تولى تشابي ألونسو مسؤولية القيادة الفنية لليفركوزن الألماني في فترة صعبة للفريق، وفي ربيع 2024، حقق المدرب واللاعبين إنجازًا تاريخيًا بالفوز بلقب الدوري.
وأدى فوز ليفركوزن (5-0) على فيردر بريمن، يوم الأحد، إلى تسمية الفريق بطلًا جديدًا للدوري الألماني، بفارق 16 نقطة عن صاحب المركز الثاني مع تبقي 5 جولات على نهاية المسابقة.
لم يكن إنجاز تحقيق لقب الدوري لأول مرة في تاريخ الفريق الممتد منذ 120 عامًا من قبيل الصدفة، بل ساهمت فيه مجموعة من العوامل نستعرضها في هذا التقرير.
استراتيجية انتقالات ناجحة
بدا كابتن إنجلترا هاري كين هو المهاجم الذي يحتاجه بايرن لاستمرار فرض سيطرته على الدوري الألماني الذي بدأ قبل 11 عامًا.
وقع هاري كين للبايرن مقابل أكثر من 100 مليون دولار قادمًا من توتنهام.
ورغم الإنفاق الكبير، كانت الانتدابات المجانية لفريق ليفركوزن أكثر تأثيرًا.
وقع أليخاندرو جريمالدو من بنفيكا بدون رسوم وأحدث تحولًا في الفريق، مع 9 أهداف و13 تمريرة حاسمة في 29 مباراة بالدوري الألماني.
وجلب جرانيت تشاكا وجوناس هوفمان الخبرة إلى خط الوسط في فريق شاب.
وسجل فيكتور بونيفاس 10 أهداف في الدوري في بداية الموسم لكنه أصيب بعد ذلك.
من المؤكد أن أهداف كين الـ32 في الدوري الألماني عززت بايرن، الذي كان يفتقر إلى مهاجم رفيع المستوى بعد رحيل روبرت ليفاندوفسكي في عام 2022، لكن التعاقدات الأخرى كانت لها نتائج متباينة.
كان كيم مين جاي قويًا في الدفاع، لكن إيريك داير وكونراد لايمر ورافائيل غيريرو لم يبدوا وكأنهم ترقيات لمستوى الفريق ككل.
تأثير “ألونسو”
تعلّم “ألونسو” من كارلو أنشيلوتي، وبيب جوارديولا، ورافائيل بينيتيز وخوسيه مورينيو عندما كان لاعبًا، خلال مسيرته الحافة.
وفي حين أنه يفضل اللعب القائم على الاستحواذ الذي يرهق المنافسين أثناء محاولة الضغط يمكن أن يكون ألونسو مرنًا أيضًا.
في فوز ليفركوزن (3-0) على بايرن في فبراير، تحول إلى الدفاع المكون من أربعة لاعبين واتبع نهج الهجوم المضاد الذي استخدمه في الموسم السابق.
قام توماس توخيل مدرب بايرن بتغيير تكتيكاته في محاولة واضحة لمواجهة وتيرة جيريمي فريمبونج لاعب ليفركوزن، لكن ألونسو وضعه على مقاعد البدلاء وجاءت التغييرات بنتائج عكسية.
اضطراب بايرن
ينعكس نجاح ليفركوزن في إخفاقات بايرن، حيث قضى “توخيل” معظم العام وهو يشكو من أن فريقه يؤدي بشكل ممتاز في التدريبات لكنه لا يستطيع إعادة إنتاج نفس المردود في المباريات.
وساهمت إصابات اللاعبين الأساسيين مثل سيرج جنابري وليروي ساني وكينغسلي كومان والعديد من المدافعين في معاناة “توخيل” على مستوى وفرة اللاعبين.
بعد فوز ليفركوزن على بايرن في فبراير، انهار بايرن، وفاز بثلاث فقط من مبارياته السبع التالية في الدوري، ليحقق ليفركوزن تقدمًا كبيرًا.
الثقة بالنفس
يتطلب الاستمرار في 43 مباراة دون هزيمة يتطلب مهارة وذكاء تكتيكيًا، بالإضافة إلى القوة العقلية.
ظهر ليفركوزن كفريق متخصص في تحقيق الفوز في المباريات بالدقائق الأخيرة، حيث سجل المهاجم باتريك شيك 4 أهداف في الوقت المحتسب بدل الضائع في الدوري الألماني والدوري الأوروبي الشهر الماضي وحده.
تدوير اللاعبين
يعني اللعب لتحقيق ثلاثية تاريخية في الدوري الألماني وكأس ألمانيا والدوري الأوروبي جدول أعمال مزدحم وقليل من الراحة.
وجد ألونسو التوازن الصحيح لإراحة اللاعبين مع الحفاظ على ما يكفي من تشكيلته الأساسية في الملعب لتحقيق الفوز، وهذا يعني رعاية لاعبين مثل الجناح ناثان تيلا، الذي كان معظمه على مقاعد البدلاء في الدوري الألماني حتى العام الجديد، لكنه ساهم بأهداف حاسمة وتمريرات حاسمة منذ ذلك الحين.
المصادر: