تزايدت المخاوف من توسّع الصراع في منطقة الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية، خصوصًا بعد الهجمات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل مطلع الأسبوع الجاري.
كانت إيران أطلقت أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة على الأراضي المحتلة استهدفت مناطق عسكرية، وقالت تل أبيب إنها نجحت في صد 99% منها.
وفي أعقاب الهجمات، دعا زعماء العالم إلى ضرورة ضبط النفس، معربين عن قلقهم من احتمالية نشوب صراه طويل الأمد في المنطقة التي تعاني بالفعل بسبب الحرب على غزة.
وشنت طهران هذا الهجوم ردًا على استهداف غارة إسرائيلية لقنصليتها في دمشق في وقت سابق هذا الشهر، والتي أودت بحياة 16 ضابطًا إيرانيًا من بينهم جنرالات بارزة.
وفي المقابل أعلنت إسرائيل أنها سترد على الهجمات الإيرانية، ولكن حتى الآن لم تضح الطريقة التي ستتبعها في الرد أو توقيته.
ولكن كيف كان رد فعل زعماء العالم على الهجوم؟
التزام بدعم إسرائيل
أدان الرئيس الأمريكي جو بايدن الهجوم الإيراني، وجدد دعمه الكامل لإسرائيل في مواجهة أي هجمات، من أجل لحماية أمنها.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تخشى فيه الولايات المتحدة من أن يجر نتنياهو المنطقة إلى حرب إقليمية، وفق ما نقلته شبكة إن بي سي نيوز عن أشخاص قريبين من البيت الأبيض.
بداية لحرب عالمية ثالثة
من جانبه وصف الرئيس الكولومبي، جوستافو بيترو، الهجمات والرد المتوقع عليها بأنها بداية لحرب عالمية ثالثة، داعيًا إلى الالتزام الفوري بالسلام.
وقال بيترو: “إن دعم الولايات المتحدة للإبادة الجماعية أشعل العالم، الجميع يعرف كيف تبدأ الحروب، ولا أحد يعرف كيف تنتهي”.
فيما أعرب الرئيس الأرجنتيني عن دعم بلاده لدولة الاحتلال في الدفاع عن نفسها، وكذلك عن تضامنه والتزامه الثابت تجاه إسرائيل بعد هجمات إيران.
وقف التصعيد
وفي أوروبا، وجه الزعماء والقادة انتقادات واسعة للهجمات الإيرانية، وتعهدوا بالعمل على تهدئة الأوضاع.
وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن إدانته للهجوم، واصفًا إياه بأنه يهدف إلى زعزعة أمن المنطقة.
وقال ماكرون إنه يعمل مع الشركاء والحلفاء الدوليين من جل وقف التصعيد وإحلال السلام.
بدورها نقلت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إدانة بلادها للهجمات الإيرانية على إسرائيل، محذرة من جر المنطقة إلى فوضى جراء هذا الصراع.
ووجهت بيربوك رسالتها لإيران ووكلائها بضرورة وقف الهجمات، معلنة في الوقت ذاته تضامن بلادها الكامل مع إسرائيل.
وعلى نفس النهج، أدان رئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك، الهجوم “المتهور” من قبل إيران باتجاه إسرائيل، قائلًا إن بلاده ستواصل الدفاع عن أمن إسرائيل.
وقال سوناك إن إيران تسعى لإثارة الفوضى في المنطقة، وهو ما يدفع بلاده إلى التدخل لمنع التصعيد وإعادة الاستقرار.
كانت فرنسا والمملكة المتحدة شاركتا في اعتراض بعض الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، من خلال قواعدها في الشرق الأوسط.
ضبط النفس
أعربت السعودية على لسان وزارة خارجيتها عن قلقها البالغ إزاء التصعيد في المنطقة، وخطورة تداعياته.
وحثت المملكة مجلس الأمن على التدخل لوقف التصعيد الذي سيجر المنطقة إلى المزيد من الصراعات.
ومن جانيها دعت مصر إلى المزيد من ضبط النفس، لتجنيب المنطقة وشعوبها من ويلات عدم الاستقرار والتوتر.
وأوضحت مصر أن التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإيرانية الإسرائيلية، ما هو إلا تطور طبيعي لاستمرار الحرب في غزة، وهو ما حذرت منه القاهرة مرارًا.
توسيع للصراع في غزة
وفي آسيا، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، إن بكين تعرب عن قلقها من تصعيد الصراع في المنطقة، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
وأضاف المتحدث أن التطور الإيراني الإسرائيلي نتيجة طبيعية لاستمرار الحرب على غزة.
وأشار إلى أن الصين تلعب دورًا لحث الدول ذات النفوذ لتحجيم الصراع ودعم الاستقرار في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الياباني، يوكو كاميكاوا، إن بلاده ”تشعر بقلق عميق إزاء الهجمات التي تزيد من تدهور الوضع الحالي في الشرق الأوسط، وتدين بشدة مثل هذا التصعيد”.
وأشار كاميكاوا إلى أن استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط مهم جدًا بالنسبة لليابان، داعيًا جميع الأطراف لتهدئة الأوضاع.
المصدر: CNBC