رغم مرور أكثر من 6 أشهر على تغيير العلامة التجارية لـ “تويتر” وتحويلها إلى “منصة X”، إلا أن المستخدمين لا يمكنهم التوقف عن تسميتها القديمة.
ومن الناحية الفنية، لا يزال نطاق الويب الخاص بالمنصة هو twitter.com، حتى ولو أن x.com يعيد التوجيه إلى الرابط الأصلي.
وفي رسائل الاشتراكات لمستخدمي خدمة X Premium، تتم مخاطبة المستخدمين بمصطلحي إكس وتويتر سابقًا.
وهذه العلامات تدل على أنه بالرغم من تغيير العلامة التجارية، إلا أن كلمة “تويتر” لا زالت عالقة في الأذهان ومن الصعب تركها مقابل “إكس”، وفق وصف مالكها إيلون ماسك.
ولا يزال العديد من الأشخاص، سواء عبر الإنترنت أو شخصيًا، يطلقون على المنصة تويتر، ويشيرون إلى المنشورات على أنها تغريدات.
ولكن لماذا يصعب توديع “تويتر”؟
ربما يرجع ذلك إلى الشهرة الواسعة التي حظي بها تويتر في أنحاء العالم كافة منذ إطلاقه في 15 يوليو من عام 2006.
وبحسب ما نقلته شبكة “سي إن إن” عن المدير العالمي في وكالة استشارات العلامات التجارية وولف أولينز، رامون جيمينيز، فإن تويتر أصبحت واحدة من الشركات القليلة “التي تتمتع بتجربة منتج فريدة من نوعها.
وباتت كلمة “تويتر” مرادفة للسلوك الذي يقوم به المستخدمين، إذ يقولون “نغرد ويغرد” في إشارة لكتابة تدوينة قصيرة عبر المنصة.
والأمر على غرار ما تحظى به غوغل من شعبية مماثلة، وهو ما دفع المستخدمون لاستخدام كلمة “غوغل” كمرادف لعملية البحث الإلكتروني.
وانتشر تويتر في كل جزء من الحياة عبر الإنترنت والثقافة الشعبية.
وفي عام 2011، تمت إضافة عبارة “tweet” إلى قاموس Merriam-Webster، مع إضافة كلمة “retweet” إلى قاموس أكسفورد الإنجليزي المختصر في نفس العام.
وكان تويتر بمثابة مساحة لمشاركة الأفكار حول الأحداث الكبرى، سواء كانت سياسية أو ترفيهية وغيرها.
بالنسبة للصحفيين ، كان ذلك وسيلة للبقاء على اطلاع على الاتجاهات الثقافية والتواصل مع المصادر المحتملة.
أما بالنسبة للشخصيات العامة، فكان تويتر وسيلة للتواصل مع المتابعين والظهور بسهولة أكبر.
تغيير العلامة التجارية
في أكتوبر 2022، تمكّن إيلون ماسك من الاستحواذ على تويتر في صفقة اتسمت بالجدل، ومنذ ذلك الوقت بدأن المشكلات تمطر على المنصة.
وكانت البداية مع الاستغناء عن عدد من الموظفين، وهو ما هدد استقرار المنصة وارتفع مستوى المعلومات المضللة.
وفي أوائل عام 2023، أصبحت شركة Twitter Inc، الشركة الأم للمنصة، شركة X Corp.
وبعد أكثر من 17 عامًا على إطلاق تويتر، فاجأ ماسك المستخدمين بتدوينة كتب فيها أن الوقت قد حان للتغيير، وأعلن تغيير اسم المنصة إلى “X”.
وقال ماسك وقتها إنه تغيير العلامة التجارية جزء من سعيه لتحويل المنصة إلى “تطبيق كل شيء”، يجد فيه المستخدم كل ما ينشده.
وقال الصحفي زوي شيفر، إن ماسك كان لديه ميل منذ سنوات لإطلاق اسم X على أول شركة ناشئة لها.
وفي حين أن تويتر ليست الشركة الأولى التي تغير علامتها التجارية خلال السنوات الأخيرة، إل أن هذا التغيير لم يمر بسلام.
ووفق ما نقلته “سي إن إن” عن 4 خبراء، فإن عدم وضوح السبب وراء تغيير العلامة التجارية لتويتر، خلق حالة من عدم الاستيعاب لدى المستخدمين.
وهذا الارتباك أثر على تقبل المستخدمين للمنصة باسمها الجديد X.
مجرد وقت
ويقول خبير العلامات التجارية، ماتري نيوماير، إن تحويل تويتر إلى “إكس” فشل في التوغل داخل الثقافة السائدة، موضحًا أن الاسم يضيع وسط الجمل ويبدو وكأنه خطأ مطبعي.
على الجانب الآخر، يرى المدير التنفيذي العالمي للاستراتيجية والابتكار في شركة لاندور المتخصصة في العلامات التجارية، جيمس ويثي، إن تغيير الاسم يستغرق بعض الوقت للتعود عليه.
وأوضح أن الناس ظلوا يطلقون اسم “داتسون” على “نيسان” لفترة من الوقت بعد تغيير علامتها التجارية في الثمانينيات.
ويرى ويثي أن تغيير العلامة التجارية في حالة تويتر قد يكون أصعب من حيث الاعتياد، نظرًا لشعبيتها الكبيرة المستمرة منذ عقد من الزمن.
ولفت ويثي أيضًا إلى أن الاسم الجديد لا يملك نفس قوة الاسم القديم، كما أنه لا يمكن استخدامه بديلًا للفعل كما كان الحال في تويتر.
ومنذ تغيير العلامة التجارية، واصل بعض مستخدمي X الدفاع عن العلامة التجارية السابقة للمنصة.
وقام أحد الحسابات بإجراء استطلاع للرأي يسأل عن اسم المستخدمين للمنصة، صوت منهم ما يقرب من 95٪ من الأصوات البالغ عددها 33,210 لصالح تويتر.
وابتكر معجبون آخرون قمصانًا مكتوبًا عليها عبارة “I Still Call It Twitter”، وتساءل البعض عن إمكانية رفع دعوى قضائية لمنع العلامة التجارية الجديدة.
ويصف نيومير هذه الحالة بأنها شعور غريزي، ينمو بين العميل تجاه منتج أو خدمة أو شركة.
المصدر: CNN
اقرأ ايضاً :
أعلى مكاسب في القيمة السوقية لشركات التقنية في يوم واحد
منجزات التحول الرقمي في القطاع العام خلال 2023
قوقل توقف أداة توليد الصور بالذكاء الاصطناعي بسبب “أخطاء تاريخية”
