وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ينام أكثر من 700 مليون شخص يوميًا (8.8٪ من سكان العالم) على معدة فارغة، مما يشير إلى تعاظم خطورة مشكلة الجوع في العالم، فكيف تفاقمت هذه الأزمة؟
إهدار الطعام
على الرغم من أن أزمة الغذاء متعددة الأسباب في جميع أنحاء العالم، وغالبًا تنطوي على صراعات أو تحديات بيئية، إلا أن هدر الطعام أحد أبرز أسبابها، فجدير بالذكر أن كمية المواد الغذائية التي تنتج ولا يتم تناولها تكفي لإطعام ملياري شخص، وهذا يمثل أكثر من ضعف عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في جميع أنحاء العالم، ويزيد هذه المشكلة تأزمًا أن المستهلكين في البلدان الغنية يهدرون قدرًا من الغذاء يساوي تقريبًا ما يهدره صافي إنتاج الغذاء في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كل عام، ووفقًا للأمم المتحدة، فإن ثلث الأغذية المنتجة للاستهلاك البشري تُفقد أو تُهدر على مستوى العالم، بما يعادل حوالي 1.3 مليار طن من الطعام المهدر سنويًا، وقيمة هذه الكمية تقدر بنحو تريليون دولار.
[two-column]
تشير التقديرات إلى أن حجم الأموال التي سيكون العالم في حاجة إليها لإنهاء الجوع تتراوح بين 7 مليار دولار إلى 265 مليار دولار سنويًا.
[/two-column]
الدول الأفريقية الأكثر تضررًا
بعد أكثر من 35 عامًا، لا تزال قارة أفريقيا تعاني بشدة من مشكلة الجوع، ووفقًا للأمم المتحدة، فإن 12 دولة حول العالم تصنف على أنها ذات أعلى معدل انتشار لاستهلاك الغذاء غير الكافي في العالم، ومن بين هذه الدول تسعة بلدان أفريقية، مما يجعل ما يقرب من 30 مليون شخص في أفريقيا يعاني من آثار انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك سوء التغذية والمجاعة والفقر.
الجائحة زادت من حدة الأزمة
ارتفع عدد المتضررين من الجوع حول العالم خلال جائحة كوفيد-19، ففي عام 2020، عانى 155 مليون شخص (2٪ من سكان العالم) من الجوع الحاد، وهو ما تطلب مساعدة عاجلة، فكانت مشكلة الجوع قد توقفت عن التصاعد، إلا أنها بدأت تتصاعد للمرة الأولى في 2015 عندما وصل عدد الأشخاص الذين يعانون من أن استهلاك الغذاء المعتاد لا يكفيهم ليحافظوا على حياتهم بشكل طبيعي وفعال وصحي إلى 615 مليون شخص حول العالم.