في 18 أكتوبر من كل عام يحتفل سكان ولاية ألاسكا بهذا اليوم الذي تحولت فيه تبعية الإقليم، من روسيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. هذه الصفقة وُصفت بأنها “حمقاء” لكن من قالوا ذلك أغفلوا الأهمية الاستراتيجية لهذه الأراضي وما تحويه من موارد.
في مطلع القرن الـ18 اكتشف سكان روسيا منطقة كبرى تقع في الشرق، بعدها بأعوام أُرسلت البعثات الاستكشافية التي وجدت أن هذه الأرض غير مرتبطة بالبر الروسي، ومع وصولهم إليها بدأ نشاط التجار يتوسع تدريجيًا، مع اتخاذ هذه الأرض كمصدر أساسي للموارد الطبيعية.
عانت الإمبراطورية الروسية من أزمة مالية كبرى في القرن الـ19 بعد نهاية حرب القرم، وتزايدت المخاوف حول خسارة منطقة ألاسكا التي توجد أقصى الشرق وفي قارة أخرى وذلك يُصعِّب مهمة الجيش الروسي في الدفاع عنها، خاصة أمام الولايات المتحدة أو الإمبراطورية البريطانية.
إقامة مستعمرات في ألاسكا كان أمرًا صعبًا بسبب برودة الطقس، إضافة إلى قلة الموارد الطبيعية وكثافة التواجد العسكري البريطاني على أراضي كندا.
قاد وزير الخارجية الأمريكي، ويليام سيوارد، عملية شراء الأراضي وتفاوض على معاهدة مع الروس، إلى أن قرر القيصر الروسي، ألكسندر الثاني، بيعها وأوكل هذه المهمة إلى السفير الروسي في واشنطن إدوارد ستوكل.
وبعد الكثير من المعارضة، وافق الكونجرس الأمريكي على عرض سيوارد الرسمي البالغ 7.2 مليون دولار.
في 18 أكتوبر عام 1867 رُفع العلم الأمريكي في ألاسكا، واعتبر بعض السياسيين والصحفيين أن هذه الصفقة “حمقاء” واعتبروها أرضًا قاحلة خالية من الموارد الطبيعية ولا تساوي الملايين التي دُفعت لأجلها.
ألاسكا الغنية
تدارك “سيوارد” معارضة الصحافة على هذه الصفقة، وألقى خطابًا أكد من خلاله على أهمية هذه الأراضي، بسبب موارد الفرو الموجودة هناك، وإمكانية الاعتماد عليها كمركز للصيد البحري واستغلال مناجمها.
كان هناك القليل من التطور الداخلي، لكن مصنع تعليب السلمون الذي تم بناؤه عام 1878 كان بداية لما أصبح أكبر صناعة للسلمون في العالم.
لمدة 3 عقود بعد شرائها، أولت الولايات المتحدة القليل من الاهتمام لألاسكا، التي كانت محكومة تحت حكم عسكري أو بحري أو من وزارة الخزانة.
في أواخر القرن الـ19 شهدت ألاسكا بداية اكتشاف الذهب وازدهار الإقليم، وتبدلت الأوضاع الاقتصادية تمامًا في الإقليم عام 1968، عندما اكتشف حقل نفط شاسع تُقدر احتياطيات النفط فيه بنحو 13 مليار برميل.
وسرعان ما أدر الحقل أرباحا وفيرة، إذ بلغت العوائد التي جنتها الولاية في عام 1969 من تأجير الأراضي المحيطة بالحقل لشركات النفط 900 مليون دولار.
حقائق عن ألاسكا
– مساحتها حوالي 1.7 مليون كيلومتر مربع وتضم العديد من الجزر.
– أكبر ولاية أمريكية.. خمس مساحة الولايات المتحدة وضعف حجم تكساس.
– يوجد فيها نحو 100 ألف نهر جليدي تغطي 5% مساحتها.
– بها أكثر من 3 آلاف نهر وعدد هائل من البحيرات.
– تحتوي على 17 من بين أعلى 20 قمة جبلية في الولايات المتحدة.