في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران على إسرائيل، والذي تم إحباطه بالكامل تقريباً، بدا أن الشرق الأوسط قد أفلت من رصاصة، حسب مقال نشرته مجلة فورين أفيرز الأمريكية.
وتقول الكاتبة سوزان مالوني في مقالها المطوّل: “إن الوابل الذي أطلقته إيران بأكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ يمكّن قيادتها من المطالبة بالانتقام بعد اغتيال إسرائيل لسبعة من كبار قادة الحرس الثوري في الأول من أبريل”.
الحرب بين إسرائيل وإيران
تضيف: “وفي الوقت نفسه، يمكن للإسرائيليين أن يستمتعوا بالنجاح التشغيلي الاستثنائي لأنظمة الدفاع الجوي المتطورة في البلاد، والتي تعززها مجموعة رائعة من طياري الجيوش الأمريكية والبريطانية والفرنسية والأردنية، الذين ساعدوا في ضمان عدم ضرب إيران لأي هدف إسرائيلي”.
وتذكر الكاتبة أنه :من المؤكد أن واشنطن تأمل أن يكون هناك الآن هدوء في الصراع الإيراني الإسرائيلي. لقد أدت ستة أشهر من الحرب المرهقة والظروف الإنسانية الصعبة في قطاع غزة إلى إجهاد السياسة الداخلية الأمريكية وسعة النطاق الترددي لصانعي القرار، وبالتالي ليس لدى واشنطن رغبة كبيرة في معالجة أزمة أخرى”.
وتتابع: “ولهذا السبب، في أعقاب الضربات الفاشلة، حث الرئيس الأمريكي جو بايدن الإسرائيليين على “أخذ النصر” و”إبطاء الأمور والتفكير مليا” في أي عمل انتقامي قد يؤدي إلى حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط”.
صراع أوسع
وتشير الكاتبة إلى أنه “من شأن صراع أوسع أن يكون له سلسلة من العواقب المدمرة على المنطقة والعالم. فمن شأنه أن يؤدي إلى تفاقم العنف والنزوح في جميع أنحاء المنطقة، ونسف التقدم نحو التطبيع العربي الإسرائيلي، وتوليد اضطرابات اقتصادية كبيرة ذات آثار بعيدة المدى”.
وتذكر أنه من أجل تجنب مثل هذه الكارثة سيتطلب أن تستخدم واشنطن مواردها الدبلوماسية والعسكرية التي لا مثيل لها بطرق ترددت في نشرها حتى الآن. ويجب عليها أن تضغط من أجل وقف القتال في غزة – الأمر الذي من شأنه أن يحرم إيران من الأسباب لمواصلة مهاجمة إسرائيل – وأن تهدد طهران بشكل جدي لردعها عن المزيد من الانتقام، وفق ما تقول.
وتتابع: “قد لا تكون واشنطن سعيدة باتخاذ هذه الإجراءات، لكن ليس لديها خيار آخر. إن إدارة بايدن، مهما كانت محاصرة، هي وحدها القادرة على تجنب التصعيد الكارثي”.
معضلة أمريكا
حاول الرئيس بايدن جاهداً تخليص الولايات المتحدة من صراعات الشرق الأوسط. لقد عمل على استكمال محور واشنطن الذي حاولت منذ فترة طويلة التركيز على آسيا، وركز بشكل كبير على مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها من الغزو الروسي.
كما هرع إلى الدفاع عن إسرائيل بعد 7 أكتوبر ، لكن البيت الأبيض ضغط بقوة من أجل إنهاء الحرب في غزة خلال الأشهر القليلة الماضية. تقول الكاتبة: “من المؤكد أن بايدن لا يريد أن يضطر إلى مواجهة المزيد من الاضطرابات في المنطقة، خاصة في خضم الانتخابات الأمريكية المشحونة، والتي برزت فيها سياسات سياسة الشرق الأوسط بطرق دراماتيكية”.
تضيف: “يمكن لبايدن أن يبدأ بتضخيم تحذيره لطهران والتوضيح أن المحاولات المستقبلية لمهاجمة إسرائيل ستقابل بردود فعل انتقامية أمريكية. وعليه أن يوضح أن واشنطن سترد على الهجمات على شركائها وستبني على النجاح في إحباط الضربات الإيرانية لتعميق التكامل الأمني الإقليمي”.
تتابع: “بالإضافة إلى ذلك، يجب على بايدن أن يستثمر رأس المال السياسي الغزير الذي راكمه مع إسرائيل منذ 7 تشرين الأول لتحويل نهج البلاد تجاه الحرب في غزة بشكل هادف بعيداً عن اللامبالاة، أو ما هو أسوأ من ذلك، تجاه حياة المدنيين الفلسطينيين ومستقبلهم”.
وتذكر: “وبدلاً من ذلك، يتعين على القادة الإسرائيليين أن يعطوا استراتيجية مصممة ليس فقط للقضاء على حماس، بل وأيضاً لضمان الحكم الرشيد والأمن في أعقاب ذلك. لقد حان الوقت لكي تدرك إسرائيل والولايات المتحدة أن الأزمة الإنسانية وفراغ الحكم في القطاع يقوضان الجهود المشروعة التي تبذلها إسرائيل لإزالة حماس من السلطة، وأن الأزمة توفر فرصة لطهران”.
اقرأ أيضاً: