أحداث جارية سياسة

خلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين حول المساعدات الأمريكية الخارجية.. لماذا؟

يتصاعد الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة حول المساعدات الأمريكية الخارجية، خلال الآونة الأخيرة.

وفي خطوة من شأنها تأجيج الخلاف، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي قانونًا بقيمة 118 مليار دولار.

ويركز المشروع على دعم أوكرانيا بقيمة 60 مليار دولار، و14 مليار دولار لإسرائيل.

ويشمل الدعم أيضًا مساعدة الحلفاء في منطقتي المحيط الهندي والهادي، واتفاقية أمن الحدود التي أنهكت الجنوب الأمريكي.

ويأتي هذا التشريع بعد شهور من المفاوضات المكثفة، وأشاد بايدن لموافقة وحث الكونغرس على سرعة إنهاء المشروع.

وأكد بادين أهمية الدعم العسكري لأوكرانيا وإسرائيل في ظل الظروف الراهنة.

من ناحية أخرى، يسعى زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، بتسريع الإجراءات لإجراء تصويت أولي على مشروع القانون.

وأكد شومر أن القانون سيمثل أكبر تغيير في سياسة الهجرة وأمن الحدود الأمريكية منذ عقود.

توترات سياسية

القانون يأتي في ظل توترات سياسية داخلية في الولايات المتحدة وصراع مستمر بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

وبعد إعلان مجلس الشيوخ عن هذه الاتفاقية، قوبلت بمعارضة مباشرة من الجمهوريين وحلفاء الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال زعيم الأغلبية في مجلس النواب، ستيف سكالس، إن مشروع القانون لن يحظى بتصويت مجلس النواب.

كما انتقد رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، اتفاقية المشروع، قائلًا إنها أسوأ مما توقع.

وبحسب صحيفة The Hill، يُشكّل تصريح جونسون ضربة قوية للمفوضين من أعضاء مجلس الشيوخ، الذين عملوا لأشهر من أجل التوصل إلى حل بشأن مسألة الحدود الجنوبية.

خلاف معقد

ويقول الباحث في إندبندنت عربية، طارق الشامي، إن الموضوع معقد للغاية، لأن الخلاف الأساسي بين الجمهوريين والديمقراطيين لا يتعلق بإسرائيل أو حتى المساعدات إلى فلسطين.

وأضاف الشامي خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، أن الخلاف يرتبط بالمساعدات إلى أوكرانيا.

وتابع: “الجمهوريون لا يريدون هذه المخصصات الكبيرة إلى أوكرانيا، ولكن ليس كل الجمهوريين، فهناك عدد منهم في مجلس الشيوخ يريدون مساعدة أوكرانيا ويوافقون على ذلك”.

وأشار الشامي إلى: “أن الديمقراطيين يرونها فرصة لأن يجمعوا كل هذه الإصلاحات في صفقة واحدة تشمل أوكرانيا ودعم إسرائيل وفلسطين، وأيضًا أمن الحدود”.

وقال: “وهذا ما سعى الجمهوريون لتجاوزه من خلال إقرارهم مشروع قانون من جانب واحد يتضمن مد إسرائيل فقط بالمساعدات، دون أوكرانيا”.

وأضاف: “هم يرون أن هذه المشروعات من الأفضل الفصل بينها، في حين يرى الديمقراطيون أن إقرار هذه المشروعات لن تتم إلا بضمها في صفقة واحدة”.

مشروع الهجرة

وكشف الشامي أن هناك أيضًا خلاف حول مشروع قانون الهجرة في الداخل الأمريكي.

وقال هذا الخلاف يتضح في موقف رئيس مجلس النواب الأمريكي، والذي قال قبل عدة أيام إن هذا المشروع سيموت بمجرد وصوله إلى مجلس النواب.

وأضاف: “هذا يعني أنه حتى ولو تم التوافق عليه في مجلس الشيوخ، وهو أمر غير مضمون لأنه لا زال هناك عدم توافق بين الجمهوريين في المجلس، لن يمر من مجلس النواب”.

وتابع الشامي: “يرفض الرئيس السابق دونالد ترامب المشروع، بل أن نيكي هايلي صرحت أنها تعارض المشروع”.

وقال: “وبالتالي هناك ضغوطًا سياسية من المرشحين الرئيسيين للحزب الجمهوري في الانتخابات المقبلة لوقف المشروع”.

ويرى الجمهوريون أن هذا الموقف يكسبهم المزيد من الشعبية، خصوصًا المرشحين الرئاسيين، لأن هذا الملف أصبح حساسًا جدًا، ويحل في المرتبة الأولى ضمن أولويات المواطن الأمريكي.

وأشار الشامي إلى أن الأمريكيين يرون أن تدفق المهاجرين عبر الجنوب وهو أمر مستمر منذ سنوات، تجاوز مؤخرًا الخطوط الحمراء ويتطلب إجراءات حاسمة.

وأوضح: “المطلب الأساسي من أغلب الجمهوريين يتعلق بضرورة إبقاء المهاجرين الذين يطالبون بحق اللجوء في المكسيك وعدم السماح لهم بدخول الأراضي الأمريكية”.

وتابع: “هذا هو أساس الخلاف، لأن حتى القانون الجديد الذي تم التوافق عليه، يشدد الإجراءات ويقلل سنوات الدخول لطالب اللجوء من 6 سنوات إلى 6 أشهر، ولكنه لا يجبر المهاجرين على الخروج من الولايات المتحدة”.

 

إقرأ ايضًا

ماذا لو نجح الجمهوريون في مساعيهم لتقليص المساعدات الأمريكية لأوكرانيا؟

قانون “ليهي”.. وصول المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل مُهدّد بالمنع

اجتماع عمّان.. 3 رسائل من وزراء الخارجية العرب إلى “بلينكن”