخيرة لكلا من حماس وإسرائيل في الحرب الدائرة في غزة.

وقال عبد الفتاح خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: “عندما أخفقت الجولات الست الماضية في تحقيق اختراق، لكن هناك ضغوط أمريكية أكبر تمارس على نتنياهو وعلى حكومته هذه المرة بفعل ارتباكات في الداخل الأمريكي، مثل انتفاضة الطلاب الآن وانضمام حركة غير ملتزم إليها من أجل الضغط على إدارة بايدن لتغيير المواقف بشأن الحرب في غزة”.

وأضاف: “علاوة على ذلك هناك في الداخل الإسرائيلي تظاهرات حاشدة لأُسر الأسرى تطالب بضرورة عقد صفقة والموافقة على أي صفقات مطروحة حاليًا”.

وتابع عبد الفتاح: “ومن ثم يجد نتنياهو نفسه أمام ضغوط داخلية وخارجية غير مسبوقة، وهو مُلاحق وقيادات عسكرية أخرى من قبل المحكمة الجنائية الدولية، جراء التورط في ارتكاب جرائم حرب، وهناك توقعات بأن تتم ملاحقتهم قضائيًا أو توقيفهم إذا ما سافروا إلى الخارج”.

ماذا عن حماس؟

يقول عبد الفتاح إن هناك ضغوطًا على الحركة، أبرزها ازدياد الضغط الشعبي على قطاع غزة بسبب طول أمد المعارك – 7 أشهر حتى الآن – وزيادة المعاناة مع تشدد حماس في مواقفها بما يعطل أي صفقة محتملة.

وأضاف: “أيضًا نتنياهو يضغط بورقة رفح ويهدد باجتياحها، بل إن العمليات بدأت بالفعل بشكل متقطع، فضلًا عن أن حركة حماس تبحث عن ملاذات بديلة لقطر ولا تزال المشكلة في إيجاد البديل بين الأردن أو تركيا أو عُمان أو غيرها”.

وتابع: “ومن ثم نحن بصدد حالة تفاوضية جديدة يعاني فيها الطرفان المتنازعان من ضغوط داخلية وخارجية بعد استنفاد الوسائل العسكرية”.

واستكمل الباحث السياسي: “إسرائيل ذهبت بعيدًا في العدوان والجرائم، وكذلك حماس بدأت في استنفاد طاقاتها، ولذلك الجلوس على مائدة المفاوضات يبدو فرصة أخيرة للطرفين”.

وأوضح: “ولكن إعلان نتنياهو بأنه سيغزو رفح بغض النظر عن التوصل إلى صفقة من عدمه، جاء ليخلط الأوراق مجددًا ويطرح تساؤلات بشأن احتمالية إتمام الصفقة”.

مفاوضات متفائلة في القاهرة

وأشار عبد الفتاح إلى أن الأمور كانت تمضي بشكل جيد للغاية والقاهرة أعربت عن تفاؤلها بأنه خلال ساعات أو أيام قليلة مقبلة سنشهد توقيع الصفقة، كما أبدى الجانب الأمريكي أيضًا تفاؤلًا، ولكن جاء تصريح نتنياهو ظهر اليوم ليخلط الأوراق، بحسب قوله.

وقال: “حركة حماس الآن ستصبح أكثر تشددًا وستقول من يضمن لنا أن العمليات العسكرية لن تُستأنف مجددًا، كما أن اجتياح رفح سيولد خسائر بشرية هائلة في صفوف الفلسطينيين، بينما كان هناك رهان على أن عقد الصفقة سيعطل اجتياح رفح”.

وتابع: “وكذلك أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي بأن التوصل إلى صفقة يعني إرجاء عملية رفح، أما إعلان نتنياهو الآن فقد جاء بعد تهديدات من أحزاب اليمين الديني المتطرف المتصهين، والتي هددت بأنه حال توقيع الصفقة وعدم اجتياح رفح سينسحبون من الحكومة بما يهدد بقاء نتنياهو في السلطة المتمع بالحصانة ومن ثم يتعرض إلى المساءلة والمحاسبة وربما السجن”.

دور محوري للرياض

وقال عبد الفتاح إننا لا نبالغ عند القول بأن الرياض تلعب دورًا محوريًا في هذا المضمار بالتنسيق مع القاهرة، لأنه من بين أهداف جولة وزيارة بلينكن للمملكة هذه المرة هو إقناع الجانب السعودي بإبداء مرونة أكبر فيما يخص احتمالات عقد اتفاق سلام مع إسرائيل في محاولة لدمج إسرائيل واستيعابها في المنطقة.

وأضاف: “من المعروف أن الإسرائيليين والأمريكيين يعولون كثيرًا على احتمالية إحداث اختراق في التقارب مع الرياض، لكن الموقف الصلب والراسخ للمملكة بشأن ربط أي تقارب مع إسرائيل بإقامة الدولة الفلسطينية ووقف هذا العدوان هو الذي أجبر الأمريكيين على مباشرة الضغوط على نتنياهو”.

وتابع عبد الفتاح: “حتى أن توماس فريدمان الكاتب الأمريكي اليهودي المقرب من دوائر السلطة في أمريكا، كتب اليوم قائلًا إنه على حكومة نتنياهو أن تفاضل ما بين الرياض ورفح، إذا أرادت أن تتقارب مع الرياض عليها أن توقف العدوان وتمضي في طريق حل الدولتين، أما إذا مضت في طريق رفح فستزداد عزلتها وتمضي بعيدًا عن العرب والرياض”.

وأكد: “لذلك أتصور أن الضغط العربي كان له دورًا محوريَا في دفع الجولة السابعة لبلينكن ومحاولة الضغط على إسرائيل لتمرير هذه الصفقة وإبداء مرونة، لكن يبدو أن حسابات نتنياهو السياسية ورغبته في البقاء في السلطة، حتى لا يحاسب أو يحاكم بسبب جرائم فساد هي التي دفعته للرضوخ لتهديدات سموتريتش وبن غفير اللذين يمثلان أحزاب اليمين المتطرف الذي يرفض إلغاء عملية رفح أو عقد صفقة مع الفلسطينيين”.

المصدر: قناة الإخبارية